اختارت ناشطات أفغانيات الاختباء، وفق ما قلن الخميس، 20 يناير (كانون الثاني)، خشية حملة قمع تشنها "طالبان" ضدهن بعد أيام من تفريق الحركة لتظاهرة نسائية تطالب باحترام حقوق المرأة.
وقالت الناشطات لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبات عدم الكشف عن أسمائهن، إن حركة "طالبان" اعتقلت امرأة واحدة على الأقل في حملة مداهمات شنتها مساء الأربعاء، ما أثار خوفهن بأن دورهن سيأتي.
وأوضحت إحداهن، "لا يسعنا البقاء في منازلنا حتى خلال الليل"، بعدما انتشر ليلاً على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو التقطته إحدى الناشطات لنفسها، ويظهرها في حالة انزعاج شديد، وتدعي فيه إن مسلحين من "طالبان" يقفون عند باب منزلها مطالبين بالدخول.
خوف وذعر
ومنذ عودتها إلى الحكم في منتصف أغسطس (آب)، فرضت حركة "طالبان" تدريجاً قيوداً على النساء أعادت إلى الأذهان الفترة الأولى من حكمها في التسعينيات.
وتشعر النساء والفتيات خصوصاً بعبء عودة الحركة إلى الحكم، خصوصاً أنه يجري تهميشهن شيئاً فشيئاً.
وقالت أربع ناشطات لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه جرى اعتقال صديقة لهن، وأوضحت إحداهن أنها أوقفت الأربعاء خلال وجودها في ساحة عامة في كابول. ولا يعرف مكانها حتى الآن، ولم تعلق "طالبان" على الأمر حين جرى التواصل معها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت ناشطة أخرى إن مسلحين من الحركة أتوا إلى منزلها بحثاً عنها، لكنها لم تكن موجودة.
إلا أن الفيديو الذي انتشر للناشطة الثالثة، ومكانها أيضاً غير معروف، كان كافياً لبث الذعر في صفوف الناشطات.
وقالت ناشطات ممن يستخدمن تطبيق "واتساب" ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل، إنهن اخترن الاختباء، غيّرن منازلهن وبينهن من بدل مكانه أكثر من مرة، كما غيّرن أرقام هواتفهن.
وقالت إحداهن، "أثار الفيديو ضجة كبيرة والكثير من الذعر في صفوف الفتيات".
إخضاع المعارضين
واستخدم مسلحون من "طالبان" الأحد رذاذ الفلفل لتفريق نحو 20 امرأة خرجن للتظاهر ضد الحركة وطالبنَ باحترام حقوقهن.
وقالت إحداهن، "أصابتهم التظاهرة الأخيرة في الصميم، وجعلتهم يطلقون حملة القمع الأخيرة".
ودانت "هيومن رايتس ووتش" ما وصفته بأنه "قمع عنيف" للتظاهرة. وقالت المنظمة في بيان إن ما حصل "يعد تصعيداً مقلقاً وغير قانوني في جهود إخضاع تظاهرات سلمية وحرية التعبير في أفغانستان".
ومنذ عودتها إلى الحكم، منعت "طالبان" التظاهرات المناهضة لها وفرضت الحصول على إذن مسبق، وغالباً ما يفرق عناصرها المتظاهرين، وخصوصاً النساء. لكن ذلك لم يحل دون خروجهن إلى الشارع مراراً وإن بأعداد محدودة، مع رفعهن شعار "الحرية والعدالة والتعليم والعمل".
وتأتي حملة القمع الأخيرة بعد أيام على اعتقال "طالبان" لأستاذ جامعي ينتقدها في العلن، قبل أن تطلق سراحه لاحقاً على وقع حملة إدانة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.