عاد حزب الله مجدداً إلى استهداف الكويت، في صورة غدت شبه معتادة، ققبل إعلان ضبط الخلية الجديدة من جانب الأمن الكويتي، سبق أن أعلنت البلاد القبض على خلايا إرهابية متعاونة أو تابعة لـ"حزب الله". ففي 13 أغسطس (آب) 2015، تمكنت الأجهزة الأمنية الكويتية من القبض على خلية إرهابية تابعة لـ"حزب الله"، حظيت بدعمه، وقامت بتخزين وحيازة السلاح في مزرعة بمنطقة العبدلي بكميات كبيرة، ما عرف حينها بـ"خلية العبدلي".
وقالت وزارة الداخلية الكويتية حينها في بيان، "إن الأجهزة الأمنية الكويتية ضبطت كمية من الأسلحة مهربة من العراق، ومخبأة أسفل منازل قرب الحدود، واعتقلت ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم أعضاء في خلية مرتبطة بحزب الله. وشملت المضبوطات 19 ألف كيلوغرام ذخيرة، و144 كيلوغراماً من المتفجرات، و68 سلاحاً متنوعاً، و204 قنابل يدوية، إضافة إلى صواعق كهربائية و56 قذيفة (آر بي جي)".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفق البيان "عثر في منزل المتهم الثاني الكويتي الجنسية على ثلاث قطع من الأسلحة النارية وكمية من الذخيرة الحية، في حين ضبط المتهم الثالث وعثر في منزله على 3 حقائب تحتوي على أسلحة وذخائر ومواد متفجرة متنوعة". فما كان من السلطات الكويتية إلا أن ألغت إقامات ستين لبنانياً بعد هذه الحادثة لارتباطهم بـ"حزب الله". وكان الحزب، وعلى لسان أمينه العام حسن نصر الله نفى الاتهامات الموجهة إليه بتدريب أفراد وإرسال أسلحة إلى الكويت. التي كانت قدمت مذكرة احتجاج ضد الحزب واتهمته بتشكيل "خلية إرهابية" على خلفية الكشف عن "خلية العبدلي".
وقدم النائب الكويتي وليد الطبطبائي حينها في 2017، إلى مجلس الأمة، اقتراح قانون لتجريم "حزب الله" وتصنيفه "تنظيماً إرهابياً" يشمل عقوبات بالسجن تصل إلى 20 عاماً بحق أنصاره. ومن ثم قامت الكويت بطرد 15 دبلوماسياً إيرانياً بعد شهر تقريباً من تثبيت محكمة التمييز إدانة عناصر الخلية ذاتها بتهمة "التخابر" مع إيران.
ومن الجدير ذكره هنا، أنه وأثناء محاكمة أفراد الخلية جرى تداول أنباء في الكويت عن هروب بعض منهم إلى إيران عبر زوارق سريعة، وأعلنت السلطات الكويتية أن 16 محكوماً من هذه الخلية، "متوارون عن الأنظار"، واستدركت، أنهم "ما زالوا داخل البلاد".
"حزب الله الكويتي"
"حزب الله الكويتي"، تأسس في بداية ثمانينيات القرن العشرين، على يد مجموعة من شيعة الكويت كانت تدرس في الحوزة الدينية في "قم"، ويرتبط معظم أعضاء هذا الحزب بـ"الحرس الثوري الإيراني"، وكانوا يتلقون تدريباتهم عن طريقه. ويعد "حزب الله الكويتي" جزءاً لا يتجزأ من الحركة الشيعية الإيرانية بقيادة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي يرى أن حكم "آل صباح" لا مكان له في الكويت. وكان الحزب يصدر مجلة "النصر" التي تعبر عن أفكاره وأهدافه عن طريق المركز الكويتي للإعلام الإسلامي في طهران. ويقوم دور المجلة في التعبئة والتحريض لشيعة الكويت للقيام بما يخدم مصالحهم وأهدافهم، وتدعو للقيام بقلب نظام الحكم وإقامة نظام شيعي موالٍ لإيران. ونشط "حزب الله الكويتي" تحت أسماء وهمية عديدة في شكل منظمات مسلحة متطرفة، أبزرها "طلائع تغيير النظام للجمهورية الكويتية"، و"صوت الشعب الكويتي الحر"، و"منظمة الجهاد" و"قوات المنظمة الثورية". وخضع عناصر هذا الحزب لدورات عسكرية مكثفة في المعسكرات الإيرانية ولبنان تحت إشراف "حزب الله" اللبناني.
