بعد أيام على توقيع "الاتفاق" الإسرائيلي – الأردني – الإماراتي، جاءت زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى رام الله السبت 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، في محاولة لطمأنة الفلسطينيين بثبات موقف عمان، بأنه "لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية التي كانت وستبقى قضيتنا المركزية الأولى".
وبشكل سريع ومفاجئ، وصل الصفدي بمروحية عسكرية أردنية إلى مقر الرئاسة في رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمدة ساعتين ونصف، نقل خلالها رسالة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني "ركزت على الجهود المبذولة لإيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام، وضمان توفير الدعم الاقتصادي اللازم للسلطة الوطنية الفلسطينية".
"مذكرة التفاهم"
وحرص الجانبان الفلسطيني والأردني على وصف اللقاء "بالمعمّق والمهم"، لكن من دون الإشارة إلى "الاتفاق" الثلاثي الذي تحرص عمان على تسميته بـ"مذكرة التفاهم" في محاولة لتهدئة الرفض الشعبي الواسع له.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ إن رسالة الملك عبد الله الثاني "كانت مهمة، وتتعلق بآخر التطورات السياسية".
"الأردن كان وسيبقى السند، والأقرب إلى أشقائنا في فلسطين" قال الصفدي، مشيراً إلى أن بلاده "ستستمر في تكريس كل الإمكانات لإسناد الشعب الفلسطيني الشقيق، وتلبية جميع حقوقه المشروعة".
ويخشى بعض الفلسطينيين من انكشاف ظهرهم، والتخلي عن قضيتهم وذلك بعد توقيع خمس دول عربية اتفاقيات مع إسرائيل، وصلت مع الرباط إلى حد التعاون العسكري والاستخباراتي مع تل أبيب.
وتحدث وزير الخارجية الأردني في ختام اللقاء عن "البحث في خطوات مشتركة لإيجاد البيئة الإقليمية والدولية اللازمة لتحقيق الانفراج"، مشيراً إلى "استحالة بقاء الوضع الراهن بحالة الجمود، ولا بد من تحرك دولي حقيقي يأخذنا باتجاه انخراط فاعل للبحث عن حل للقضية الفلسطينية".
وشدد الصفدي على أنه "لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية، ولا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل إلا من خلال حل أساس الصراع في المنطقة على الأسس التي تلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمتها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تأثير "الاتفاق الثلاثي" في القضية
وقال مسؤول فلسطيني رفض الكشف عن اسمه، إن "تصريحات الصفدي ليست سوى أمنيات فلسطينية أردنية مشتركة"، مضيفاً أن "واشنطن تمتنع عن تقديم مبادرات سياسية جديدة، والإيفاء بتعهدها بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، فيما يعمل بعض الدول العربية على دفن مبادرة السلام العربية عبر تطوير العلاقات مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية، في ظل رفض تل أبيب المفاوضات على أساس حل الدولتين".
وأضاف المسؤول أن اللقاء "استعرض كيفية الخروج من الانسداد الحالي في عملية السلام وكسر الجمود الحالي"، مشيراً إلى أنه "لم يتم التوصل إلى خطوات عملية ملموسة بعد".
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي أن زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي "جاءت في ظل خشية القيادة الفلسطينية من تأثير الاتفاق الثلاثي في القضية الفلسطينية، خصوصاً في ظل الموقف الأردني القوي المساند لرام الله عبر رفض مبادرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب".
وأضاف الشوبكي أن عمان تحاول طمأنة رام الله بثباث موقفها من القضية الفلسطينية، وبأن الاتفاق الثلاثي لن يؤثر في الدعم المفتوح حتى إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
وشدد الشوبكي على أن القيادة الفلسطينية "لا ترفض سير الدول العربية في علاقات أفضل مع إسرائيل من ناحية المبدأ، لكنها تريد أن يتم ذلك وفق مبادرة السلام العربية التي تربط بين ذلك وإقامة دولة فلسطينية، وحل عادل لقضية اللاجئين".