أعلنت الشرطة البريطانية، السبت 16 أكتوبر (تشرين الأول)، أن طعن النائب البريطاني المحافظ ديفيد أميس حتى الموت الجمعة هو عمل إرهابي.
وطعن أميس حتى الموت، الجمعة، بينما كان يعقد لقاء مع ناخبيه في دائرته في اعتداء أثار "صدمة" و"حزن" المملكة المتحدة، وفق تعبير رئيس الحكومة بوريس جونسون.
وذكرت تقارير إعلامية بريطانية، السبت، أن المهاجم الذي قتل النائب البريطاني عن حزب المحافظين ديفيد أميس طعناً، كان قد أحيل في الماضي إلى برنامج وطني مخصص للأفراد الذين يُعتقد أنهم معرضون لخطر الجنوح نحو التطرف.
وقالت الشرطة البريطانية في وقت متأخر السبت إن أمام المحققين مهلة حتى الجمعة 22 أكتوبر (تشرين الأول) لاستجواب المشتبه فيه المعتقل بموجب قانون الإرهاب الذي سمح لهم بتمديد اعتقاله.
وأشارت الشرطة إلى أنها تحقق في "دافع محتمل مرتبط بالتطرف الإسلامي".
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إنها تلقت تأكيداً من مسؤولين بأن الرجل يدعى علي حربي علي.
وأشارت إلى أن علي، المواطن البريطاني من أصل صومالي، أحيل قبل بضع سنوات إلى برنامج "بْريفِنْت" الخاص بالأفراد الذين يُعتقد أنهم معرضون لخطر التطرف.
وقالت "بي بي سي" إنه يُعتقَد بأن علي لم يُمض وقتاً طويلاً في هذا البرنامج التطوعي، ولم يشكل بشكل رسمي "موضع اهتمام" بالنسبة إلى وكالة الأمن الداخلي "إم آي 5".
وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" أن الشرطة وأجهزة الأمن تعتقد أن المهاجم تصرف بمفرده وجنح نحو "التطرف بشكل ذاتي"، وأنه ربما استلهم العملية من حركة الشباب الإسلامية الصومالية المرتبطة بتنظيم "القاعدة".
وأكد والد علي، حربي علي كلان، المستشار السابق لرئيس الوزراء الصومالي، لصحيفة "صنداي تايمز" أن نجله محتجز، مضيفاً "أشعر بصدمة شديدة".
وقالت الشرطة إنها أجرت عمليات تفتيش في ثلاثة عناوين في منطقة لندن.
وذكرت صحيفة "ذا صن" أن المهاجم طعن النائب أميس مرات عدة أمام أنظار امرأتين، قبل أن يجلس وينتظر وصول الشرطة.
حماية البرلمانيين
وكانت الحكومة البريطانية أمرت بمراجعة تدابير حماية البرلمانيين بعد هذه الواقعة.
واعتُقل الرجل البالغ 25 عاماً الجمعة في الكنيسة الميثودية، حيث كان النائب البالغ 69 عاماً والأب لخمسة أطفال قد استقبل ناخبيه في "لي- أون- سي" على بعد حوالى ستين كيلومترا شرق لندن.
وقالت شرطة العاصمة إن الجريمة "قد تكون دوافعها على صلة بالتطرّف الإسلامي".
ووصفت الشرطة، في بيان، جريمة القتل بأنها "عمل إرهابي" وأشارت إلى أن عناصر التحقيق الأولى "كشفت عن دافع محتمل مرتبط بالتطرف الإسلامي".
وأعلنت أن "شرطة مكافحة الإرهاب تتولى التحقيق" الذي لا يزال في "مراحله الأولية".
وقالت صحيفة "ذي غارديان" إن بيانات المشتبه به تتطابق مع بيانات شخص أبلغ عنه أخيراً برنامج مكافحة التطرف (بريفنت).
صدمة ووحدة
وأحدث مصرع أميس النائب منذ نحو أربعين عاماً، والذي أشاد به برلمانيون من جميع التيارات، صدمة في البلاد.
وتعبيراً عن الوحدة، وضع رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون وزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر إكليلين من الزهر معاً في موقع المأساة صباح السبت.
