تستعرض الولايات المتحدة الأميركية القدرة العسكرية لجيشها ولحلفائها في البحر الأحمر، بعد أن أعلنت انطلاق مناورات عسكرية بحرية تتضمن عدداً من دول الخليج العربية، إضافة إلى دول إقليمية، وأخرى غربية وآسيوية.
وتُعد هذه المناورة هي الأضخم على الإطلاق، وفقاً لما أعلنته القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، من حيث عدد الدول المشاركة التي وصل عددها إلى 60 دولة، بـ9000 عنصر، و50 سفينة، والتي بدأت يوم الاثنين الماضي، وتستمر على مدار 18 يوماً.
وتشمل التدريبات العسكرية الأولى من نوعها، والتي تقام تحت عنوان "آي أم أكس"، العمل على الأنظمة المسيّرة من بُعد مع أكثر من 80 نظاماً لطائرات من دون طيار، وستشمل بُقعاً مائية هي البحر الأحمر، وبحر العرب، والخليج العربي.
ويشارك من المنطقة دول كمصر والسعودية والإمارات، والبحرين، وسلطنة عمان، والأردن، وإسرائيل، بالإضافة إلى الصومال وجيبوتي، ودول أخرى.
استعراض قوى
وعلى الرغم من أن المناورات العسكرية بين الدول الحلفاء تكون مُجدولةً في الغالب، فإنها أتت هذه المرة في وقت تشهد فيه المياه الإقليمية أزمات وعملية عسكرية متعددة. وهنا يعلق المحلل السياسي مبارك العاتي بقوله، إن "المناورات تأتي في إطار دعم الولايات المتحدة الأميركية والتزاماتها مع حلفائها في الخليج والعالم".
ويرى العاني أن "التوقيت متفق عليه ومُجدول مسبقاً، ولكنه تزامن مع تطورات الأحداث في المنطقة"، وهو الذي يفسره على أنه مصادفة.
واستدرك قائلاً، إن "المناورات تؤكد أن هناك التزاماً، لا سيما بين التكتل الخليجي وأميركا بضرورة التعاون لحماية منطقة الخليجية والممرات المائية"، مشيراً إلى التصريحات الأخيرة من القيادة الأميركية فيما يتعلق بحماية دولة الإمارات، جاءت لتجدد التزامها بالدفاع عن حلفائها في المنطقة.
واستطرد العاني بالقول، إنه "يمكن اعتبار المناورات التي تجري حالياً، وما سبقها من مناورات عسكرية بين الصين وإيران نوعاً من فرد العضلات، وبيان للقدرة القتالية والحربية لكل من المعسكرين وتحالفاتهما".
التنسيق في المهمات
من جانبه، يرى المحلل السياسي أنور عشقي، أن "المناورات التي تُجريها الدول مع بعضها البعض تأتي بالتنسيق فيما بينها في المهام التي قد تؤديها مع بعضها البعض في حال تصاعد الأحداث لمواجهة جهات أخرى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستطرد بالقول، إن "المناورات التي تقودها أميركا هذه الأيام في هذا التوقيت مهمة لأهمية المياه التي تقام عليها تلك التدريبات، والتي تعد أهم الممرات التجارية، إذ تمر من خلالها إمدادات الطاقة للعالم، وفي حال حدوث حوادث إرهابية أو قرصنة كما حدث في الأشهر الماضية، فهذا يعد تهديداً للممرات التجارية العالمية، والتي تعمل الدول كافة على الحفاظ على سلامتها واستقرارها".
بعد رحلة الروس والصينيين إلى بحر العرب
وشهدت الأيام الماضية وصول أسبوع التدريبات الروسية الصينية إلى بحر العرب، والتي بدأت من المحيط الهادي والهندي لـ"ترسيخ الأمن وركائزه في المنطقة، وتوسيع التعاون متعدد الأطراف بين موسكو وحلفائها"، بحسب بيان وزارة الدفاع الروسية.
وجاء في البيان أيضاً، "خلال التمرين، قامت السفن الروسية بالتعاون مع البحرية الصينية بمناورات تكتيكية وعمليات بحث عن سفينة شحن تم الاستيلاء عليها، ولعبت الناقلة (بوريس بوتوما) ذلك الدور، حيث تدرب البحارة على تحرير السفينة التي تم الاستيلاء عليها".
وبحسب البيان، شارك الجانب الروسي بمجموعة من سفن أسطول المحيط الهادي، بما في ذلك طراد صواريخ "فارياج"، والزورق الحربي الكبير "أدميرال تريبوتس"، وناقلة "بوريس بوتوما"، ومثلت البحرية الصينية المدمرة الصاروخية "أورومتشي" وسفينة الإمداد "تايهو".
وقالت الوزارة الروسية، "قام البحارة العسكريون الروس بنقل جريح وهمي من (أدميرال تريبوتس) إلى (أورومتشي) بطائرة هليكوبتر، وشاركت في العملية مروحية من طراز Ka-27PS".
وأشار البيان إلى أن مجموعة أسطول المحيط الهادي البحرية واصلت مهمتها في مسيرة طويلة المدى بعد التمرين، وشاركت إيران في أجزاء من المناورة التي أقيمت في المحيط الهادئ.