أعلن البيت الأبيض الخميس 30 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، انتهاء الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي استمر 50 دقيقة لمناقشة التوتر العسكري المرتبط بأوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان إن بايدن قال للرئيس الروسي خلال الاتصال، إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون بحزم إذا كان هناك غزو آخر لأوكرانيا. وأضاف البيان الأميركي أن "الرئيس بايدن حث روسيا على تهدئة التوتر مع أوكرانيا... وأوضح أن الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها سيردون بحزم في حالة حدوث غزو روسي آخر لأوكرانيا".
ارتياح وتحذير
في المقابل، أعرب بوتين عن ارتياحه للاتصال، لكنه حذر بايدن من فرض عقوبات جديدة على بلاده وسط التوتر مع أوكرانيا، وفق ما أعلن الكرملين.
وقال يوري أوشاكوف، مستشار بوتين للسياسة الخارجية، إن الكرملين "مرتاح" بشكل عام للمحادثات، لكن الرئيس الروسي أبلغ بايدن أن موسكو بحاجة إلى أن تخرج المحادثات الأمنية المقبلة بـ "نتائج" ملموسة، محذراً من فرض عقوبات على بلاده. وأضاف أوشاكوف خلال مؤتمر صحافي افتراضي أن فرض عقوبات "سيكون خطأ جسيماً. نأمل ألا يحدث ذلك".
وكان مسؤول في البيت الأبيض قال إن "اتصال الرئيس بايدن بالرئيس بوتين انتهى في الساعة 16:25" بالتوقيت المحلي (21:25 بتوقيت غرينتش). وكانت هذه مكالمتهما الثانية خلال ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أسابيع.
وكان المسؤول الأميركي أفاد في وقت سابق من ولمنغتون في ديلاوير حيث يمضي بايدن عطلة رأس السنة، بأن الاتصال "بدأ في تمام الساعة 15:35" (20:35 بتوقيت غرينيتش).
وذكر البيت الأبيض، أن بايدن يريد أن يقترح "مساراً دبلوماسياً" لتجنب تصعيد عسكري في أوكرانيا.
في المقابل، أكد بوتين أنه "مقتنع" بإمكان إقامة حوار "فاعل مبني على الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح القومية" للبلدين، مذكراً بالقمة التي جمعته بنظيره الأميركي في يونيو (حزيران) في جنيف. وأضاف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في وقت لاحق، أن "طريق المفاوضات وحده هو الذي قد يحل المشكلات المتزايدة بيننا". ورجحت مصادر دبلوماسية أن يكون بايدن أكد خلال الاتصال الثاني مع بوتين في شهر، أن الولايات المتحدة لا تزال "قلقة جداً" إزاء حشد قوات روسية على الحدود مع أوكرانيا، وأنها "مستعدّة للردّ" إذا ما شنت روسيا هجوماً عسكرياً على أوكرانيا.
أولوية موسكو وتأكيد واشنطن
ومع اقتراب موعد المحادثات الروسية - الأميركية في 10 يناير (كانون الثاني) في جنيف، تردد موسكو أن أولويتها هي التفاوض بشأن معاهدتين تعيدان تحديد التوازن الأمني وهيكلية الأمن في أوروبا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرى الكرملين أن أمن روسيا يقتضي منع أي توسيع للحلف الأطلسي شرقاً ووضع حد للنشاطات العسكرية الغربية في محيط روسيا، وهي منطقة تعتبرها موسكو دائرة نفوذ لها.
وبالنسبة إلى موسكو، فإن تحقيق هذين المطلبين يمكن أن يسمح باحتواء تصعيد التوتر، علماً أنها تنظر إلى دعم الولايات المتحدة والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي لأوكرانيا على أنه تهديد مباشر لأمنها ومصالحها.
في المقابل، أوضحت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي إيميلي هورن أن بايدن يواصل التشاور مع "حلفائه وشركائه"، وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء (29 ديسمبر)، مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكتب زيلينسكي على "تويتر" إثر المكالمة، "تلقّيت تأكيدات بشأن دعم الولايات المتحدة الكامل لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي".
وبحث بلينكن مع نظرائه الأوروبيين في "التنسيق لردع أي عدوان روسي آخر على أوكرانيا". وأكد "التوافق" بينهم على "فرض عواقب هائلة وكلفة باهظة على موسكو"، إذا ما شنت هجوماً على أوكرانيا.
وكان بايدن توعد نظيره الروسي في مكالمة هاتفية سابقة مطلع ديسمبر الحالي بعقوبات "لم يشهد مثلها من قبل" في حال اجتياح أوكرانيا.
صعوبة محادثات جنيف
واستبعد الغربيون، حتى الآن، أي رد عسكري على هجوم روسي، فيما لم يبدِ الكرملين أي اكتراث للتهديدات بفرض عقوبات.
وتخضع روسيا لعقوبات اقتصادية على خلفية الملف الأوكراني وقمع المعارضة الداخلية، غير أن أياً من هذه التدابير لم يحمل الكرملين على تغيير سياسته، بل على العكس.
من جهتها، تنفي موسكو أن تكون تهدد أوكرانيا على الرغم من أنها اجتاحتها في 2014 وضمت شبه جزيرة القرم، وهي تؤكد أنها تريد أن تحمي نفسها من عداء الغربيين الذين يدعمون كييف، لا سيما في نزاعها مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
وفي مؤشر إلى صعوبة محادثات جنيف المقبلة بشأن أوكرانيا والاستقرار الاستراتيجي، استبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تقديم أي "تنازل".
وكانت الولايات المتحدة حذرت، قبل ذلك، من أن بعض المطالب الروسية "غير مقبولة".
ويلي المحادثات التي ستقودها نائبة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان، مع نظيرها الروسي سيرغي ريابكوف، لقاء روسي أطلسي في 12 يناير، ثم في 13 يناير اجتماع في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.