يطلّ الممثل اللبناني يوسف الخال في الموسم الرمضاني 2019 في مسلسلين، الأول تاريخي بعنوان "مقامات العشق" وهو من بطولته إلى جانب مجموعة كبيرة من الممثلين من بينهم نسرين طافش ومصطفى الخاني وقمر خلف ولجين إسماعيل، والثاني بعنوان "هوا أصفر"، الذي يتقاسم بطولته مع سلاف فواخرجي ووائل شرف وفادي إبراهيم.
بداية تحدث يوسف عن أصداء "هوا أصفر" و"مقامات العشق"، قائلاً "العملان محترمان. هوا أصفر سمع عنه الناس في لبنان، لكنه لا يُشاهد لأنه يعرض عصراً، ولا أعرف لماذا اختارت المحطة هذا التوقيت، بينما هو يحظى بنسبة مشاهدة عالية في سوريا وكذلك على يوتيوب". أما "مقامات العشق فأصداؤه جيدة واحتل المرتبة الثانية من حيث نسب المشاهدة بعد الحرملك، وأنا سعيد معنوياً وفنياً بكلا العمليْن".
وينفي يوسف وجود رابط بين الأعمال التاريخية وبين عرضها في رمضان. فـ "منذ الصغر، كنا ننتظر الأعمال التاريخية في رمضان وكان عددها أكثر. هي أعمال مهمة وضرورية، لأنها تضيء على مراحل مختلفة من التاريخ الإسلامي، ولكن في السنوات الماضية تداخلت الأسواق ببعضها بعضاً وتغيّرت المعادلة إلى حد ما، وصارت الأعمال أكثر تنوعاً. التنويع ضروري في رمضان، وهو زاد هذه السنة، على الرغم من الانتقادات التي توجه إلى بعض الأعمال ومضمونها".
أمثال شعبية
يدافع يوسف عن لغة مسلسل "هوا أصفر" وبعض المفردات "السوقية" المستخدمة فيه، قائلاً "أنا مع استعمال المفردات التي تشبه كل مهنة. الطبيب يستخدم مفردات ومصطلحات خاصة به، كذلك المحامي والمهندس والفقير ورجل الأعمال، حتى أننا نعرف مهنة الشخص من خلال المصطلحات التي يستخدمها. أما بالنسبة إلى استخدام المفردات المبتذلة، فهي موجودة في شارعنا العربي، ونحن نستعمل كثيراً من الأمثال الشعبية في حياتنا، بعضها مضحك وبعضها مبتذل وبعضها الآخر يتطرق إلى المحرمات. والمفردات المستخدمة في هوا أصفر انعكاس للبيئة التي تنتمي إليها الشخصيات. في المقابل، أنا ضد الإهانات التي نسمعها في بعض الأعمال، واستخدام مصطلحات غير محترَمة للكيان الإنساني، واللافت أن الناس أحبوها ولكنني لا أعرف السبب".
وعن سبب اختيار اللون الأصفر في صورة "هوا أصفر"، أوضح "أنا طرحت هذا السؤال على صنّاع العمل، فأجابوا لأنه لون جديد. شخصياً، أنا لم أحبه وأبديت رأيي في الموضوع، ولكن المنتج والمخرج اعتبراه يعطي العمل هوية أقرب إلى مضمونه. اللون الأصفر مبالغ فيه، وكان يفضل استخدام ألوان طبيعية أكثر".
وعما إذا كان هذا اللون سبباً في "نفور" الناس منه، أجاب "ربما البعض لم يشاهد العمل لأنه لم يحب صورته، لكن الناس يعتادون على كل شيء والدنيا أذواق. ثقافة تلوين الصورة بعد التصوير لها حسناتها وسلبياتها، وهناك من يفضلون استعمال لون معين ويعتبرونه لوناً درامياً، وآخرون ينفرون من المسلسل بسبب شكله".