ونشر جونسون على "تويتر" صورة لرسالة قال إنه وضعها عند ضريح أميس وصف فيها الأخير بأنه "زميل وصديق محبوب جداً".
كذلك، وضع سكان المنطقة بمن فيهم أبناء الجالية المسلمة باقات من الزهر قرب موقع الجريمة.
وتذكر عملية القتل هذه بصدمة تتمثل باغتيال جو كوكس في يونيو (حزيران) 2016.
فقد قتلت هذه النائبة العمالية في عامها الـ41 وطُعنت حتى الموت بيد المتطرف اليميني توماس ماير (53 عاماً) قبل أسبوع من الاستفتاء على بقاء بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي.
وقالت كيم ليدبيتر العضو في البرلمان عن حزب العمال وشقيقة جو كوكس، إنها صُدمت "عندما فكرت أن أمراً فظيعاً قد يحدث مرة أخرى لنائب آخر، لعائلة أخرى".
وأدت الحادثتان إلى التشكيك في الترتيبات الأمنية المحيطة بالنواب، لا سيما عندما يكونون على تواصل مع الجمهور في دوائرهم الانتخابية.
الاعتداءات على البرلمانيين
وتظهر أرقام الشرطة زيادة في الاعتداءات على البرلمانيين، فقد أشارت عام 2019 إلى زيادة بنسبة 126 في المئة بين عامي 2017 و2018 وزيادة بنسبة 90 في المئة في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن عديد من النواب المنتخبين عن تعرضهم لتهديدات بالقتل في سياق النقاشات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
من جهتها، أكدت مؤسسة "جو كوكس" أن "جميع النواب يستحقون أن يكونوا آمنين". وأضافت أن "العنف والشتائم أمر غير مقبول" و"يعرض للخطر الناس وأسرهم" وكذلك "الديمقراطية".
وفي اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، قال بول غاردينر وهو حلاق يبلغ 41 سنة، ويقع صالونه على بعد 250 متراً من الكنيسة، إنه رأى قوة كبيرة للشرطة وسيارة إسعاف في الموقع ومروحيات.
وأضاف "كنت أقود سيارتي إلى وظيفتي وأوقفتها حوالى الساعة 12:30 ظهراً، وكان هناك كثير من رجال الشرطة ورأيت ضابطاً يحمل سلاحاً".
وفي عام 2010، تعرض النائب العمالي ستيفن تيمز للطعن عدة مرات، لكنه تعافى في النهاية من إصابات كان من يمكن أن تودي به.
وفي يناير (كانون الثاني) 2000، أصيب النائب الديمقراطي الليبرالي نايجل جونز، وقتل مساعده على يد رجل بحوزته سيف أثناء لقائه مؤيديه في شلتنهام في غرب إنجلترا.
وأعرب الزعيم السابق لحزب المحافظين إيان دنكان سميث عن قلقه بشأن سلامة البرلمانيين. وكتب على "تويتر"، "عندما لا تكون في مكتبك وفي مكان عام فهذا يعني أنه لا يمكن أن تتخذ الإجراءات الأمنية التي يُنصح باتخاذها".
هجوم على الديمقراطية
وكتب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من جهته على "تويتر" أن "الهجوم على مسؤولين منتخبين هو هجوم على الديمقراطية".
وفي كتاب نُشر في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، أشار فيه إلى مقتل جو كوكس، قدر ديفيد أميس أن المخاوف بشأن سلامة النواب جاءت "لإفساد التقاليد البريطانية في أن يتمكن الناس من مقابلة نوابهم".
وقال متحدث باسم وزيرة الداخلية بريتي باتيل إنها "دعت جميع قوات الشرطة إلى مراجعة الترتيبات الأمنية للنواب بأثر فوري". كما التقت باتيل ممثلي الشرطة والأمن والاستخبارات وتحدثت أيضاً مع رئيس مجلس العموم ليندساي هويل.
وأعلن هويل الذي انضم إلى تكريم الرجل "المخلص لعائلته والبرلمان ودائرته الانتخابية"، عن مراجعة للإجراءات الأمنية المتعلقة بالبرلمانيين.