نفت وزارة الخارجية الصينية أن تكون بكين قد اختبرت في شهر أغسطس (آب) الفائت، صاروخاً تفوق سرعته سرعة الصوت، كانت تقارير قد أفادت أنه حلَّق حول العالم قبل أن يصيب هدفه.
وأوضح تشاو ليجين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، للصحافيين أن بلاده كانت تختبر مركبة فضائية في شهر يوليو (تموز) ولم تختبر صاروخاً تفوق سرعته سرعة الصوت. وقال تشاو "لم يكن صاروخاً بل مركبة فضائية".
إلا أن مراقبين أشاروا إلى أن العاصمة الصينية لم تعلن عن إجرائها أي عملية ما بين عملية الإطلاق إلى الفضاء الـ77 في يوليو (تموز)، وما سمتها عملية الإطلاق الـ79 في أواخر شهر أغسطس.
وجاء في تقرير نشرته صحيفة "فايننشيال تايمز"، نقلاً عن خمسة مصادر قريبة من عملية الإطلاق، أن الصين قد أجرت في الواقع اختباراً لصاروخ أسرع من الصوت، وقد "حلق على ارتفاع منخفض في مدار فضائي" بطريقة يمكن لها أن "تتفادى" من خلالها أنظمة الدفاع الصاروخية الأميركية. وتتولى المؤسسة العسكرية إدارة برنامج الفضاء الصيني الذي يرتبط بشكل وثيق بأجندة بكين لبناء صواريخ تفوق سرعة الصوت.
الحكومة الصينية لم تصدر أي تعليق مباشر على المعلومات التي نشرتها صحيفة "فايننشيال تايمز" مساء السبت، باستثناء مقال في صحيفة "غلوبال تايمز" التي يصدرها "الحزب الشيوعي الصيني". فقد جاء في المقال أنه "إذا كان لنا أن نصدق تقرير صحيفة (فايننشيال تايمز)" فإن ذلك يدل على تطور القدرات العسكرية للصين، مقارنة بالولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
السيد تشاو أشار في حديثه للصحافيين خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية الذي يجريها دورياً كل اثنين، إلى أن اختبار شهر أغسطس، كان "ذا أهمية كبيرة على مستوى تخفيض تكاليف استخدام المركبات الفضائية، ويمكن أن يقدم وسيلة ملائمة ومعقولة الكلفة، للقيام برحلات ذهاب وإياب للإنسان في مجال الاستخدام السلمي للفضاء".
وأضاف الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية أن الاختبار كان "روتينياً"، وأن الهدف منه كان إجراء تجارب تكنولوجية على إعادة استخدام المركبة الفضائية نفسها.
أوساط مطلعة على هذا الحدث أفادت لصحيفة "فايننشيال تايمز"، بأن اختبار الصين للصاروخ أظهر "تقدماً مذهلاً لبكين على مستوى الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت". وأكدت أن تلك الأسلحة كانت أكثر تطوراً بكثير مما كان يعلمه المسؤولون الأميركيون عنها. وقال أحد المسؤولين المطلعين على الاختبار "إننا في الواقع لا نعرف كيف قاموا بذلك".
وفي تعليق على هذه المعلومات قال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) "لقد أعربنا عن مخاوفنا في ما يتعلق بالقدرات العسكرية التي تواصل الصين السعي إلى تطويرها، وهي قدرات لن يكون من شأنها سوى زيادة منسوب التوتر في المنطقة وخارجها".
وختم بالقول "إن هذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا نعتبر أن الصين هي التحدي الأبرز الذي يواجهنا".
© The Independent