قرر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عدم معاقبة العسكريين الذين شاركوا في غارة شنّتها طائرة مسيّرة، وأسفرت عن مقتل 10 مدنيين بينهم سبعة أطفال في كابول في نهاية أغسطس (آب) خلال انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.
واتخذ أوستن القرار هذا بعد تلقيه تقريراً من اثنين من كبار الضباط، هما كينيث ماكنزي وريتشارد كلارك.
ويشغل كينيث ماكنزي منصب قائد القيادة المركزية "سينتكوم"، المنطقة العسكرية التي تضم أفغانستان، بينما ريتشارد كلارك مسؤول عن العمليات الخاصة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، الاثنين، 13 ديسمبر (كانون الأول)، إنه "لم تكن هناك أدلة قوية كافية لتحميل مسؤوليات شخصية".
وأوضح أنه لم تصدر عن أي من الضابطين توصية بفرض عقوبات فردية.
أضاف كيربي، "ما حدث كان خللاً في عملية اتخاذ القرار والتنفيذ، ولم يكن نتيجة إهمال أو خطأ أو قيادة سيئة".
هجوم محتمل
ونفذت هذه الضربة في 29 أغسطس، عشية المغادرة الفعلية للجندي الأميركي الأخير من مطار كابول، بعد أيام عدة من الارتباك الهائل الناجم عن الاستيلاء السريع لحركة "طالبان" على كابول. ووضعت مغادرة الجنود الأميركيين حداً لأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.
وأُبلِغ الجيش الأميركي بهجوم يُحتمل أن يشنه تنظيم "داعش" لاستهداف عمليات الإجلاء قرب مطار كابول، فقرر استهداف ما اعتقد أنه سيارة مليئة بالمتفجرات.
وكان يقف في القرب من السيارة، وهي بيضاء من طراز "تويوتا"، إزمراي أحمدي، وهو أفغاني يعمل مع منظمة "التغذية والتعليم الدولية" غير الحكومية الأميركية، إضافة إلى تسعة أفراد من عائلته، بينهم سبعة أطفال.
خطأ مأساوي
وأعلن البنتاغون في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) أن الضربة على كابول في 29 أغسطس كانت خطأً مأساوياً، مؤكداً أنه على الرغم من ذلك أنها لم تنتهك قوانين الحرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المسؤول في وزارة الدفاع اللفتنانت جنرال سامي سعيد في تقرير، إن "التحقيق لم يحدد أي انتهاكات للقانون، بما في ذلك قانون الحرب".
وأضاف أن أخطاء تتعلق بالتنفيذ مصحوبة بانقطاعات في الاتصال "أسفرت عن خسائر مؤسفة في صفوف المدنيين".
وكان وزير الدفاع الأميركي قد قدم "خالص تعازيه" و"اعتذاره" عن هذا الخطأ الفادح.
تحقيق "مخيب للآمال"
وشُنّت الضربة عشية الانسحاب الأميركي من أفغانستان الذي انتهى في 30 أغسطس، بعد 20 عاماً من الوجود في البلاد في أطول حروب الولايات المتحدة على الإطلاق.
وفي نوفمبر، وصفت منظمة التغذية والتعليم الدولية، تحقيق البنتاغون بأنه "مخيب للآمال للغاية وغير كافٍ".
ووعد البنتاغون بدفع تعويضات للأفغان الذين عملوا في هذه المنظمة غير الحكومية ولعائلاتهم، ومساعدتهم على مغادرة البلاد، لكن لائحة المستفيدين من هذه التعويضات لم تنتهِ بعد، وفقاً لمسؤولي البنتاغون.
وقال كيربي، "نريد أن نتأكد من أننا نقوم بذلك بأكثر الطرق أماناً ومسؤولية، كي نكون متأكدين من أن الأشخاص المناسبين سيستفيدون منها وحدهم".