أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، السبت، تخفيف نزاع تجاري بدأ في عهد إدارة ترمب، بعدما فرضت الإدارة الأميركية السابقة تعريفة جمركية بنسبة 25 في المئة على الصلب الأوروبي و10 في المئة تعريفة أخرى على الألومنيوم في يونيو(حزيران) 2018، لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وسيعلن الرئيس جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تفاصيل الاتفاقية في روما، حيث يشاركان في اجتماعات "مجموعة العشرين".
وعارض الاتحاد الأوروبي بشدة التعريفة التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة، وخاض محاولات فاشلة للتوصل إلى اتفاق مع ترمب بخصوص هذا النزاع، ما دفع الكتلة الأوروبية لرفع قضية أمام منظمة التجارة العالمية وفرض إجراءات انتقامية على ما يصل إلى 6.4 مليار يورو (7.78 مليار دولار) من الصادرات الأميركية، وشملت المنتجات التي يستهدفها الاتحاد الأوروبي ويسكي بوربون، وزبدة الفول السوداني وعصير البرتقال.
من إجمالي هذا المبلغ، استهدف الاتحاد الأوروبي في البداية 2.8 مليار يورو (3.2 مليار دولار) من الصادرات الأميركية وقال، "إنه سيطبق 3.6 مليار يورو (4.1 مليار دولار) المتبقية بعد ثلاث سنوات أو بعد نتيجة إيجابية في منظمة التجارة العالمية". وتم تعليق الشريحة الثانية من الرسوم الجمركية في وقت سابق من هذا العام في إشارة إلى حسن النية لإدارة بايدن.
اتفاق عبر الأطلسى في وقت حرج
وقال رئيس التجارة في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس على "تويتر"، مساء أمس، "لقد اتفقنا على وقف نزاعنا التجاري حول الصلب والألمنيوم مؤقتاً، وبدء التعاون بشأن ترتيب عالمي في شأن الصلب والألمنيوم المستدامين".
ويأتي آخر إعلان عبر الأطلسي في وقت حرج بالنسبة إلى علاقتهما. وكان الحلفاء الأوروبيون قلقين إلى حد ما في شأن السياسة الخارجية للرئيس بايدن، بعد الانسحاب الصعب من أفغانستان في الصيف، واتفاق الغواصة النووية المثير للجدل مع أستراليا، وعدم وجود تطورات لحل النزاعات التجارية.
وأشاد كيفن ديمبسي، الرئيس والمدير التنفيذي للمعهد الأميركي للحديد والصلب، بالاتفاقية، قائلاً لـ"وول ستريت جورنال"، إنها "ستمنع اندفاعاً آخر في استيراد الصلب من شأنه أن يقوض صناعتنا ويدمر الوظائف الأميركية ذات الأجور الجيدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما شجعت شركة "هارلي – ديفيدسون" المصنعة للدراجات النارية الأخبار، حيث وصفها الرئيس التنفيذي يوخن زيتز بأنها "فوز كبير لهارلي ديفيدسون وعملائنا وموظفينا ووكلائنا في أوروبا."
وكانت "هارلي ديفيدسون" من بين الشركات الأميركية التي تعرضت منتجاتها لرسوم جمركية انتقامية من قبل الاتحاد الأوروبي بعد أن فرضت إدارة ترمب رسوماً على الصلب والألمنيوم المستورد.
ولم يذكر المسؤولون بالتفصيل المستويات الدقيقة للواردات التي سيتم إعفاؤها من الرسوم الجمركية. وقالوا "إن الصفقة ستضمن أن الصلب الذي يدخل الولايات المتحدة من أوروبا يتم إنتاجه بالكامل في أوروبا".
المصادقة على اتفاقية إصلاح القواعد الضريبية
جاء الإعلان عن اتفاقية الصلب في اليوم الأول من قمة "مجموعة العشرين" في روما، حيث صادق القادة رسمياً على اتفاقية لإصلاح القواعد الضريبية العالمية. ويزيل الاتفاق الأخير للصلب أحد أهم الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الناجمة عن سياسات ترمب التجارية التي استهدفت الحلفاء مثل الاتحاد الأوروبي واليابان، إضافة إلى الصين. وكان الرئيس بايدن تعهد عند وصوله للسلطة بالعمل بشكل وثيق مع الحلفاء والمؤسسات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية.
ومع اكتساب الحوار الثنائي زخماً في الأشهر الأخيرة، اشتكى المسؤولون الأوروبيون بمرارة بشكل خاص من التعريفات المتبقية على الصلب والألمنيوم ، حيث تم فرضها بموجب قانون التجارة الأميركي الذي يعاقب المنتجات التي يُنظر إليها على أنها تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة.
ويواجه المصنعون في الولايات المتحدة وأماكن أخرى أعلى أسعار للصلب والألمنيوم منذ سنوات، ما يضغط على الشركات التي تكافح بالفعل لإنتاج ما يكفي من السيارات والعلب المعدنية وغيرها من المنتجات.
وتحث شركات الصلب الأميركية إدارة بايدن على متابعة حصة مع الاتحاد الأوروبي كبديل مقبول لرسوم 25 في المئة على الصلب التي كان قد فرضها ترمب عام 2018. وأراد التنفيذيون في صناعة الصلب من الإدارة استخدام تخفيف التعريفة الجمركية لتشجيع القادة الأوروبيين على المساعدة في محاربة الواردات منخفضة التكلفة من الصين والدول النامية الأخرى.
ورحب اتحاد عمال الصلب المتحدون بالأحكام الواردة في الصفقة التي تتطلب تصنيع الصلب في الاتحاد الأوروبي بالدول الأعضاء للتأهل للإعفاء من الرسوم الجمركية.
وقال توم كونواي، رئيس "يونايتد ستيل ووركرز"، "في الوقت الحالي، يتم شحن العناصر الفولاذية غير النهائية وغيرها من المنتجات من الصين وروسيا وأوكرانيا وأماكن أخرى إلى الاتحاد الأوروبي، وتخضع لتحول محدود. ومن ثم تصبح مؤهلة لأن يكون مصدرها من الاتحاد الأوروبي".
عالم محايد مناخياً بحلول منتصف القرن
ويعد تغير المناخ هو محور آخر لقمة روما، التي ستحدد لهجة أسبوعين من المحادثات العالمية حول تغير المناخ، وتنطلق اليوم في غلاسكو، التي تلي اجتماع روما مباشرة. ويحاول قادة مجموعة العشرين إيجاد موقف مشترك حول أفضل السبل للالتزام باتفاقية باريس للمناخ لعام 2015. ويدعو هذا الاتفاق البلدان إلى البدء في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أقرب وقت ممكن وتحقيق عالم محايد مناخياً بحلول منتصف القرن.