لربما كان الغرض من البيان الصحفي الخاص ببرنامج "الليلة مع بوتين" الذي تقدمه قناة "بي بي سي" إثارة ردود أفعال غرضها الترويج له. إذ وعدت القناة بتقديم برنامج حواري كوميدي تتولاه شخصية من الرسوم المصنوعة على الحاسوب تمثّل "الرجل القوي ومصارع الدببة المُفضل عالمياً" (في إشارة إلى بوتين)، لكن رد فعل المُشاهد الأبرز، أي الكرملين، تمثّل في عدم المبالاة.
ورداً على تقارير نُشرت يوم الأربعاء الماضي، تفيد بأن "هيئة الإذاعة البريطانية" (="بي بي سي") قد جهزت حلقتين تجريبيتين من برنامج حواري تقدمهما شخصيّة حاسوبيّة افتراضيّة تمثّل بوتين، تُستضاف فيه شخصيات حقيقية، ذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الزعيم الروسي "لا يفكر" في مشاهدة البرنامج. وأفاد أن "كتباً عدّة أُلّفَتْ عن بوتين، وهناك دمى متحركة ورسوم كاريكاتورية أيضاً. لم يقرأ الرئيس الكتب التي تتحدث عنه، ولم يشاهد الرسوم كذلك... بوتين لا يريد تقليد الرسوم الكاريكاتورية، دعوا الرسوم تقلّده".
لا يُقدم أي برنامج نقدي سياسي حقيقي على القنوات التلفزيونية الروسية الرئيسية. وبعد مدة قصيرة من وصول بوتين إلى سدّة الحكم في عام 2002، أُوقِف عرض برنامج "كاكلي" (= دمى متحركة) المأخوذ من برنامج "سبيتنغ إميج" البريطاني.
وفي الإعلان الترويجي القصير الذي نشره يوم الأربعاء الماضي المكتب الصحفي التابع إلى "بي بي سي" يوم الأربعاء، لا يبدو أن برنامج "الليلة مع بوتين" يهاجم الرئيس الروسي بشكل مباشر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولا يبدو أن الجُمل التي تقولها الشخصيّة الرقمية الثلاثية الأبعاد لبوتين، ونصّها "عندما كنت ضابطاً شاباً في جهاز الاستخبارات السوفياتيّة في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، كنت الشخص الوحيد الذي رأى الجوانب البهية الخفية في الغرب مثل الجينز الأزرق، موسيقى "روك أند رول" ومقدّم البرامج تيري ووغن"، هي مُهينة بشكل واضح (وليست مضحكة فعليّاً).
لكن النبرة الرخيصة للعمل والأخطاء الواضحة المتعدّدة فيه، جعلت بعض الناس في روسيا يتساءلون عما إذا كانت بريطانيا و"بي بي سي" قد فقدتا عقليهما سويّة على خلفية مجريات "بريكست".
لم يحدّد موعد بث البرنامج حتى الآن.
في المقابل، يعد المنتجين بمجموعة من الضيوف من بينهم المتحدث السابق باسم توني بلير آليستير كامبل والفنانة الكوميدية ديبورا فرانسيس وايت.
وأفادت "بي بي سي" أن هذا البرنامج هو إشارة إلى "النصر النهائي لـ"فلاد"، زعيم العالم الحر".
وتجدر الإشارة إلى أن كلمة "فلاد" بالروسيّة هي اختصار اسم فلاديسلاف وليس فلاديمير. وعلى وجه الدقة، يختصر اسم الرئيس الروسي اختصاراً بـ"فوفا".
© The Independent