ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف اليوم الاثنين أن هناك أسباباً تدعو موسكو لتوقع بعض التقدم في إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران وزيادة فرص التوصل إلى تسوية.
هذا الموقف جاء بعد أن حذرت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، في ختام اجتماع لمجموعة السبع في ليفربول، الأحد 12 ديسمبر (كانون الأول)، من أن المفاوضات التي استؤنفت لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني هي "الفرصة الأخيرة أمام إيران"، كما حذرت روسيا من أي اجتياح لأوكرانيا.
وقالت تراس التي تتولى بلادها حالياً رئاسة مجموعة السبع، "إنها الفرصة الأخيرة أمام إيران للمجيء إلى طاولة المفاوضات مع حل جدي لهذه المشكلة". وشددت على أنه "لا يزال هناك وقت لإيران كي تأتي وتقبل هذا الاتفاق"، لكن "هذه هي الفرصة الأخيرة". وحثت طهران على تقديم "اقتراح جدي".
وقالت الوزيرة البريطانية في مؤتمر صحافي في ليفربول بشمال إنجلترا، "من المهم أن تقوم بذلك لأننا لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي".
الاتفاق النووي
واستؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة من الأوروبيين خصوصاً، في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) في فيينا، في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والهادف لمنع طهران من امتلاك السلاح الذري، بعد أعوام من التوتر والمفاوضات الشاقة.
وأتاح الاتفاق رفع الكثير من العقوبات المفروضة على إيران، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه أحادياً عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران. من جهتها، قامت الأخيرة بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، بالتراجع تدريجياً عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.
طريق مسدود؟
أبدى الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن استعداده للعودة إلى الاتفاق في حال التزام إيران مجدداً بتعهداتها، لكن المفاوضات التي بدأت في أبريل (نيسان)، واستؤنفت للتو بعد توقف خمسة أشهر تبدو في طريق مسدود.
ويتهم الغربيون طهران بالقيام بخطوة إلى الوراء مقارنة مع المقترحات التي قدمتها في الربيع. وتشتبه الخارجية الأميركية في أن إيران تريد كسب الوقت لكي تطور في موازاة ذلك برنامجها النووي الذي يقترب بشكل متزايد من القنبلة الذرية، بحسب واشنطن.
وحذرت الولايات المتحدة في الأيام الماضية، من أنها لن تسمح لإيران باعتماد هذا الموقف لفترة طويلة، مؤكدة أن خطة بديلة لا تزال خطوطها غير واضحة قيد الإعداد، لكنها المرة الأولى التي تقول فيها دول لا تزال موقعة على الاتفاق بأنها مفاوضات الفرصة الأخيرة.
طهران تنتقد الأوروبيين
في المقابل، أبلغ كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري قناة برس تي. في. بأن الدول الأوروبية تقاعست عن تقديم أي مقترح أو مبادرة بناءة وسط جهود إحياء اتفاق 2015 النووي المبرم مع الجمهورية الإسلامية.
وقال باقري في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي ضمن القوى الكبرى التي تحاول إنقاذ الاتفاق، "الأطراف الأوروبية فشلت في الخروج بأي مبادرة لحل الخلافات بشأن رفع العقوبات (عن إيران)".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحذير روسيا
في غضون ذلك، أكدت وزيرة الخارجية البريطانية أن اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع عبر عن جبهة موحدة في مواجهة روسيا، التي يتهمها الغربيون منذ أسابيع بالتحضير لاجتياح محتمل لأوكرانيا على الرغم من نفي الكرملين ذلك.
وقالت تراس إن اجتماع ليفربول أظهر "الصوت الموحد لدول مجموعة السبع التي تمثل 50 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي، وهو واضح جداً"، أنه "ستكون هناك عواقب هائلة على روسيا في حال غزو أوكرانيا".
وكان التهديد بعقوبات غير مسبوقة صدر في الأيام الماضية عن واشنطن، وخصوصاً الرئيس الأميركي، الذي تحدث هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأكدت مسؤولة أميركية كانت حاضرة في ليفربول السبت، أنه لا يزال من الممكن حل هذه الأزمة الأوكرانية الجديدة "عبر الدبلوماسية".
تدفيع روسيا الثمن
لهذه الغاية، أعلنت الحكومة الأميركية أنها ستوفد مساعدة وزير الخارجية لشؤون أوروبا كارين دونفرايد إلى أوكرانيا وروسيا من الاثنين إلى الأربعاء، سعياً لتحقيق "تقدم دبلوماسي من أجل وقف النزاع في دونباس" في شرق أوكرانيا "عبر تطبيق اتفاقات مينسك".
وهذه الاتفاقات التي أبرمت في عام 2015 لوقف الحرب التي بدأت قبل سنة من ذلك التاريخ في هذه المنطقة الأوكرانية بين قوات كييف وانفصاليين موالين لروسيا، لم يتم احترامها فعلياً.
وحذرت المسؤولة الأميركية من أنه في حال قررت روسيا "ألا تسلك هذه الطريق (الدبلوماسية) فستكون هناك عواقب كبرى وثمن كبير لدفعه، ومجموعة السبع متحدة تماماً حول هذه المسألة". وأضافت، "ليس فقط الدول التي كانت في القاعة، وإنما سينضم إلينا عدد أكبر من الدول الديمقراطية من أجل تدفيع" روسيا الثمن.
وفي الفاتيكان، قال البابا فرنسيس، الأحد، إنه يصلي من أجل "أوكرانيا العزيزة"، معبراً عن أمله في أن تحل التوترات "عبر حوار دولي جاد، وليس عبر السلاح".