قالت الحكومة الإثيوبية، الإثنين الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، إن قوات "جبهة تحرير شعب تيغراي" المتمردة قتلت 100 شاب في كومبولشا، وهي إحدى بلدتين قالت الجبهة إنها سيطرت عليهما في مطلع الأسبوع.
وقال مركز الاتصالات الحكومي على "تويتر"، "أعدمت جبهة تحرير شعب تيغراي الإرهابية أكثر من 100 شاب من سكان كومبولشا من دون محاكمة في المناطق التي تسللت إليها. يجب على المجتمع الدولي ألا يغض الطرف عن مثل هذه الفظائع".
ولم يتضمن البيان تفاصيل ولم يرد المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو على مكالمات هاتفية تطلب التعليق.
ولم يرد المتحدث باسم الجبهة غيتاشيو رضا بعد على اتصالات هاتفية تطلب التعليق على هذا الادعاء ومسائل أخرى صباح الاثنين.
وكانت الحكومة الإثيوبية نفت الأحد مزاعم متمردي "جبهة تحرير شعب تيغراي" بسيطرتهم على مدينتي ديسي وكومبولشا الاستراتيجيتين شمال البلاد، وقالت إن قواتها ما زالت تقاتل.
وجاء ذلك رداً على تغريدة لرضا كتب فيها، "السيطرة تماماً على #كومبولشا"، وذلك غداة إعلان الجبهة أيضاً السيطرة على مدينة ديسي التي شهدت مع ذلك معارك جديدة الأحد.
المعارك في ديسي
وأطلقت القوات الإثيوبية معركة جديدة الأحد للسيطرة على مدينة ديسي في شمال البلاد، وفق ما أفاد سكان، في وقت تقدّم متمردو تيغراي جنوباً، ما أثار مواجهات مع قوات الجيش وميليشيات محلية.
ومثّلت سيطرة "جبهة تحرير شعب تيغراي" على ديسي السبت مرحلة جديدة في الحرب المستمرة منذ نحو عام، بعدما استعادت معظم أجزاء تيغراي من القوات الفيدرالية في يونيو (حزيران) الماضي ووسعت رقعة وجودها لتمتد إلى المناطق المجاورة.
وأفاد شهود الأحد بتجدد المعارك في المدينة، فيما أصدر الجنود الإثيوبيون أوامر للسكان بالتزام منازلهم، بعدما تحدثت تقارير عن انسحابهم قبل يوم.
وأشار شهود عيان أيضاً إلى اندلاع معارك في بلدة كومبولشا جنوب ديسي، مشيرين إلى أن الجبهة تتجه للاقتراب من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بينما شنّت الحكومة المركزية غارة جوية جديدة على تيغراي.
يذكر أن الاتصالات مقطوعة عن معظم مناطق شمال إثيوبيا، فيما فُرضت قيود على وصول الصحافيين، ما يصعّب مهمة التحقق بشكل مستقل من الأنباء الواردة من الجانبين.
التزام المنازل
وقال أحد قاطني ديسي الذي عرّف عن نفسه باسم محمد، "أبلغنا الجنود بأنهم يقاتلون لاستعادة المدينة... وقالوا لنا إنه يجب ألا يخرج أحد من منزله".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفاد نادل سابق في ديسي يُدعى ديستا بأنه شاهد جنوداً يقاتلون في الشوارع. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، "يطلقون النار لكن كان عليّ إغلاق نافذتي... حتى لا يروني".
وجاء في بيان لمكتب الاتصالات العسكرية الإثيوبي الأحد، "ستواصل القوات المسلحة على الجبهة تطهير (المنطقة) من مجموعة الإرهابيين". وأضاف، "يقاتلون من أجل القضاء بالكامل على القوة الغازية".
ولم تردّ "جبهة تحرير شعب تيغراي" على طلبات الحصول على تعليق.
وتبعد ديسي، الواقعة في إقليم أمهرة المتاخم لتيغراي، نحو 400 كيلومتر عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
فرار ونزوح
وأفاد السكان في وقت سابق باحتشاد كبير للجيش في المنطقة، فيما تدفّق السكان الفارّين من البلدات التي تشهد معارك شمالاً إلى ديسي، التي شهدت السبت نزوحاً جماعياً أيضاً، إذ تكدّس عدد كبير من الأشخاص في الحافلات وفروا إلى بلدة كومبولشا جنوباً، حيث اندلعت الأحد أيضاً أعمال العنف، بينما قال سكان إنهم سمعوا من منازلهم أصوات إطلاق نار.
وذكر أحد السكان الذي عرّف عن نفسه باسم تاديسي (32 سنة)، "رأينا عناصر جبهة تحرير شعب تيغراي يدخلون عبر الشارع الرئيس هذا الصباح وركضنا إلى منازلنا". ورجّح تاديسي أن يكون المتمردون انخرطوا في تبادل لإطلاق النار مع الميليشيات من أمهرة والجنود الإثيوبيين.
ومن جانبه، أوضح مواطن آخر يُدعى أمسالو (34 سنة)، أن إطلاق النار بدأ في الساعة التاسعة صباحاً واشتد خلال النهار. وتابع، "أسمع طلقات نارية في المدينة... إنها لا تتوقف. أنا جالس في المنزل لأكون في أمان".
ودعا إقليم أمهرة، حيث تقع ديسي، السكان إلى حماية أحيائهم، فيما حض الناطق باسم الحكومة ليجيس تولو، المواطنين على حشد صفوفهم استعداداً للمعركة. وقال "على كل مواطن إثيوبي قادر على القتال التحرّك".
وطلبت إدارة إقليم أمهرة "من جميع المواطنين في المنطقة القادرين على القتال تسجيل أنفسهم... في الأيام الثلاثة المقبلة".
قصف تيغراي
في الأثناء، تتعرّض تيغراي إلى قصف جوي يومي تقريباً منذ نحو أسبوعين، فيما يزداد اعتماد الجيش على سلاح الجو في النزاع.
وأعلن الجيش الإثيوبي أنه شن غارة جوية على الإقليم الأحد، بحسب بيان صادر عن الحكومة عبر "تويتر"، مشيراً إلى أن الغارة استهدفت "منشأة تدريب عسكرية (كانت) بمثابة مركز للتجنيد والتدريب" لجبهة تحرير تيغراي.
ولم يسجّل أي ضحايا الأحد، لكن مصدراً في أحد المستشفيات ذكر أن 10 أشخاص قُتلوا في ضربة جوية الخميس، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى مقتل ثلاثة أطفال في غارتين وقعتا في 18 أكتوبر. وقتل شخص آخر في هجوم منفصل الشهر الحالي.
ولفتت الحكومة بدورها إلى أن المنشآت التي تعرّضت للقصف كانت عسكرية في طبيعتها وتقدّم المساعدة لـ"جبهة تحرير شعب تيغراي".
وأثارت عمليات القصف انتقادات دولية وعرقلت وصول منظمات الأمم المتحدة إلى المنطقة حيث يواجه نحو 400 ألف شخص ظروفاً أشبه بالمجاعة في ظل حصار مفروض بحكم الأمر الواقع.
واندلع النزاع في تيغراي في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، عندما أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد قوات إلى الإقليم في إطار عملية تحوّلت إلى حرب طال أمدها وشهدت مجازر واغتصابات جماعية.