استنكر أحد المحللين الإحصائيات الأخيرة لمتاجر مارك وسبنسر التي وصفت بأنها "حققت أداءً رائعاً". وهذه العبارة تجعل بعضنا ممن تابع أعمال الشركة على مدار سنوات يشعر بصدمة مثل التي يشعر بها عندما يعلم أن خطابات بوريس جونسون جرى تصنيفها من قبل مؤسسة لتدقيق الحقائق على أنها صادقة وصريحة.
ولكن لا يمكن أن ننكر التحديثات المتميزة بشأن التداول الأخير للشركة في ظل ما أظهرته شركة الملابس المتعثرة من نمو للربع الثاني على التوالي. بيد أن السبب الرئيسي وراء هذا التحسن هو قطاع الأغذية المتألق للشركة الذي طالما كان مثل جوهرة مرصعة فوق تاج فقد بريقه بعض الشيء. وهناك إشارة أيضاً إلى مشروع "ماركس وسبنسر" المشترك "أوكادو" الذي استثمرت فيه الشركة مبلغاً طائلاً، إذ شهد تحولات جديدة وكان أداؤه، وفقاً لما قيل لنا، حسناً خلال موسم الأعياد حيث شكلت منتجات "ماركس وسبنسر" قرابة الثلث من كل سلة.
وغني عن القول التذكير بأن سلسلة "تيسكو"، عملاق القطاع، حققت أيضاً أرباحاً طائلة في عيد الميلاد وزادت من مستوى توقعاتها للأرباح مثلما فعلت سلسلة "سينزبري" في اليوم السابق. ويواجه قطاع المتاجر الغذائية تضخماً في أسعار الغذاء، وأزمة غلاء المعيشة، والفوضى التي تسببت بها الحكومة جراء تعطل سلاسل الإمداد، ومع ذلك يعيشون في بلاد العجائب.
من المحتمل أن تحقق "تيسكو" أرباح سنة كاملة تصل إلى 2.6 مليار جنيه استرليني.
ولكن الأمر يختلف اختلافاً جوهرياً عندما نجري مقارنة مع قطاع الضيافة، وهناك سبب وراء هذه المقارنة، سوف أوضحه حالاً. قالت شركة "ميشيلز وبتلر" Michels & Bitlers التي تمتلك سلسلة حانات "أول بار وان" All Bar One وسلاسل "توبي كارفري" Toby Carvery، ضمن شركات أخرى، إن مبيعاتها المماثلة انخفضت بنسبة 1.5 في المئة خلال 15 أسبوعاً إلى 8 يناير (كانون الثاني). ويقارن ذلك بعام 2019 لأنه بالطبع جرى إغلاق عدد كبير من متاجر M&B في عام 2020.
وشهدت المبيعات في بداية الفترة نمواً، ولكن خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، وفي ظل ظهور متحورة "أوميكرون"، هوت المبيعات بنسبة 10.2 في المئة. إن انخفاض المبيعات وارتفاع التكاليف ــ في ظل الأجور وأسعار الطاقة ومتحورة "أوميكرون"، قد جعل المجموعة تمر بوضع صعب جداً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإليكم توضيح ما أقصد من ذلك القول. تجادل عدد من أصحاب الحانات في السابق بأنهم يواجهون منافسة غير عادلة من المتاجر الكبرى التي بإمكانها أن تبيع الكحول بأسعار أكثر رخصاً من الحانات واستخدام الكحول كسلعة اجتذاب (بيعها بخسارة لاجتذاب العملاء). وتضم قائمة أبرز أصحاب الحانات تيم مارتن، مالك حانات "ويذرسبونز" (Wetherspoons) وأحد المؤيدين الرئيسيين لبريكست، الذي أسهمت دعواته السياسية بكل تأكيد في زيادة المصاعب التي يواجهها القطاع والتأثير في توافر الموظفين وسلاسل الإمدادات.
لم أكن أبداً متعاطفاً جداً مع ما يدعو له في ما يتعلق بالمتاجر الكبرى لأنني لست مقتنعاً بأن هناك منافسة حقيقية ومباشرة بين القطاعين. إذا كان الناس يريدون الخروج مساءً للتمتع، فتلك حريتهم. فموضوع شرائهم لـ 16 علبة من "هاينكن" من متاجر "تيسكو" مقابل سعر ربما ثلاثة بنتات وكيس من البطاطس، وليس حتى في أجزاء من لندن، هو أمر غير مهم. فمارتن لا يقارن بين الأمور المتماثلة عندما يدعي هذه الحجة.
ومع ذلك، الزمن يتغير. لقد سبب كوفيد خسائر غير مسبوقة لقطاع المتاجر جزئياً على حساب قطاع الضيافة، إما من خلال إجبار الناس على البقاء في المنازل، أو في الآونة الأخيرة، جعلهم يتخذون القرار بأنفسهم نتيجة للمتحور الجديد المزعج.
وهناك الآن حجة قوية لمنح الأفضلية لقطاع الضيافة واستخدام النظام الضريبي للقيام بذلك. وجرى تخفيض ضريبة القيمة المضافة المفروضة على هذه الشركات مقابل المواد الغذائية والمشروبات الخفيفة إلى نسبة تصل إلى 5 في المئة أثناء فترة الجائحة. وتبلغ نسبة ضريبة القيمة المضافة حالياً 12.5 في المئة ومن المقرر أن تصل إلى 20 في المئة بنهاية مارس (آذار). ويمكن تمديد الامتيازات، بل ينبغي تمديدها.
وتجدر الإشارة إلى أن المتاجر الكبرى، وبدرجات متفاوتة من التردد، سددت الإعانات التجارية المقدمة لها خلال فترة الجائحة.
ويمكن استخدام المقبوضات غير المتوقعة من قبل ريشي سوناك للمساعدة في تمويل ذلك حيث من شأن ذلك أن يعود بالنفع الطويل الأجل على الخزانة، لا سيما أن شركات الضيافة تساهم بشكل كبير في الخزانة عندما تكون متعافية.
ويمكن أن تكون هذه الخطوة أيضاً بمثابة مصدر سعادة للمستشار الذي يبدو أن لديه اهتماماً بالاضطلاع بدور أول لورد للخزانة، وهو لقب يُمنح تقليدياً لشاغل المكتب المجاور لمكان إقامته الحالي.