الثوب السوداني الذي ينطق بالدارج (التوب)، هو الزي القومي للسودان، وأشهر ما يميز المرأة السودانية عن نظيراتها من الجنسيات الأخرى. وهو جزء من التراث يعبر عن الهوية والثقافة السودانية خصوصاً خارج البلاد.
شكله الخارجي
الزي النسائي أشبه بعباءة تتألف من قماش أقرب إلى أن يكون حريرياً يحتاج إلى نحو أربعة أمتار ونصف المتر من القماش، غالباً ما ترتديه المرأة المتزوجة، لذلك هذا النوع من الزي يستخدم للتمييز بين المرأة المتزوجة وغير المتزوجة.
ويعتبر الثوب لباساً يرمز للحشمة والستر، وأصبح يميز المرأة السودانية التي أصبحت ترتديه بتصميمات مختلفة وعصرية وألوان براقة مع إضافة أكسسوارات لتبرز أناقة ولياقة، وذلك من خلال إضافة الأحجار الكريمة والكريستال.
تاريخ الثوب
ويعتبر الثوب من الأزياء القديمة، إذ ظهر منذ أكثر من عشرة آلاف سنة وكان زياً قومياً للملكات آنذاك.
وقد شهد جناح "إكسبو 2020 دبي" الأحد 13 فبراير (شباط)، استضافة 17 مصممة وثلاث خبيرات تجميل ضمن فعالية حملت اسم "أصلية وسودانية" بمشاركة الهدف منها مواكبة التطور في عالم الموضة والأزياء.
وتستمر الفعالية لخمسة أيام، تبدأ بمنتدى الزي السوداني "شعار وهوية" يتحدث فيه عدد من المختصين في مجال الموضة والأزياء السودانية، يليه يوم لعرض الأزياء الذي يحمل شعار "سودانية وأصلية".
وقال المنسق الإعلامي لجناح السودان في "إكسبو" أحمد عثمان إن "الفعالية من أنجح الفعاليات التي نظمت في جناح السودان، وشهدت حضوراً مميزاً من كل أنحاء العالم. ويعتبر أول عرض أزياء سوداني يتم تنظيمه خارج السودان بحضور مصممين من دول أوروبية عدة والإمارات والسودان مع تغطية إعلامية كبيرة. كما شهدت الفعالية رواجاً كبيراً في الميديا. أما التصاميم المقدمة فقد وجدت إشادة من كل الحضور وجذبت أكبر عدد من الزوار لجناح السودان".
هدف المشاركة
وفي هذا الصدد، قالت مصممة الأزياء والمصوغات ولاء خليل "مشاركتنا كمصممات أزياء كانت في أسبوع الموضة، الهدف منها هو اغتنام الفرصة لمواكبة الطفرة في العالم ومواكبة التطور في الأزياء والثقافة. وعلى الرغم من العراقيل والمطبات بسبب الأحداث غير المستقرة في السودان، جاءت فكرة الإكسبو وقررنا وضع بصمتنا والتأكيد أننا شعب مثقف ومواكب للأزياء، وقد عرفنا منذ زمن بعيد بالاهتمام بمظهرنا الخارجي".
وقالت خليل "مجموعة من مصممات الأزياء قمن بتنظيم الفعالية بمؤازرة الجناح السوداني في إكسبو، على رأسهن أستاذة نفسية ومديرة الجناح نبوية ورشا وكل الفريق العامل، بمشاركة العديد من مصممات الأزياء المميزات، وقدمنا عرضاً تحت مسمى (أصلية وسودانية والتوب السوداني شعار وهوية). وكان هناك منتدى تحدثنا فيه عن تفاصيل مختلفة عن الأزياء، وجاءت مشاركتي بالحديث عن الأحجار الكريمة والأحجار الطبيعية بصورة عامة وما يناسبها من أزياء الحياة العصرية ودخول هذه الأحجار في صناعة الذهب والموضة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الحفاظ عليه من الاندثار
وعن الفعالية أضافت خليل "ضمت الفعالية طرح تصميمات مختلفة وعرض أزياء الفكرة منه إظهار الهوية والثقافة السودانية، ومدى تمسكنا بالثوب السوداني والحفاظ عليه من الاندثار، فمع مرور الزمن يزداد تمسكنا به. وفي صناعة الثوب كل مصممة تبرع في تقديم عمل مختلف، فهناك المختصة في الألوان والرسم والبوهية، وأخريات يتميزن في إضافة الكريستال للثوب لإرضاء كل الأذواق".
إظهار أشكال متعددة من الأثواب في لمسات مختلفة يعكس هوية المصممة، وقالت خليل "لإثبات أن الثوب السوداني قابل للانتشار في مجتمعات وثقافات أخرى لا بد من العمل على أشكال مختلفة تجذب أذواقاً مختلفة مع مواكبة إيقاع الحياة السريع، خصوصاً أن السودانيين أصبحوا منفتحين على العالم. ولأن هناك تغييراً سنوياً في الموضة، كان يجب التعديل في ثوبنا لعدم اندثاره، لأننا إذا تركناه كالسابق من دون تطوير فسيلحظ زوالاً".
قدمت المصممات مجموعة من التصميمات المختلفة أبرزها بحسب خليل "مجموعة الشتاء باستخدام خامة القطيفة في الثوب، وهذا أمر جديد في صناعة الثوب. وأيضاً قماش التل مع دمج فكرة أن يكون الثوب يجمع بين شكل الثوب التقليدي والفستان، إلى جانب الطاقية في الثوب.
صامد في وجه السراويل
واعتبرت خليل "حتى لا نفقد هوية الثوب يجب المحافظة على فكرة الزي الأساسية مع مواكبة الموضة والتغيير فيه حتى يجد استحساناً عالمياً".
ورأت مختصة التراث السوداني بدرية أحمد أن "الثوب السوداني يظل صامداً في وجه الموضة والتغيير واحتلال البنطلون عالم الموضة النسائية، بل هو من أحب الأزياء عند المرأة السودانية، وبمساعدة خبيرات الأزياء والمصممات يمكن الحفاظ عليه آلاف السنين، خصوصاً أن الأجيال الجديدة ما زالت تعتبره زياً أساسياً، وما زالت العروس السودانية ترتديه في طقس الجرتق السوداني ليلة العرس، وتحرص على اقتناء ستة أثواب وحتى 12 ثوباً في بعض الأحيان أثناء تحضيرات العروس وشراء حاجياتها.