لم يمر الظهور الأول للفنانة ياسمين عبدالعزيز بعد تعافيها من أزمتها الصحية الخطيرة مرور الكرام، إذ حفلت الحلقة التلفزيونية التي خصّصتها للحديث عن تجربتها الصعبة، وشاركها بها زوجها الممثل أحمد العوضي، بكثير من التصريحات التي أكدت فيها ياسمين عبدالعزيز أنها تعرضت لخطأ طبي جسيم، جعل أزمتها تتفاقم.
كما تحدثت الفنانة عن تفاصيل الأشهر التي مكثت فيها في المستشفى بين الحياة والموت حتى جرى إنقاذها أخيراً من مضاعفات الجراحة، التي كان من المفترض أن تكون "اعتيادية وبسيطة".
لكن، ما لفت الجمهور ونشطاء الإنترنت هو أن ياسمين عبدالعزيز ذكرت أنها مصابة بحالة طبية مزمنة تسمى "أكياس الشيكولاتة"، وهي التي تستلزم إجراءات طبية محددة، وبشكل متكرر. فما قصة هذا المرض؟
تاريخ ياسمين عبدالعزيز الطبي
استمرت أزمة ياسمين عبدالعزيز الصحية نحو ثلاثة أشهر، حيث بدأت تقريباً من منتصف يوليو (تموز) من هذا العام، ومرت بمراحل كثيرة، بعد أن دخلت غرفة العناية المركزة بعد تدهور حالتها عقب انتهاء العملية الجراحية، ثم خرجت وعانت عدم الاستقرار، لدرجة أنها ذكرت أن عائلتها كانت تجهز لها المقبرة، لافتة إلى أنها كانت على وشك أن تفارق الحياة، مؤكدة أن الخطأ الطبي جرى التعامل معه بإهمال، وبعد أن استقرت نسبياً سافرت إلى سويسرا، لتخضع لجراحة أنقذت حياتها، وعادت بصحة جيدة.
وتطرقت ياسمين عبدالعزيز لتاريخها الطبي، مشيرة إلى أنها تخضع بشكل دوري لجراحة نسائية، بسبب إصابتها بمرض "أكياس الشيكولاتة"، وذلك منذ أن كانت مراهقة في السادسة عشرة من عمرها. ولفتت الممثلة المصرية التي رزقت من زوجها السابق رجل الأعمال محمد حلاوة بابنين هما "ياسمين وسيف"، إلى أنها كانت تتوقع أن تخرج من المستشفى بعد يوم أو يومين على الأكثر، لكن ما حدث لم يكن متوقعاً.
"أكياس الشيكولاتة"
من جهتها، حرصت الطبيبة نجلاء عبدالرازق، أستاذ الأشعة بطب قصر العيني، على توضيح هذا المفهوم، موضحة أن المشكلة الطبية الأساسية هنا هي بطانة الرحم المهاجرة، حيث إن تكوّن تلك الأكياس مرتبط بالانتباذ البطاني الرحمي، الذي ينتج عنه نمو أنسجة بطانة الرحم في مناطق أخرى، خارج الرحم، وأشهرها تكون تلك الأكياس المملوءة بالدماء الداكنة على المبيض، وهذا هو سبب تسميتها بـ"أكياس الشيكولاتة"، فتلك الدماء بدلاً من أن يتخلص منها جسم المرأة وتخرج بانتظام في موعد الدورة الشهرية، تظل تنمو، ويتحول لونها ليشبه اللون البني مثل الشيكولاتة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابعت عبدالرازق، "تلك الأكياس قد تصل أيضاً إلى جدار الأمعاء، بل وفي بعض الحالات النادرة قد تصل إلى الأنف، ويحدث نزيف أنفي بسببها، وبشكل عام فإن اكتشاف تلك الأكياس عادةً يكون بالمصادفة، لأن الأمر قد يكون في بعض الأحيان دون أعراض، لكن حينما يتأخر الحمل تذهب المرأة إلى عمل فحص، سواء أشعة بالموجات فوق صوتية، أو رنين مغناطيسي، فتكتشف وجود تلك الأكياس التي تعوق الإنجاب في أوقات كثيرة، واللافت أن الحالة تكون بسيطة أو شديدة، بحسب حجم تلك الأكياس، ويلجأ الطبيب في الحالات البسيطة للأدوية، لكن حينما يكبر حجم الأكياس وتتعقد الحالة تتم إزالتها بالمنظار أو بالجراحة"، مشيرةً إلى أن "الأعراض قد تكون نزيفاً أو آلاماً أو حتى دون أعراض تُذكر".
التوعية ضرورية والتحذير أيضاً
تجربة ياسمين عبدالعزيز، التي كشفت عنها بالتفاصيل، وتابعها الجمهور على مدار الأشهر الماضية، اعتبرها البعض نوعاً من التوعية، خصوصاً أن هناك أنواعاً كثيرة من الأكياس بعضها بسيط، التي يكون سببها هرمونياً، وهذه يجري علاجها عادة بالأدوية البسيطة، والآخر "أكياس الشيكولاتة"، وهو يتطلب متابعة طبية دقيقة، ومن خلال الأشعة يمكن التفرقة بين النوعين بسهولة.
لكن الطبيبة نجلاء عبدالرازق تحذر أيضاً أن الإهمال في الحالات المزمنة التي تحتاج إلى جراحات قد ينتج عنه التصاقات مع الأمعاء والقولون، ويؤثر على قناتي فالوب، بالتالي فالمتابعة الطبيبة ضرورية للغاية.
ياسمين عبدالعزيز (41 عاماً) اختارت أن تحكي تجربتها الخاصة جداً على الرغم من أنه معروف عنها احتفاظها بأسرار حياتها الشخصية بعيداً عن التداول الإعلامي، لكن هذه المرة شاركت معاناتها مع الجمهور، وعلى الرغم من مأساوية قصتها، فإنها أسهمت في التوعية بحالتها، حيث إن مرض بطانة الرحم المهاجرة يؤثر، بحسب الإحصاءات المتداولة، على 10 في المئة من النساء في العالم، كما أنها احتفت بنجاتها مع المتابعين بعد أسابيع طويلة من القلق.