عادت احتفالات أعياد الميلاد في فلسطين هذا العام إلى نشاطها وألقها وضجيجها، الذي خبا العام الماضي في ذروة جائحة كورونا، إذ اقتصرت الاحتفالات حينها على البث المباشر من دون الحضور بسبب إجراءات الحد من تفشي الوباء. وفي ظل رفع أغلب القيود على الحركة والتجمع هذا العام، بدأت الاحتفالات في المدن الفلسطينية بإضاءة شجرة الميلاد، وافتتاح أسواقها في مدينتي بيت لحم ورام الله.
وكانت عودة الاحتفالات حذرة هذا العام، وأثر فيها سلباً منع إسرائيل دخول الأجانب بسبب ظهور المتحورة الجديدة للوباء "أوميكرون"، ما أدى إلى إلغاء حجوزات لسياح أجانب للمشاركة في إضاءة شجرة الميلاد، وبعد أن اقتصرت على يومين وعلى مشاركة محدودة العام الماضي، وسَّعت بلدية بيت لحم حجم سوق الميلاد المقامة في ساحة النجمة، ومدتها لأسبوعين بعدما كان ليومين منذ بدء تنظيمها قبل 20 عاماً.
ولتطوير سوق الميلاد؛ استعانت بلدية بيت لحم بخبرات من بلدية ستراسبورغ الفرنسية المتوائمة معها والمعروفة بشهرتها في أوروبا. وفي رام الله افتتحت الأسواق وسط المدينة، وضجَّت ساحة بلديتها بالأكشاك، في ظل حضور لافت للمحتفلين والمتسوقين، وامتلأت رفوف الأكشاك بالمنتجات اليدوية والأعمال الحرفية والفنية المصنوعة من خشب الزيتون والصدف والمطرزات وخزف الزجاج والنحاس وقطع الحرير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتهدف أسواق الميلاد إلى "إدخال البهجة لمرتاديها، وترويج المدن الفلسطينية أمام السياحة العالمية، وجذب الداخلية منها، وتفعيل الاقتصاد المحلي عبر إيجاد منصة لتسويق المنتجات اليدوية والحرف التقليدية"، بحسب رئيس بلدية رام الله موسى حديد.
وأضاف حديد لـ"اندبندنت عربية"، "أن أسواق الميلاد تتضمن فعاليات للأطفال وكبار السن في دور المسنين"، مشيراً إلى "أن احتفالات العام الحالي تُقام بشكل حذر لكن بإجراءات محدودة".
وتبلغ الاحتفالات الرسمية بعيد الميلاد ذروتها ليلة 24 من الشهر الحالي؛ إذ يقام قداس منتصف الليل بكنيسة المهد في بيت لحم، حسب التقويم الغربي، في وقت ألغت جميع الوفود السياحية التي كانت ستشارك في احتفالات إضاءة شجرة الميلاد حجوزاتها هذا العام بسبب متحورة "أوميكرون"، كما يُتوقع إلغاء الحجوزات لحضور قداس عيد الميلاد.
وتسببت جائحة كورونا في خسارة القطاع السياحي الفلسطيني أكثر من مليار دولار أميركي، في حين تسعى وزارة السياحة إلى إعادة تنشيط الخارجية والداخلية منها، إذ وصل عدد السياح قبل الجائحة إلى أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون. وكان القطاع يراهن على بداية عودة حركة السياحة هذه العام، لكن ظهور المتحورة "أوميكرون" أعاق ذلك.