تاريخ من العلاقات المتوترة بين الكويت و"حزب الله"
عام 2017 طالبت دولة الكويت السلطات اللبنانية، بموقف رسمي وبوقف ممارسات لـ"حزب الله" تهدد أمنها واستقرارها عقب الحكم القضائي الذي أثبت مشاركة ومساهمة الحزب في قضية "خلية العبدلي". وكشفت المصادر حينها أن الطلب أرفق بملف كامل عن تحقيقات أجرتها السلطات الكويتية، تتضمن تفاصيل كاملة عن خلية كبيرة لـ"حزب الله"، كانت تعمل داخل الأراضي الكويتية، لكن الكويت لم تؤكد ما إذا كانت هذه الخلية ستعمل على الأراضي الكويتية، أم أنها ستنطلق منها لتنفيذ عمليات في دول خليجية أخرى. وأشار الملف إلى أن عدداً من الكويتيين حضروا إلى لبنان وتلقوا تدريبات لدى "حزب الله". وتعزز نشاط الحزب في الكويت خلال الحرب العراقية الإيرانية، بعد دعم الكويت للعراق في تلك الحرب. واتهمت إيران في أواخر 1983، وأوائل 1984، بمحاولة قلب النظام الكويتي. وتجلى تدخل "الحزب" في الكويت بعدما ألقي القبض على القيادي مصطفى بدر الدين، الذي كان يحضر لعمليات داخل الكويت، بينها اغتيال أمير الكويت، بحسب الاتهامات التي سيقت إليه. وكان بدر الدين قد تمكن من دخول الكويت بجواز سفر لبناني تحت اسم "إلياس صعب"، واعتقل هناك برفقة 17 مشتبهاً بهم، بعد سبعة تفجيرات وقعت في 13 ديسمبر (كانون الأول) 1983، واستهدفت السفارة الأميركية في البلاد. وفر بدر الدين، الذي كان محكوماً عليه بالإعدام، من السجن إبان غزو العراق للكويت عام 1990.
عمليات إرهابية هزت الكويت
- تفجيرات الكويت كانت عبارة عن هجمات على ست منشآت أجنبية وكويتية رئيسة في 12 ديسمبر 1983 أي بعد شهرين من تفجير ثكنة بيروت عام 1983. وكان الهجوم المنسق لمدة 90 دقيقة على سفارتين والمطار الرئيس للبلاد ومصنع البتروكيماويات، في إشارة إلى الأضرار التي كان يقصد أن تسببها مما كان قد دمر فعلاً، في "أسوأ حلقة إرهابية في القرن العشرين في الشرق الأوسط"، قتل ستة أشخاص فقط بسبب التوقيت الخطأ لإطلاق القنابل.
الدافع وراء التفجيرات كان لمعاقبة الكويت والولايات المتحدة وفرنسا على مساعدتها العسكرية والمالية للعراق في الحرب الإيرانية العراقية. اتضح لاحقاً مسؤولية تنظيمين مرتبطين بإيران فيها، هما "حزب الدعوة العراقي" وجماعة مرتبطة بـ"حزب الله" الذي كان قيد التأسيس حينها.
- اختطاف طائرة كويتية عام 1984 من قبل أربعة لبنانيين، أجبروها على تغيير مسارها إلى طهران، مطالبين بالإفراج عن عدد ممن اعتقلتهم الكويت لضلوعهم في التفجيرات، بينهم مصطفى بدر الدين، الذي أصبح أحد أبرز قياديي "حزب الله"، لاحقاً.
- تعرض أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح في منتصف 1985 لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة، كان خلفها "حزب الدعوة العراقي"، ومنفذها أبو مهدي المهندس، أبرز قياديي ميليشيات "الحشد الشعبي" لاحقاً. وقتل في تلك العملية اثنان من مرافقي الأمير.
- تفجير مقاهٍ شعبية خلف قتلى وجرحى في يوليو (تموز) 1985.
- سيارة مفخخة تستهدف فندقاً في يونيو (حزيران) 1987 خلال مؤتمر القمة الإسلامية.
- اختطاف طائرة كويتية ثانية، من قبل مسلحين تابعين لـ"حزب الله"، مقبلة من بانكوك في أبريل (نيسان) عام 1988، في أطول عملية اختطاف طائرة في التاريخ، واتهم حينها القيادي في "الحزب" عماد مغنية بخطف طائرة الجابرية، الذي أعدم اثنين من ركابها، بعد إلقائهم من باب الطائرة، بحسب ما ذكرت معلومات نقلت عن أحد الرهائن حينها.
وكانت طهران مسؤولة عن تزويد كويتيين بمواد متفجرة لاستهداف طرق مؤدية للحرم المكي عام 1989، فيما عرف حينها بحادثة الحرم الثانية.