Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ستؤثر الأزمة الأوكرانية في كرة القدم بالبلاد؟

يستعد الدوري المحلي للعودة خلال أيام بعد إجازة الشتاء وترقب لموقف المنتخب الأصفر من ملحق مونديال 2022

إستاد "دونباس أرينا" ملعب نادي شاختار دونيتسك الأوكراني المغلق منذ عام 2014 (رويترز)

اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، بمنطقتين انفصاليتين شرق أوكرانيا، وأعطى أوامره بنشر قوات عسكرية روسية هناك، مع تفاقم للمخاوف من غزو روسي وشيك قد يتسبب في حرب عظمى.

ووسط حال الترقب والضبابية الشديدة للمشهد، تقف كرة القدم الأوكرانية ومن خلفها الأوروبية على أعتاب تغييرات كبرى من شأنها إعادة رسم خريطة مشاركات الأندية محلياً وقارياً، وقد تؤثر بشكل مباشر في حظوظ المنتخب الأوكراني خلال المنافسة على البطولات القارية والدولية لسنوات، وهو ما أثار عدة تساؤلات أهمها، إلى أي مدى قد تؤثر الأزمة في الكرة الأوكرانية؟

لم تعد كما كانت

لا يمكن النظر إلى الأزمة الروسية - الأوكرانية الحالية على أنها خط بداية أزمة الكرة الأوكرانية وتفسخ نسيجها، فقد سبق أن تغير كل شيء عام 2014 حين أدت الاحتجاجات المؤيدة لأوروبا في العاصمة كييف، والتي أطاحت بحكومة الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، وتسببت في حرب دونباس وضم روسيا شبه جزيرة القرم إلى سيادتها.

وأدى ضم روسيا شبه جزيرة القرم إلى خروج ناديي سيفاستوبول وتافريا سيمفيروبول من كرة القدم الأوكرانية نهائياً في واقعة تاريخية، نظراً لكون لنادي تافريا سيمفيروبول أول بطل للدوري الأوكراني في موسم 1991-1992 بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي، ومن بين ثلاثة أندية فقط حققت اللقب المحلي مع دينامو كييف وشاختار دونيتسك.

وعلى الرغم من محاولات روسيا ضم الناديين لنظام كرة القدم الخاص بها، رفض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) السماح بذلك، ليتم ضم الناديين إلى دوري القرم.

والآن مع زيادة التوترات السياسية وشبح المواجهة العسكرية، لا يزال فريق واحد يقع على مقربة من الحدود الملتهبة هو نادي ماريوبول، الذي يحتل المركز الـ 15 قبل الأخير في جدول ترتيب الدوري بالموسم الحالي.

عودة مرتقبة

وكان الدوري الأوكراني في إجازة شتوية منذ الـ 12 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث انتقلت غالب الأندية لخوض معسكرات في تركيا والدول المطلة على البحر الأسود، استعداداً للعودة واستئناف المسابقة يوم الـ 25 من فبراير (شباط) الحالي، بمواجهة بين ميناي وزوريا لوغانسك.

وبحسب الصحف ووسائل الإعلام الأوكرانية، فإن انطلاق الدوري لن يتأثر حتى الآن، لكن أي تطور قد يحدث على شاكلة التدخل العسكري سيتسبب في توقف المسابقة ولو مؤقتاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم تلتقط كرة القدم الأوكرانية أنفاسها بعد من توابع الصراع في المنطقة الشرقية خلال العام 2014، إذ تسبب ذلك في انخفاض عدد فرق الدوري الممتاز إلى 12 نادياً، وأخيراً عاد إلى 16 نادياً فقط هذا الموسم.

مصير شاختار وزوريا

ومع التصاعد الحالي للتوتر من جديد وإعلان روسيا الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، بات السؤال الأهم هو عن مصير نادي شاختار دونيتسك، متصدر ترتيب الدوري الأوكراني حالياً وثاني أكثر أندية البلاد تتويجاً باللقب، والذي يضعه "يويفا" في المركز الـ 17 بين أقوى أندية القارة خلال السنوات الـ 10 الأخيرة، وكذلك نادي زوريا لوغانسك الذي يحتل المركز الرابع في جدول الترتيب المحلي.

ويبدو أن التطور الحالي للأمور لن يؤثر في الناديين، إذ إنهما بالفعل يلعبان خارج المدينتين منذ 2014، واضطر شاختار إلى ترك ملعبه، إستاد "دونباس أرينا" ثاني أكبر ملاعب الدولة، والذي استضاف مباريات في نهائيات "يورو 2012"، لينتقل للعاصمة كييف منذ 2020، أما زوريا لوغانسك فانتقل إلى مدينة زابوريزهيا.

وكان إستاد "دونباس أرينا" الخاص بنادي شاختار تعرض إلى القصف خلال حرب 2014، مما أجبر النادي على اللعب في مدينة لفيف بين 2014 و2016، ثم في خاركيف منذ 2017 حتى 2020 حين انتقل إلى العاصمة على بعد 750 كيلومتراً من مقره.

كأس العالم 2022

ويجد المنتخب الأوكراني نفسه في وضع حرج قبل شهر من خوض مرحلة الملحق الأوروبي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022، إذ أوقعته القرعة في مواجهة منتخب اسكتلندا.

ومن المنتظر أن يحل المنتخب الأوكراني ضيفاً على اسكتلندا في إستاد "هامبدن بارك" نهاية مارس (آذار) المقبل، في مهمة صعبة نظراً إلى تأثير ظروف الأزمة على اللاعبين.

نهائي الأبطال وترقب

وبات "يويفا" في سباق مع الزمن للتوصل إلى خطة لمواجهة التطورات المتسارعة ميدانياً وسياسياً بين روسيا وأوكرانيا، إذ من المقرر أن تستضيف مدينة سانت بطرسبرغ الروسية المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا يوم الـ 28 من مايو (أيار) المقبل على إستاد "غازبروم أرينا" الذي استضاف مباريات في نهائيات كأس العالم 2018.

ووسط الأجواء غير المستقرة، أفادت تقارير صحافية أوروبية أن "يويفا" يستعد لنقل المباراة النهائية إلى دولة أخرى، وذلك على الرغم من نفي الكيان الحاكم لكرة القدم الأوروبية.

ويراقب "يويفا" عن كثب ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الفترة المقبلة،

وذكرت تقارير صحافية بريطانية أن إستاد "ويمبلي" في العاصمة البريطانية لندن قد يكون بديلاً جاهزاً لاستضافة المباراة النهائية لبطولة النخبة الأوروبية، بخاصة إذا وصل فريقان إنجليزيان إلى النهائي.

وتعرض مسؤولو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لموقف صعب خلال الموسم الماضي حينما اضطروا إلى نقل نهائي البطولة من مدينة إسطنبول التركية إلى مدينة بورتو البرتغالية، نظراً لوضع بريطانيا دولة تركيا ضمن القائمة الحمراء لتفشي فيروس كورونا، وهو ما كان يعني منع جماهير طرفي النهائي تشيلسي ومانشستر سيتي من السفر إلى تركيا لحضور المباراة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الثلاثاء، إنه لا يجب السماح لروسيا باستضافة أحداث كروية مثل نهائي دوري الأبطال بعد قرارات الرئيس الروسي بوتين الأخيرة.

ورداً على سؤال حول محاولة الضغط لنقل نهائي دوري الأبطال، قال جونسون في البرلمان، "أعتقد أنه من غير المعقول إقامة بطولات دولية كبرى لكرة القدم في روسيا بعد غزو دولة ذات سيادة".

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة