على الرغم من موجة الطقس السيئ والغيوم والأمطار التي تتعرض لها مصر، شهدت مدينة الأقصر (جنوبي مصر)، صباح الثلاثاء 21 ديسمبر (كانون الأول)، ظاهرة تعامد الشمس على قدس أقداس معبد الكرنك الفرعوني، ما يعرف بظاهرة الانقلاب الشمسي التي توافق ذكرى ميلاد الإله "رع" الذي كان يرمز له بمعبود الشمس في مصر القديمة، وذلك وسط حضور لافت لمئات السائحين من مختلف الجنسيات الأجنبية.
تفاصيل الظاهرة
وقد تعامدت الشمس في تمام الساعة 6.50 صباحاً على قدس أقداس المعبد، وسط تصفيق السائحين والحاضرين بعد أن ظن بعض الحضور باستحالة رصد الظاهرة جراء موجة الغيوم والطقس السيئ التي تضرب أغلب المحافظات المصرية.
وقال مدير آثار مصر العليا بالأقصر فتحي ياسين لـ "اندبندنت عربية"، إن هذه الظاهرة جرى اكتشافها في القرن الـ 19، بينما أقيم أول حفل رسمي لرصدها بحضور السائحين في ديسمبر 2011، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة تعكس عبقرية المهندس المصري القديم في التصميم والتشييد والبناء مع دقة الحسابات الفلكية، وأن يوم التعامد الموافق 21 ديسمبر كان يمثل لدى المصريين القدماء يوم انقلاب الشمس أو بداية الشتاء، لذلك كان يشهد هذا اليوم احتفالاً فرعونياً مهيباً لدى الكهنة ونبلاء الشعب بمعبد الكرنك.
وأضاف أن هذا اليوم كان يمثل لدى المصري القديم الموعد الرسمي للإعلان عن فصل الشتاء، لافتاً إلى أن موعد هذه الظاهرة يتغير كل أربع سنوات طبقاً لفوارق السنة الكبيسة والبسيطة، كما يطلق عليها المصريون حديثاً، معلناً أن تعامد الشمس الثلاثاء على معبد الكرنك كان واضحاً على الرغم من موجة الطقس السيئ التي تضرب أغلب المحافظات المصرية بالثلوج والأمطار.
توظيف الحدث
وشهد حفل تعامد الشمس عدداً من الفقرات الفنية والفلكلورية لفرق فنية تابعة لقصور ثقافة محافظات الصعيد، كاللعب بالتحطيب والتنورة والغناء الشعبي الصعيدي على أنغام الربابة.
وقال نائب محافظ الأقصر محمد عبدالقادر، إن الأجهزة التنفيذية حرصت على توظيف تلك الظاهرة الفلكية الرائعة في الترويج لمقاصد مدينة الأقصر الساحرة، خصوصاً بعد افتتاح طريق الكباش الفرعوني التي تربط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، ويضم 1200 تمثال أثري جرى ترميمها بأيد مصرية خالصة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف عبدالقادر أن هذا الحدث يعكس تفوق المصريين القدماء في علوم الفلك والهندسة المعمارية، لافتاً إلى حضور مئات السائحين من مختلف الجنسيات إلى جانب مئات المصريين من أفواج السياحة الداخلية لرصد الظاهرة، بعد أن غاب الحضور السياحي العام الماضي عن الظاهرة تحت وطأة سياسة الإغلاق التام التي ضربت أوروبا وأغلب دول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأكد عبدالقادر أن مدينة الأقصر شهدت خلال السنوات السبع الماضية أكبر عملية تطوير وتأهيل في تاريخها، لتصبح مدينة سياحية متطورة تواكب المعايير العالمية في مقاصدها وفنادقها كافة، وكذلك الخدمات العامة والمرافق على أرض تلك المدينة التي كانت عاصمة مصر القديمة في العصور الفرعونية.