كشف سكان ولاية باميان الأفغانية، الخميس 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، عن أن عناصر من حركة "طالبان" وضعوا في مكان تمثال زعيم لأقلية الهزارة أعلنته الحكومة السابقة "أحد ضحايا الوطن"، عملاً فنياً يمثل القرآن في خطوة حذروا من أنها قد تؤدي إلى اندلاع أعمال عنف.
ويصور التمثال الأصلي عبدالعلي مزاري، زعيم الأقلية الشيعية الذي قتل عندما كان أسيراً لدى "طالبان" خلال فترة حكمهم الأولى.
محو التاريخ
وتم قطع رأس التمثال بقذيفة صاروخية بعد فترة وجيزة من عودة الحركة إلى السلطة في أغسطس (آب) الماضي، في حادث ألقى سكان المدينة التي تقع وسط أفغانستان باللائمة فيه على عناصر الحركة.
ويحظر تفسير "طالبان" تصوير الشكل البشري في اللوحات والمنحوتات، والصور المطبوعة في بعض الحالات.
وأزالت عديد من الشركات أو غطت اللوحات الإعلانية والملصقات التي تصور أشخاصاً منذ سيطرة المجموعة على السلطة.
وقال عبد دانيشيار، الناشط في مجال المجتمع المدني في باميان، "أزالوا أمس التمثال بالكامل واستبدلوه بنسخة من القرآن". وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية، "يحاولون محو التاريخ من باميان، سيرد الناس بعنف على ذلك".
وشيد تمثال مزاري في الساحة المركزية في باميان، حيث فجرت "طالبان" تمثالين ضخمين لبوذا بُنيا منذ 1500 عام قبل عقدين.
وقال عبد دانيشيار، إن الساحة، التي سميت على اسم مزاري، أعيد تسميتها بـ"الشارع العسكري".
"قتيل الوحدة الوطنية"
وأفاد عبدالعلي شفق عضو مجلس محافظة باميان بأنه سيتحدث مع مسؤولي "طالبان" ويحثهم على التراجع عن الخطوة.
وقال: "هذه قضية حساسة للغاية، وقد تثير ردود فعل". وأضاف أن "سكان باميان يحبون مزاري، كانوا يصنعون تمثالاً جديداً ليحل محل التمثال المدمر جزئياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقتل مزاري، وهو زعيم حركة مناهض بشدة لـ"طالبان" عام 1995 بعد أن اعتقلته عناصر الحركة.
وتشير روايات إلى أنهم أطلقوا النار عليه، بعد أن حاول الاستيلاء على مسدس أحد العناصر أثناء نقله على متن مروحية.
واعتبره الرئيس المخلوع أشرف غني رسمياً، "قتيل الوحدة الوطنية الأفغانية" عام 2016.
ولطالما تعرضت أقلية الهزارة الشيعية التي تشكل نحو 10 في المئة من سكان أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة، للاضطهاد من قبل المتطرفين مثل تنظيم "داعش" في بلد تمزقه الانقسامات العرقية والدينية.