ارتفعت محاولات الانتحار بين لاجئين محتجزين في جزيرة "بابوا غينيا الجديدة" منذ إعادة انتخاب الحزب الحاكم في أستراليا، بحسب الشرطة وطالبي اللجوء.
وحاول ما يصل إلى 12 شخصاً أرسلتهم الحكومة الأستراليّة إلى جزيرة "مانوس" في "بابوا غينيا الجديدة" الانتحار أو إيذاء أنفسهم، منذ الفوز المفاجئ للائتلاف المحافظ الحاكم في الانتخابات التشريعية الأستراليّة الأسبوع الماضي.
وكان حزب العمال المعارض الذي رجّحت استطلاعات رأي كثيرة فوزه طيلة أشهر بعد قضائه ست سنوات في صفوف المعارضة، قد تعهَّد أنه في حال حصل على السلطة سيقبل عرض نيوزيلندا لإعادة توطين بعض اللاجئين الذين عجز كثير منهم عن مغادرة "مانوس" طيلة سنوات ماضية.
أوضح بهروز بوشان، كاتب إيراني وطالب لجوء يعمل في الجزيرة منذ عام 2013، إن اللاجئين "فقدوا الأمل تماماً" بعد إعلان نتيجة التصويت.
وبأسف واضح، أشار إلى أنّ "الوضع في "مانوس" خارج عن السيطرة. ويعاني اللاجئون اكتئاباً شديداً. لم أر أحداً من قبل في مثل تلك الحالة السيّئة. وسُجلت حتى الآن 12 محاولة لإيذاء النفس والانتحار، ويرتفع العدد مع مرور الساعات"، بحسب الكاتب الإيراني.
وكشف بوشان أيضاً أنّ 10 من محاولات الانتحار الواضحة كانت في "مانوس" واثنتين في "بورت مورسبي" عاصمة "بابوا غينيا الجديدة" التي يوجد فيها مستشفى يعالج المرضى من اللاجئين المصابين بحالات حرجة تحول دون التمكّن من إرسالهم إلى الجزيرة.
كذلك أكّد ديفيد يابو، قائد الشرطة المحليّة في "مانوس" حدوث 10 محاولات انتحار في الأقل، بل حصلت أربع منها خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في ذلك السياق، نشر "ائتلاف العمل من أجل اللاجئين" الذي يتّخذ من سيدني مقراً له، ما وصفه بأنه رسالة انتحار كتبها رجل سوداني حاول قتل نفسه صباح الإثنين الفائت.
وأشار الناطق باسم "ائتلاف العمل من أجل اللاجئين" إيان رينتول، إلى أن "الأزمة مستمرة منذ ست سنوات، لكن الانتخابات التشريعية الأستراليّة التي شهدتها نهاية الأسبوع الفائت تسبّبت في أزمة لا يمكن للحكومة تجاهلها... الاحتجاز في الخارج يخنق ضحاياه ببطء".
كان الرجل السوداني واحداً من خمسة لاجئين حاولوا الانتحار يومي الاثنين والثلاثاء، بحسب بوشاني الذي اُحتجز في "مانوس" قبل ست سنوات بعدما اعترضت البحرية الأستراليّة قارباً كان يحمل إلى أستراليا طالبي لجوء من إندونيسيا.
وفرّ الكاتب من إيران بعد أن داهم "الحرس الثوري" مكاتب المجلة الكرديّة التي أصدرها بوشاني، وسجن موظفيها.
نقلت الحكومة الأستراليّة أكثر من 4100 لاجئ إلى "بابوا غينيا الجديدة" و"ناورو" في سفن منذ أن بدأت في فرزهم عبر مراكز في دول المحيط الهادئ في عام 2012.
ولأن أستراليا ترفض تقديم اللجوء لكل لاجئ يصل إلى البلاد بالقوارب، يقف اللاجئون إزاء خيارين هما اختيار العودة إلى بلدانهم، أو إعادة توطينهم في "بابوا غينيا الجديدة" أو "ناورو". ومُنِح بعض أولئك اللاجئين حق اللجوء في دول أخرى، خصوصاً الولايات المتحدة.
وأغلقت أستراليا مراكز الاحتجاز الخاصة بها في جزيرتي "مانوس" و"ناورو" في عام 2017، بعد احتجاج دولي على ظروف "لاإنسانيّة" فيها، فيما ظلّ اللاجئون هناك منسيّين في المخيمات من دون إعادة توطين.
منذ مارس (أذار) من هذا العام، بقي 915 من طالبي اللجوء في الجزيرتين، وفقاً لـ"المجلس الأسترالي للاجئين"، فيما نُقل آخرون إلى أستراليا لتلقي العلاج الطبي. في المقابل، يسعى رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إلى إلغاء قانون يهدف إلى تسهيل نقل اللاجئين عندما تكون ثمة أسباب صحيّة تبرّر النقل.
وفي إطار سعيها إلى تقديم الحماية والمساعدة للاجئين، دانت "الأمم المتحدة" وغيرها من منظمات حقوق الإنسان مراراً، سياسة الحكومة الأستراليّة.
ألمح بوشاني إلى أن "مانوس" بقيت "معسكر اعتقال" فعلياً لطالبي اللجوء. وكشف لاجئ آخر يُدعى عبد العزيز آدم، أنّ "الحكومة الأسترالية وقّعت مذكرات وفاة للاجئين وطالبي لجوء في "مانوس" و"ناورو"... هذا الانتهاك لحقوق الإنسان يجب أن يتوقف".
ولم ترد وزارة الشؤون الداخلية الأستراليّة على طلب "الاندبندنت" الحصول على تعليق بشأن هذه الأزمة الإنسانية.
© The Independent