شددت إيران الإثنين، الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، عبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها سعيد خطيب زاده، على ضرورة أن تضمن الولايات المتحدة عدم انسحاب "أي إدارة أميركية أخرى" من الاتفاق بشأن برنامجها النووي، وذلك قبل أسابيع من استئناف المفاوضات الهادفة لإحيائه.
وتستعد طهران وأطراف الاتفاق النووي لعام 2015، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، إلى استئناف محادثات فيينا في 29 نوفمبر، والهادفة إلى إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن أحادياً قبل ثلاثة أعوام، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران.
وقال خطيب زاده إن "مسار عودة الأميركيين إلى الاتفاق النووي واضح، وعليهم أن يقبلوا أنهم مسؤولون عن الوضع الراهن، وعليهم أن يظهروا أنهم يعودون عن المسار الذي يتبعونه".
وأضاف في مؤتمر صحافي "عليهم أن يرفعوا بشكل نهائي الحظر الظالم وغير القانوني الذي فرضوه منذ انسحابهم، والأهم أن يضمنوا ألا تقوم أي إدارة أميركية أخرى مرة جديدة بالاستهزاء بالعالم"، في إشارة إلى الانسحاب أحادياً من الاتفاق.
"كل شيء أو لا شيء"
وشدد خطيب زاده على أن "مبدأنا الأساس في الاتفاقات والمحادثات في فيينا هو إما أن يتم الاتفاق على كل شيء أو لا يتم الاتفاق على شيء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد أنه "طالما أن إيران لا يمكنها أن تضمن أن الحظر غير القانوني تم رفعه بطريقة فعالة وكاملة مع التحقق والضمانات المطلوبة والضمانات الموضوعية، فلن توقف إجراءاتها التعويضية"، في إشارة إلى الخطوات التي اتخذتها ضمن برنامجها النووي بعد الانسحاب الأميركي.
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن كبير المفاوضين الإيرانيين، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري، سيقوم "هذا الأسبوع" بجولة أوروبية تشمل لندن وباريس وبرلين.
لقاء فرنسي
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله، إن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سيجري محادثات مع مسؤولين فرنسيين، الثلاثاء، في إطار جهود التخطيط لاستئناف المحادثات النووية في 29 من نوفمبر.
وسيلتقي علي باقري كني، وهو أيضاً نائب وزير خارجية إيران، مع فيليب إيريرا مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الفرنسية ورئيس وفد التفاوض الفرنسي.
الاتفاق النووي
وأبرمت إيران وست قوى دولية في عام 2015، اتفاقاً بشأن برنامجها النووي، أتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
لكن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب الذي أعاد فرض عقوبات اقتصادية على طهران.
وبعد عام بدأت إيران بالتراجع تدريجاً عن التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وأبدى جو بايدن الذي خلف ترمب كرئيس للولايات المتحدة في مطلع عام 2021، استعداده لإعادة بلاده إلى الاتفاق بشرط عودة إيران لالتزاماتها، وخاضت الأطراف المعنية، وبمشاركة غير مباشرة من واشنطن، محادثات في فيينا لإحياء الاتفاق اعتباراً من أبريل (نيسان).
وبعد تعليقها منذ يونيو (حزيران) من المقرر استئناف المفاوضات في 29 نوفمبر، وفق ما أعلنت طهران والاتحاد الأوروبي.