ندّدت الولايات المتحدة، الخميس، الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، بـ "لعبة علاقات عامّة" يقوم بها "حزب الله" الذي أدخل أخيراً إلى لبنان صهاريج محملة بمازوت إيراني، محذرة من أن استيراد الوقود من دولة تخضع للعقوبات لن يحل أزمة المحروقات الحادة التي يعاني منها لبنان.
إرسال المزيد من الوقود
وتستعد إيران لإرسال المزيد من الوقود في الأيام المقبلة إلى لبنان، عن طريق سوريا، لتوزيعه من قبل حليفها من دون المرور بمؤسسات الدولة اللبنانية، في تكرار للعملية التي جرت في منتصف سبتمبر (أيلول) الفائت، وأثبتت مجدّداً أن الحزب هو صاحب القرار الفعلي في البلد الغارق في أزمات اقتصادية وسياسية حادة.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين إن "وقوداً من بلد خاضع لعقوبات عدة مثل إيران ليس فعلاً حلاً مستداماً لأزمة الطاقة في لبنان". وأضاف "برأينا هذه لعبة علاقات عامّة يلعبها حزب الله وليست محاولة منه لإيجاد حل بناء للمشكلة". وتابع المتحدث الأميركي، "نحن ندعم الجهود الرامية لإيجاد حلول شفافة ومستدامة لمعالجة مشكلة النقص الحادّ في الطاقة والوقود في لبنان".
عقوبات أميركية
ولم يوضح برايس ما إذا كان لبنان سيخضع لعقوبات أميركية بسبب شحنات المازوت الإيراني، مكتفياً بالتذكير بأن الرئيس جو بايدن مستعدّ لرفع العقوبات المفروضة على إيران إذا ما عادت للامتثال بالكامل لبنود الاتفاق النووي المبرم بينها وبين الدول الكبرى في 2015.
ويأتي تصريح المتحدث الأميركي في الوقت الذي يزور فيه بيروت حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية في الحكومة الإيرانية الجديدة التي شكلها الرئيس المحافظ المتشدّد إبراهيم رئيسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي انتقد شحنات الوقود الإيراني التي دخلت بلاده من دون المرور بالمؤسسات الرسمية، معرباً عن اعتقاده بأن طريقة دخولها إلى لبنان لن تعرضه لعقوبات أميركية، وقال ميقاتي يومها، "أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان ولكن ليس لدي خوف من عقوبات عليه، لأن العملية تمّت بمعزل عن الحكومة اللبنانية".
ووفقاً لمسؤول إيراني، فإن رجال أعمال لبنانيين هم الذين اشتروا شحنات المازوت الإيراني التي وصلت عبر البحر إلى سوريا ومن ثم دخلت لبنان برّاً في صهاريج.
شركة "الأمانة" للمحروقات
واعتمد "حزب الله" على شركة "الأمانة" للمحروقات لتوزيع المواد المستوردة من إيران كونها تخضع أساساً للعقوبات الأميركية منذ 2020، لأنها مملوكة من مؤسسة تابعة للحزب.
وأتى استقدام "حزب الله" للمازوت الإيراني في خضم أزمة محروقات حادة يعاني منها لبنان بسبب تراجع قدرته المالية على الاستيراد ووسط انهيار اقتصادي متسارع.
ويعاني لبنان منذ أشهر من أزمة شح محروقات تنعكس على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية، في خضم انهيار اقتصادي مستمر منذ عامين صنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.