تنوّع في الاختيار
إلى ذلك، أشار إلى أن دور الرجل الفاسد لم يشكل تحدياً بالنسبة إليه كممثل. إذ إن "كلمة تحدٍ لم تعد مناسبة لي لأنني لست جديداً في المهنة. أنا أستفزّ نفسي وأسخّر موهبتي في أبعاد جديدة. هو ليس تحدياً بل تنوّع في الاختيار. سبق أن قدمت دور الشرير في أعمال سابقة، ولكنني في هوا أصفر أقدم شخصية المجرم الذي يمكن أن يرتكب جريمة، وهذا الأمر يعدّ جرأة في الاختيار وليس تحدياً في الأداء. أنا أعطي كل دور حيثياته وأقوم بالتحضيرات اللازمة للشخصية، ولست في منطقة إثبات الموهبة بل في منطقة التجديد والتنويع في الخيارات".
وعن سبب "هروبه" من الدراما اللبنانية المحلية واللبنانية المشتركة، أوضح "لست هارباً من الدراما اللبنانية، وكل عام يعرض عليّ عمل أو عملان، ولكن الشروط العامة التي تدفعني للقبول تكتنفها بعض العقبات، كعدم موافقتي على الدور أو النص أو الأجر أو الكاستينغ أو المحطة التي يعرض عليها العمل. لا يوجد عمل كامل، ولكني أتوق إلى تقديم دراما لبنانية تنتشر عربياً، وهذا أمر صعب. عندما أتلقى عروضاً من أي دولة عربية، أحسبها من ناحية الانتشار الأوسع والدور والممثلين المشاركين والآفاق الجديدة والمحطة التي تعرض العمل، وأقبل بها، مستنداً بنسبة كبيرة إلى البزنس وليس إلى العاطفة. أنا لا أغيب كثيراً عن الدراما المحلية، وقبل عامين شاركت في مسلسل أدهم بيك، لكن ثقلي الأكبر لا يكون فيها، بل في مكان آخر".
يضيف "لا طلاق بيني وبين الدراما اللبنانية، وفي الأساس لا توجد عروض مغرية تجعلني أشعر أني فوّت الفرصة على نفسي. حالياً، يوجد بين يديّ نص محلي يشارك فيه ممثلون جدد، وفي حال توافرت الشروط اللازمة سأقبل به. من الضروري توافر شروط عدة في العمل لكي أقبل به، ولا أكتفي بشرط واحد لمجرد أنه لبناني. لا تهمني هوية العمل، سواء كان لبنانياً أو سورياً أو عربياً مشتركاً، وأنا لم أشارك في الدراما المصرية لأني لا أتقن اللهجة فحسب".
وأشار يوسف إلى أن أسباباً شخصية حالت دون تكرار تعاونه مع "شركة الصباح" في أعمال جديدة، "فنياً، التجربة كانت ناجحة للطرفين. هي كانت ناجحة ومفيدة لي، وهم أيضاً استفادوا منها ولم توقعهم في خسارة إنتاجياً. أما عدم تكرارها فيعود لأسباب شخصية سوف أعلن عنها في الوقت المناسب وبقسوة. لست من النوع الذي يرمي حجراً في البئر التي يشرب منها، ولكن ما حصل ليس بريئاً بل تدور حوله علامات استفهام، والتجربة لم تتكرر بسبب علامات الاستفهام هذه وليس لأنني قبيح أو لأنهم لا يحبون تمثيلي أو لأنني لا أجيد التمثيل، وسأفش خلقي في الوقت المناسب. الدنيا دوارة، ومن نكون متخاصمين معهم، يمكن أن يعود ويحصل تعاون بيننا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"شعطات" غير موجودة
