أثارت انتقادات لاعب النادي الأهلي والمنتخب المصري لكرة القدم السابق محمد أبو تريكة، لحملات الدوري الإنجليزي الممتاز دعم المثلية الجنسية ومطالبة النجوم العرب في الدوريات الأوروبية بالتصدي لتلك الظواهر، حالة من الجدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وامتدت إلى الصحف ووسائل الإعلام العالمية التي شنت هجوماً حاداً على أبو تريكة الذي يعمل محللاً رياضياً لدى شبكة "بي إن سبورتس" القطرية.
وقال أبو تريكة البالغ من العمر 43 سنة، خلال الاستوديو التحليلي لمباراة تشيلسي ومانشستر يونايتد في الجولة الـ13 من الدوري الإنجليزي، "يدعم الدوري الإنجليزي المثلية الجنسية في الجولتين 13 و14 وهذا أقوى دوري في العالم ويدخل إلى كل بيت، لكن هذه الظواهر تخالف عقيدتنا وعاداتنا، وأكبر عقوبة تعرّض لها قوم في التاريخ هي عقوبة قوم لوط التي ذكرها القرآن الكريم".
وأضاف "لا يمكن السكوت عن هذه الظاهرة الفجة، وللاعبين المصريين والعرب دور مثل دور الشيوخ والعلماء لمواجهة هذه الظاهرة التي هي ضد فطرة الإسلام والإنسان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واقترح أبو تريكة على شبكة "بي إن سبورتس" أن تُذاع مباريات الجولتين الــ 13 والـ 14 في الدوري الإنجليزي من دون استوديو تحليلي اعتراضاً على دعم المثلية الجنسية.
وتسببت تصريحات أبو تريكة في تعرّض المجموعة الإعلامية التي تتخذ من قطر مقراً لها لانتقادات من وسائل إعلام ومنظمات عالمية. وقال متحدث باسمها في تصريحات نقلها موقع "ذي أتلانتيك"، "بصفتنا مجموعة إعلامية عالمية، فإننا نمثل وندعم الأشخاص والأفكار والمصالح بمختلف خلفياتها ولغاتها وتراثها الثقافي في 43 دولة متنوعة بشكل كبير، كما تظهر شاشاتنا كل يوم".
وقال متحدث باسم الدوري الإنجليزي الممتاز، "نحن نختلف مع رأي الناقد، ويلتزم الدوري الإنجليزي الممتاز وأنديته دعم مجتمع الميم وإيضاح أن كرة القدم للجميع".
وتعرّضت تصريحات أبو تريكة لانتقادات من منظمة "فير" المناهضة للتمييز في كرة القدم، إذ كتبت عبر حسابها على "تويتر"، "من المخيّب للآمال للغاية أن نرى الأسطورة المصري محمد أبو تريكة يرفض حملة رباط قوس قزح في الدوري الإنجليزي الممتاز ويستخدم المواقف الدينية للتدليل على ذلك، ومن دون اعتراض من بي إن سبورتس على استخدام مساحة لإنكار حقوق ووجود مجتمع".
واتهمت حركة "كيك إت أوت" المناهضة للتمييز شبكة "بي إن سبورتس" بتضخيم رهاب المثلية، وتساءلت عما إذا كان بإمكان مجتمع الميم السفر إلى قطر لحضور كأس العالم.
وقال كريس باوروس، أحد أمناء الحركة لصحيفة "غارديان" البريطانية، "تدين كيك إت أوت التعليقات المعادية للمثليين من محمد أبو تريكة، ونتمسك بدعمنا وتضامننا مع أي من أفراد مجتمع الميم الذين تأثروا بما قاله، ونشعر بخيبة أمل شديدة وقلق بالغ لأن بي إن سبورتس قررت أنه من المناسب بث خطاب الكراهية عبر شبكتها".
وقال موقع "ديلي ميل" البريطاني إن "بي إن سبورتس" التي دفعت 375 مليون جنيه استرليني العام الماضي، مقابل عقد جديد لمدة ثلاثة أعوام لبث الدوري الإنجليزي الممتاز، تحدثت إلى أبو تريكة لكنه لن يُطرد أو يُعاقب رسمياً.
وتأتي انتقادات أبو تريكة للحملة قبل أقل من عام على انطلاق نهائيات كأس العالم 2022، التي من المقرر أن تستضيفها قطر، وهي المرة الأولى التي تقام فيها أكبر بطولة لـ"فيفا" في منطقة الشرق الأوسط. وأثار أبو تريكة نقطة شائكة أخرى حول الحضور الجماهيري في كأس العالم، إذ صرّح، "يقولون إنه سيُتاح بيع الخمر، لكن على كل الحضور الأجنبي احترام عادات الدول العربية الإسلامية وقوانينها ودينها، كما يحترم المواطن العربي قوانين الدول الأجنبية".
ويُعدّ أبو تريكة أحد أبرز لاعبي كرة القدم العرب والأفارقة خلال القرن الحالي، إذ فاز مع الأهلي المصري بسبعة ألقاب للدوري وخمسة ألقاب لدوري أبطال أفريقيا وفاز مع المنتخب المصري بلقبين لكأس الأمم الأفريقية عامي 2006 و2008، إضافة إلى عشرات البطولات والجوائز الفردية الأخرى.
وانطلقت حملة جماهيرية إلكترونية من مصر لدعم أبو تريكة، وخلال ساعات تصدر هاشتاغ #كلنا_أبو_تريكه و #we_support_abotreka المواضيع الأكثر رواجاً عبر "تويتر" في مصر وعدد من الدول العربية.