بعد نحو ثماني سنوات من اجتماع استغرق ساعات عدة بين الرئيس اليمني عبد ربه هادي والرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في إطار مساعي الأول لإطلاق سراح اليمنيين من المعتقل سيئ السمعة "غوانتانامو"، وصل 12 يمنياً بواسطة الإمارات إلى البلاد حيث يتوقع إخلاء سبيلهم في الأيام المقبلة، بحسب مسؤولين يمنيين.
وعلى الرغم من أن الدولة الخليجية واجهت هجوماً من منظمات حقوقية دولية بإجبار المعتقلين على الترحيل، فإنه بات إطلاق سراح الذين أدينوا في وقت سابق بالانضمام إلى "القاعدة" وشيكاً.
هجمات 11 سبتمبر
وقال مسؤول في الحكومة اليمنية لوكالة "رويترز"، إن طائرة عسكرية إماراتية تقل اليمنيين الـ12 هبطت في المكلا بمحافظة حضرموت في جنوب البلاد، الأربعاء 27 أكتوبر (تشرين الأول)".
وكان هؤلاء ضمن مجموعة من 18 يمنياً وروسياً واحداً نقلوا من "غوانتانامو" في الفترة من 2015 إلى 2017 إلى الإمارات حيث ظلوا قيد الاحتجاز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد أُلقي القبض عليهم من أفغانستان وباكستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة. وكان أول ستة منهم قد نُقلوا إلى اليمن وأُطلق سراحهم هناك في يوليو (تموز).
خطوة جيدة
من جهته، قال اليمني توفيق الحميدي رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، إن "الإمارات استقبلت كثيرين من معتقلي غوانتانامو بعد اتفاق مسبق بين عدد من الدول مع الولايات المتحدة من بينها الإمارات والكويت وعمان والسعودية وقطر والجبل الأسود وصربيا والسنغال وألمانيا وغيرها، على أن تباشر بعملية تأهيل شامل لعائدين من المعتقل الأميركي".
أضف، "كثير من هذه الدول تعاملت بإيجابية وقدمت نموذجاً جيداً في هذا الإطار مثل السعودية وسلطنة عمان في ما يتعلق بإعادة تأهيل المعتقلين من الجوانب كافة، سواء النفسية أو الصحية وأهمها تأهيلهم لعدم العودة إلى الفكر السابق الذي كان يسيطر عليهم كانخراطهم مع تنظيم القاعدة".
الإمارات لم تؤكد الأمر
واليمنيون جميعهم محتجزون منذ أكثر من 10 أعوام من دون اتهامات أو محاكمة، ولم ترد حكومة الإمارات بحسب "رويترز" على طلب التعليق على الأمر وتأكيده أو نفيه، وقال عبد الرحمن برمان محامي المعتقلين إن "الحكومة اليمنية اتصلت بأسر المعتقلين وطلبت منهم الاستعداد لإخلاء سبيلهم وتسليمهم لذويهم في قاعدة الريان العسكرية".
وتخضع قاعدة "الريان" العسكرية لسيطرة جيش الإمارات منذ 2015 عندما تدخلت مع السعودية في اليمن لدعم الحكومة في مواجهة حركة الحوثي.
وقال برمان، إن الستة الذين أطلق سراحهم في يوليو حصلوا على مبالغ مالية من حكومتي الإمارات واليمن.
إدانات حقوقية
كما حثت الأمم المتحدة وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان واشنطن وأبوظبي على وقف الترحيل الإجباري للمعتقلين إلى بلادهم حيث يمكن أن يتعرضوا للمزيد من التعذيب والاعتقال.
وقال خبراء حقوقيون في الأمم المتحدة، العام الماضي، إنه تردد أن المعتقلين الـ18 "أُجبروا على توقيع وثائق تفيد بموافقتهم على الترحيل"، أو البقاء إلى أجل غير مسمى قيد الاعتقال في الإمارات.
وكان نقلهم للإمارات جزءاً من خطة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما لإغلاق المعتقل الذي أثار انتقادات دولية.