اتخذت روسيا خطوةً نادرة بإرسال قاذفتين استراتيجيتين بقدرات نووية للقيام بدورية في المجال الجوي لبيلاروس الأربعاء 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تعبيراً عن دعمها لحليفتها المقربة التي تخوض مواجهة بخصوص المهاجرين مع الاتحاد الأوروبي.
اجتماع مجلس الأمن
في موازاة ذلك، طلبت إستونيا وفرنسا وإيرلندا اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الدولي بشأن أزمة المهاجرين على الحدود بين بولندا وبيلاروس، يُفترض أن يُعقد بعد ظهر الخميس (11 نوفمبر)، وفق ما أفاد دبلوماسيون وكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع سيُعقد خلف أبوب مغلقة، في وقت لا تزال التوترات تتصاعد بين بولندا وبيلاروس المدعومة من روسيا.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الأربعاء خلال مؤتمره الصحافي اليومي إن "هذه الأوضاع يجب ألا تُستغَل لغايات سياسية وألا تتحول إلى مصدر للتوتر بين الدول".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع دوجاريك "يتابع الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) باهتمام الأوضاع عند الحدود بين بيلاروس وبولندا". وأشار إلى أن غوتيريش يجدد التأكيد على "أهمية معالجة قضايا الهجرة واللاجئين بما يتوافق مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي".
التصعيد الروسي
وكان قرار موسكو بتصعيد الموقف جاء في وقت بحث الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة خلال يوم الأربعاء، فرض عقوبات على مينسك، بسبب ما يصفه الاتحاد بافتعالها "أزمة مصطنعة"، وهو ما تنفيه بيلاروس. وقالت بولندا، الأربعاء، إن المهاجرين العالقين في بيلاروس قاموا بمحاولات متعددة للدخول إلى أراضيها بالقوة خلال الليل، معلنةً أنها عززت الحدود بمزيد من الحراس.
ودعت ميشيل باشيليه، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الدول المعنية إلى التهدئة وحل الأزمة التي "لا يمكن قبولها".
وقالت "لا يجب أن يُضطر هؤلاء المئات من الرجال والنساء والأطفال لقضاء ليلة أخرى في طقس شديد البرودة دون مأوى مناسب وطعام وماء ورعاية طبية".
ويتهم الاتحاد الأوروبي، الذي لطالما فرض عقوبات على بيلاروس بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، مينسك بجذب مهاجرين من الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا، ثم دفعهم للعبور إلى بولندا في محاولة لإحداث فوضى عنيفة على الجهة الشرقية للتكتل القاري.
واتفق سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد، الأربعاء، على أن ذلك يرقى إلى مستوى "حرب هجينة" من جانب رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، ويُعد هذا أساس قانوني لفرض عقوبات جديدة على مينسك.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال "نواجه هجوماً هجيناً وحشياً على حدود الاتحاد الأوروبي. بيلاروس تعمل على استخدام محنة المهاجرين كسلاح بطريقة خبيثة وصادمة".
وتلقي مينسك وحليفتها موسكو باللوم على أوروبا التي يتهمها الكرملين بعدم الالتزام بالمُثُل الإنسانية الخاصة بها، ومحاولة "خنق" بيلاروس بخطط إغلاق جزء من الحدود. وقالت إنه من غير المقبول أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بيلاروس بسبب الأزمة.
ويُذكر أن القاذفتين اللتين أرسلتهما روسيا للتحليق فوق بيلاروس، من طراز "توبوليف تو-22 أم 3"، قادرتان على حمل قذائف نووية، من النوع الذي تفوق سرعته سرعة الصوت المصمَم لتفادي الدفاعات الجوية الغربية المتطورة.