ويردّ يوسف على من يطالبونه بالمشاركة في الدراما اللبنانية واللبنانية المشتركة، قائلاً "الناس تطالب بي وبغيري وبوجوه جديدة وبتكرار ثنائيات وبكل شيء. عندما يحضر الفنان كثيراً يملّ الناس منه ويطالبون بغيره. وعندما يبتعد يشتاقون إليه، وعندما يقدم عملاً جديداً لا يعجبهم ويقولون ليتك لم تشارك به، وحتى الآن لم أعثر على قاعدة واحدة. الفنان يربح في مكان ويخسر في مكان آخر، ولا توجد قاعدة مقبولة ترضي كل الناس لأنها غير موجودة في الأساس. من كانوا يحبونه بدأوا يملّون منه هذه السنة، وفي العام المقبل، ربما تتغير كل الثنائيات والوجوه الموجودة حالياً وتبرز وجوه جديدة. التكرار يبشّر بالملل، والملل يرافقه الفشل ورحلة الهبوط. أنا عاتبٌ على الإعلام لأنه يضلّل الرأي العام، وهناك أشخاصٌ مأجورون يسيّرون 200 مليون عربي. هؤلاء يمدحون دائماً ويتحدثون عن شعطات على مستوى الأداء، مع أنها ليست موجودة عندي ولا عند غيري، والأداء أقل من عادي عند الجميع، لأنه لم يعد مطلوباً، بل المطلوب هو الفنان المتكامل. بمجرد أن تغرغر عينا الممثل يصبح حديث الوطن العربي كله، مع أن هذا أقل ما يمكن تقديمه في مشهد معين، كما صار لفظ الفنان للجملة بشكل صحيح ضرباً من البطولة. أنا أشعر باستياء كبير لأنهم يسخّفون بالتمثيل مع أن أبعاده كبيرة جداً، وليست مجرد استعراض وتباهٍ وعرض أزياء ونظرات وشعر كما يحصل اليوم. لم يعد هناك مشهد يشعرنا بالسلطنة، وأنا أشمل الجميع بكلامي. أما التهليل في الإعلام فهو مضحك وإذا انتقدنا نُتّهم بالغيرة".
وبالنسبة إلى الأعمال التي يتابعها في رمضان، قال "أتابع كل شيء، ولكن لا يوجد عمل معين يشدني إلى درجة عدم مغادرة البيت. كما أتابع بعض المقتطفات عبر السوشال ميديا. المستوى الشكلي والإنتاجي للأعمال مشرّف، وكلها فوق الوسط، ولكن لا يوجد عمل كامل تتوافر فيه كل المواصفات الجيدة على الرغم من الجهد المبذول فيه". كما أبدى رأيه بالأعمال اللبنانية المحلية، مؤكداً أنه أحبّ كتابة كارين رزق الله في مسلسل "إنتِ مين". وأضاف "المحاولات الجيدة موجودة دائماً، وعندما تُعرض أعمال جيدة، نظن أنه لن يقدم بعدها ما هو أقل منها، ويتبيّن العكس. مثلاً من بعد وأشرقت الشمس وثورة الفلاحين انتظرنا أعمالاً بهذا المستوى، لكن هذا لم يحدث، والسقطات موجودة دائماً، والمفاجئ أن هذه السقطات تحظى بنسبة مشاهدة عالية، ربما لأن الناس يريدون أعمالاً بسيطة تشبههم، ولا يوجد فيها فلسفة. الدراما كالبطيخة، إذ يمكن أن يحصل إجماع حول عمل معين من الكاتب والمنتج والمخرج والممثل ولكن الناس لا يحبونه ويفضلون شيئاً آخر. ومع أنني أشارك في أعمال سورية وبان أراب وعربية، وأمثّل بالفصحى وفي الأعمال التاريخية، لكنني مع الدراما اللبنانية أولاً وأخيراً، على أمل أن يتحسّن مستواها، لكي أقبل المشاركة فيها بشكل أكبر".
وإلى العمل اللبناني الذي تحدث عنه، أشار يوسف إلى مشاركته في فيلم سينمائي يُعلن عنه عند التوقيع عليه.