أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الفيتنامية الخميس الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، إن فيتنام تجري محادثات مع السلطات الإيرانية بشأن احتجاز ناقلة نفط فيتنامية قبالة الساحل الإيراني.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فام تو هانج في مؤتمر صحفي اعتيادي "وزارة الشؤون الخارجية أجرت محادثات مع السفارة الإيرانية في هانوي، كما أجرت السفارة الفيتنامية في إيران محادثات مع السلطات الإيرانية للتحقق من المعلومات وتسوية الحادث لضمان سلامة المواطنين الفيتناميين وتلقيهم المعاملة الإنسانية".
هذا الموقف جاء بعد تقارير إعلامية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفى الرواية الإيرانية بشأن محاولة أميركية لمصادرة ناقلة نفط في بحر عمان.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" نقلاً عن مسؤولين أميركيين طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، أن إيران صادرت ناقلة نفط فيتنامية في خليج عمان وما زالت تحتجزها في ميناء بندر عباس.
وأوضح أحد المسؤولين أن قوات الحرس الثوري الإيراني صادرت الناقلة "MV Southys" في 24 أكتوبر (تشرين الأول) بقوة السلاح وقادتها نحو المياه الإيرانية، فيما كانت القوات الأميركية تراقب عملية الاحتجاز من دون أن تتخذ أي إجراءات.
ولم تتضح بعد الدوافع وراء احتجاز الناقلة، ولم يتسنَ بعد الحصول على رد من المسؤولين في فيتنام. وتظهر بيانات موقع "مارين ترافيك" المتخصص في تعقب السفن، أن الناقلة كانت لا تزال في ميناء بندر عباس الثلاثاء.
الرواية الإيرانية
وكانت إيران أعلنت، الأربعاء، 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، إحباط محاولة أميركية لمصادرة ناقلة نفط في بحر عمان، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي.
وقال التلفزيون الإيراني إنه تم إحباط محاولة من جانب الولايات المتحدة "لسرقة" نفط في خليج عمان. أضاف أن القوات الأميركية استخدمت طائرات هليكوبتر وسفناً حربية لعرقلة ناقلة نفط إيرانية، لكنها فشلت، وفقاً لوكالة "رويترز".
وتعليقاً على الواقعة قال الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين، إنه اطلع على التقارير المتعلقة بالأمر لكن ليس لديه معلومات يقدمها في الوقت الراهن.
حصول مواجهة
كما أوضح التلفزيون الإيراني أن "الولايات المتحدة صادرت ناقلة تحمل نفطاً إيرانياً معداً للتصدير، ونقلت حمولتها إلى ناقلة أخرى، وقادتها إلى جهة مجهولة"، قبل أن تقوم بحرية الحرس الثوري "بإنزال" على متن الناقلة الثانية ومصادرة النفط مجدداً، بحسب التلفزيون الإيراني، وكذلك أشار إلى أن الناقلة الإيرانية "باتت حالياً في المياه الإقليمية للبلاد"، فيما غادرت الناقلة الأميركية. وتحدثت طهران أيضاً عن مواجهة وقعت بين الحرس الثوري وقوات أميركية بسبب ناقلة النفط هذه، فيما لم يصدر أي تعليق من واشنطن بعد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بدورها، ذكرت وكالة "مهر" أن مواجهة وقعت بين زوارق سريعة تابعة للحرس، وسفينة أميركية غادرت الموقع لاحقاً، كما أضافت أن لقطات مصورة ستعرض قريباً، إلا أن الوكالة أو التلفزيون الرسمي لم يذكرا متى وقع ذلك على وجه التحديد، بل اكتفت "مهر" بالقول "في الفترة الأخيرة".
معلومات متضاربة
لكن وكالة "فارس" أشارت إلى أن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري سيطرت على الناقلة الأميركية، ووجهتها فوراً إلى المياه الإقليمية الإيرانية. ولفتت إلى أن سفناً حربية عدة ومروحيات تابعة للجيش الأميركي حاولت استعادة السيطرة على الناقلة، لكن محاولاتها "فشلت في تغيير مسار الناقلة".
ونقلت الوكالة عن السلطات الإيرانية تأكيدها أن الناقلة المحتجزة وصلت إلى المياه الإيرانية، على الرغم من أن "قطعاً بحرية أميركية عدة تدخلت مجدداً بجهود أكبر لقطع مسار الناقلة وتغييره"، في تضارب واضح مع التلفزيون الرسمي و"مهر".
وتسعى "اندبندنت عربية" للحصول على تعليق أميركي على مزاعم إيران.
تصاعد التوتر
وقد زادت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة في ما يتعلق بعودة طهران للمحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي قلصت إيران التزاماتها به رداً على انسحاب واشنطن منه.
وقال علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأربعاء، إن المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي ستفشل ما لم يتمكن الرئيس الأميركي جو بايدن من ضمان عدم انسحاب واشنطن مجدداً منه.
وكتب شمخاني في تغريدة، "الرئيس الأميركي، الذي يفتقر للسلطة، ليس مستعداً لتقديم ضمانات. إذا استمر الوضع الحالي، فإن نتيجة المفاوضات واضحة".
استئناف مفاوضات فيينا
وفي هذا السياق، قال الاتحاد الأوروبي في بيان الأربعاء، إن المحادثات النووية بين القوى العالمية وطهران بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني ستستأنف في فيينا في 29 نوفمبر، مضيفاً أن إنريكي مورا سيترأسها نيابة عن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
كما غرد نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، عبر حسابه على "تويتر" قائلاً، "خلال اتصال هاتفي مع (الدبلوماسي الأوروبي) إنريكي مورا، اتفقنا على بدء المباحثات الهادفة الى رفع الحظر الظالم وغير الإنساني في 29 نوفمبر في فيينا".
وقالت الولايات المتحدة الأربعاء إن التوصل إلى حل وسط لإنقاذ الاتفاق النووي أمر ممكن "بسرعة" إذا كانت طهران "جدية" في نياتها بعد إعلانها استئناف المفاوضات غير المباشرة في فيينا. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركي نيد برايس للصحافيين، "نعتقد أنه إذا كان الإيرانيون جديين، يمكننا القيام بذلك في وقت قصير نسبياً".
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أكّد بدوره الخميس أن بلاده سترفض المطالب "المبالغ بها" من الدول الغربية في مباحثات فيينا. وقال، "كما أعلنت إيران سابقاً، لن نترك طاولة المفاوضات، لكننا سنرفض أيضاً الطلبات المبالغ فيها التي تؤدي إلى ضياع حقوق الشعب الإيراني"، وذلك وفق ما أفادت الرئاسة في بيان على موقعها الإلكتروني.
وشدد رئيسي خلال زيارة الخميس إلى محافظة سمنان الواقعة الى الشرق من طهران، على أن إيران تعمل علر "رفع جميع العقوبات الأميركية وإبطال مفعولها"، وأنها تؤيد "المفاوضات التي تعقبها نتائج مجدية، ولن نتراجع إطلاقا عن مطلب الشعب البديهي والمتمثل في إلغاء الحظر الظالم عن البلاد".