قال الناطق الرسمي باسم القوات اليمنية المشتركة، وضاح الدبيش، إن ألوية العمالقة لن تتوقف عن القتال حتى تطهير البلاد من الحوثي، نافياً صحة الأنباء التي تحدثت عن انسحاب قوات العمالقة من المعارك التي تخوضها ضد المليشيا المدعومة من إيران على الضواحي الجنوبية لمحافظة مأرب الغنية بالنفط (شرق البلاد) واصفاً من يروج لهذا الطرح بـ “الأبواق المأجورة".
وأوضح الدبيش خلال حديثه لـ"اندبندنت عربية" أن ألوية العمالقة لم تتخل عن الجبهات التي تخوض فيها المواجهات، وإنما هناك ترتيبات وتموضعات استراتيجية نفذتها بعض الألوية بعد تحقيق المرحلة الأولى لتأمين المناطق المحررة، بينما لا زال هناك أكثر من ثمانية ألوية تتمركز في جبهات القتال في حريب والعبدية وعقبة ملعا وحدود البيضاء من الجهة الغربية لبيحان مع تقدم ميداني مستمر.
وأضاف أن من "يروج للانسحاب هي أبواق مأجورة تتبع الإعلام المضاد، الهدف منها النيل من الانتصارات النوعية التي تحققها ألوية العمالقة، ولن نتوقف حتى تطهير البلاد من الحوثي".
وتابع قائلاً "في الوقت الذي تسطر فيه قوات العمالقة بطولات عظيمة، نجد من يشكك في نجاحاتها من قبل أطراف يمنية لم تحقق أي نجاح عسكري"، غير أنه أكد أن القوة المدعومة من التحالف خصوصاً من الإمارات " لا تأبه للأخبار المتداولة، والرأي العام يثق بقوات العمالقة. فنقول للمشككين، وفروا على أنفسكم محاولات تضليل الناس".
في العبدية والجوبة
وعقب أيام من تحريرها مديرية حريب أولى المديريات الجنوبية في محافظة مأرب وثاني أكبر مناطقها، بإسناد جوي من مقاتلات التحالف، تواصل ألوية العمالقة تقدمها الميداني المتصاعد بنجاح نوعي في مديريتي العبدية التي سيطر عليها الحوثيون منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والجوبة في الشهر الذي قبله.
إلا أن قناة "المسيرة" التابعة للحوثي نقلت عن قيادة الميليشيات قولها، إنها نجحت في صد هجمات قوات الشرعية والعمالقة، الذين "تسللوا إلى بعض المناطق في مديرية العبدية وعقبة ملعا الفاصلة بين حريب والجوبة خلال الأيام الماضية".
تحولات نوعية
وفي إطار ما يشهده مسرح العمليات العسكرية، شرق اليمن، من تحولات نوعية غيرت مجرى السيطرة الميدانية على نحو سريع ومفاجئ لصالح الشرعية المعترف بها دولياً، جاءت هذه التطورات لتكشف عن انهيارات عسكرية واسعة بين صفوف مقاتلي الجماعة الموالية لإيران عقب طردهم من شبوة، والاتجاه لفك الخناق عن جارتها مأرب (وكلاهما غنيتان بالنفط) التي تواجه ضغطاً حوثياً متواصلاً منذ فبراير (شباط) العام الماضي، وتلقيها أخيراً خسائر فادحة، فضلاً عن تهديدها وجود مشروعهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعقب التقدم الميداني لألوية العمالقة، باتت قوات الحوثي الضخمة التي تشن هجوماً ضاغطاً منذ سبتمبر (أيلول) الماضي على جنوب مدينة مأرب في الجبهة الممتدة من جبال البلق الشرقي في مديرية الجوبة، وصولاً إلى معسكر "أم ريش" وجبال ملعا ولظاة والعمود وغيرها من المناطق الصحراوية بين البلق وملعا، مطوقة ومعزولة تماماً في انتظار مصير مجهول.
ولهذا رجح مراقبون أن دوافع الهجمات التي تعرضت لها المدن الإماراتية خلال الأسبوعين الأخيرين، محاولة حوثية-إيرانية لثني أبو ظبي، عن دعم الحكومة اليمنية في قتال الحوثيين ممثلاً بألوية العمالقة التي تلقت تدريباً ودعماً إماراتياً.
وأعلنت القوات الإماراتية، الاثنين أن دفاعاتها اعترضت ودمرت صاروخين باليستيين، في هجوم وقع بعد أسبوع من مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات من دون طيار وصواريخ على أبو ظبي، في أول هجوم دام على أراضي الإمارات أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه وأعلن عنه الإماراتيون.
معركة الصحراء المرتقبة
وعلى مدى الأسابيع الماضية، لم تتوقف أرتال مقاتلي الحوثي عن الزحف على امتداد الطريق الرابط بين محافظة البيضاء إلى مدينة حريب المأربية، على الرغم من القصف الجوي لطيران تحالف دعم الشرعية المركز الذي لم يتوقف مستهدفاً تحركات مقاتليه، وهو ما يفسر الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها معركة صحراء شرق اليمن التي تنام فوق بحار من الثروات النفطية، بعد أن عاودت الميليشيات الحوثية السيطرة عليها في سبتمبر الماضي، بعد أن خسرتها في ديسمبر (كانون الأول) 2017، وشكلت عودتها انتكاسة عسكرية فادحة التكلفة للشرعية اليمنية، أتاحت لمسلحي الجماعة المدعومة من إيران الاتجاه غرباً ثم التمدد شمالاً نحو مأرب، ليتمكنوا إثر ذلك من التهام أربع مديريات في المحافظة النفطية، وهي حريب المحررة حديثاً، إضافة إلى العبدية والجوبة وجبل مراد، ما أنذر بسقوط محافظة "الملكة بلقيس" أهم المعاقل العسكرية والسياسية والاقتصادية للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
وبدأت قوات ألوية العمالقة التحرك من مقر عملياتها الرئيس في السواحل الغربية اليمنية جنوب محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر نحو شبوة مطلع العام الجاري.
يأتي ذلك في وقت تعالت فيها أصوات التهدئة وتخفيض حجم التصعيد من جانب المجتمع الدولي، الذي ندد على نطاق واسع بالهجمات الحوثية التي استهدف فيها أبو ظبي والسعودية.