انطلقت في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي حملة عالمية للتطعيم ضد كورونا، هي الأكبر في تاريخ البشرية. وبحلول اليوم، تلقى نصف سكان العالم اللقاح بجرعة واحدة على الأقل.
لكن، بينما بدأت الدول الأغنى بإعطاء جرعة ثالثة معززة، ما زال كثيرون في البلدان الأفقر بانتظار تلقي الجرعة الأولى.
ويخيم غياب المساواة الصارخ على حملة التطعيم مع ظهور المتحورة "أوميكرون"، في ظل جدل واسع بشأن أعراض جانبية قليلة ومعارضة إلزامية التطعيم.
وفيما يلي لمحة عن الوضع بناء على بيانات وكالة الصحافة الفرنسية بشأن التطعيم:
أول حملة تطعيم
في حين انطلقت أول حملة تطعيم واسعة من المملكة المتحدة، فإن روسيا والصين بدأتا التطعيم قبلها، لكن في إطار حملات استهدفت مدناً ومناطق محددة.
في بداية إطلاق الحملة، استخدمت المملكة المتحدة بشكل رئيس لقاح "أسترازينيكا – أكسفورد".
وسارت عديد من الدول الغنية على خطاها في ديسمبر، مثل الولايات المتحدة، وكندا، والإمارات العربية المتحدة في 14 ديسمبر، والسعودية، وإسرائيل في الأيام التالية، ومن ثم الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية ذلك الشهر.
واستخدمت هذه البلدان بشكل رئيس لقاح "فايزر - بيونتك" الأميركي - الألماني، الذي يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (الرنا).
وبعد مرور عام، بات 55 في المئة من سكان العالم (أي ما يعادل 4.3 مليار شخص) ملقحين بجرعة واحدة على الأقل.
8.1 مليار جرعة حول العالم
ووفق تعداد وكالة الصحافة الفرنسية بناءً على بيانات رسمية، تلقى 44 في المئة (أي 3.4 مليار) كامل جرعات اللقاحات. وبالمجمل، جرى إعطاء 8.1 مليار جرعة حول العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتم تطوير اللقاحات المتوافرة، والبالغ عددها نحو 20، في مدة زمنية قياسية بعد ظهور "فيروس كورونا المستجد" في الصين أواخر عام 2019.
وفضلاً عن "أسترازينيكا" و"فايزر"، فإن اللقاحات الأكثر استخداماً هي "جونسون أند جونسون" و"موديرنا" الأميركيان، و"سينوفارم"، و"سينوفاك" الصينيان، و"سبوتنيك – في" الروسي.
رغم أن حملات التطعيم كانت على قدم وساق في معظم دول العالم بحلول يونيو (حزيران) 2021، فإنها تمضي ببطء شديد في معظم الدول الأفقر، وجرى تعليقها في بعض الأحيان، نظراً إلى عدم القدرة على تأمين اللقاحات.
وهدفت آلية "كوفاكس" التي تديرها منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي" وتحالف ابتكارات التأهب الوبائي إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات.
آلية كوفاكس
وأوصلت الآلية أول شحنة أواخر فبراير (شباط) إلى غانا. لكن فيما تكافح للتنافس مع الدول الثرية المستعدة لدفع مبالغ كبيرة، لم توصل "كوفاكس" حتى الآن إلا 591 مليون جرعة إلى 144 بلداً أو منطقة، وهو رقم أقل بكثير من هدفها الأولي البالغ ملياري جرعة في 2021.
وحتى الآن، جرى إعطاء تسع جرعات لكل 100 نسمة في الدول المصنفة منخفضة الدخل من قبل البنك الدولي، فيما يبلغ المعدل العالمي 104 لكل 100 نسمة، بينما وصلت بعض الدول مرتفعة الدخل إلى 149 جرعة.
وكانت أفريقيا القارة الأقل تطعيماً، حيث أعطيت 18 جرعة لكل 100 نسمة. وتحل الإمارات العربية المتحدة في الطليعة فيما 39 من الدول الـ50 الأكثر توزيعاً للقاح هي بلدان غنية.
واستكملت الإمارات تطعيم تسعة من كل 10 أشخاص على أراضيها. وتأتي بعدها البرتغال 87 في المئة، وسنغافورة 86 في المئة، وقطر 85 في المئة، وتشيلي ومالطا 84 في المئة، وكوبا 81 في المئة، وكوريا الجنوبية وكمبوديا 80 في المئة.
وفي المقابل، تراجعت دول أطلقت حملات التطعيم مبكراً بفضل قدرتها على الوصول إلى اللقاحات إلى الصفوف الخلفية، فلم تلقح بريطانيا إلا 68 في المئة من سكانها، وإسرائيل 67 في المئة، والولايات المتحدة 60 في المئة.
الأقل تطعيماً
وتعد بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية من الدول الأقل تطعيماً في العالم، إذ لم تلقحا إلا أقل من 0.1 في المئة من سكانهما.
ويذكر أن إريتريا، وكوريا الشمالية البلدين الوحيدين اللذين لم يلقحا أياً من سكانهما.
وتحتل الدول ذات الدخل المرتفع الصدارة بين نحو 80 دولة بدأت التطعيم باستخدام الجرعات المعززة. تشمل هذه الدول جميع الدول الأوروبية وأميركا الشمالية والخليج. ولقحت معظم هذه الدول الأطفال البالغ أعمارهم من 12 إلى 17 عاماً.
وتلقح بعض هذه الدول، مثل الولايات المتحدة، وكندا، وإسرائيل، وتشيلي، والإمارات، وكوبا، وكمبوديا، وفنزويلا، الأطفال ممن هم أقل من 12 عاماً.