طوّر العلماء اختبار دم يكشف قصور القلب في مرحلةٍ مُبكّرة وبشكلٍ أكثر دقّة من الطرق المعتمدة حاليّاً.
ومن شأن الاختبار الجديد الذي يتوقّع أن تستخدمه "الهيئة الوطنية لخدمات الصحة" في المستقبل، أن يساعد مئات آلاف الأشخاص.
في الوقت الحالي، يقيس الأطباء معدّلات نوع من البروتين في الدم يسمّى "ناترييوريتك بيبتايد تايب بي" Natriuretic Peptide Type B.
وتدلّ المعدّلات المرتفعة من ذلك البروتين على وجود خطر الإصابة بقصور القلب، لكن السُمْنَة المفرطة والتقدّم في السنّ وبعض الأدوية هي أيضاً عوامل ترفع هذه المعدّلات، ما يعني أنّ ذلك الاختبار لا يكون دقيقاً بالكامل.
وجد الخبراء في جامعة كوين في بلفاست طريقة أخرى من خلال قياس معدل الببتيد الدماغي مع بروتينات رئيسية أخرى في الدم.
وحدّدت دراستهم 25 نوعاً من تلك البروتينات في دم المُصابين بقصور القلب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشفت فحوصاً إضافيّة أجريت على 400 عيّنة دم مأخوذة من مرضى مصابين بقصورٍ في القلب وآخرين لا يعانون قصوراً فيه، أنّ معدّلات البروتينات الخمسة والعشرين، إضافة إلى مستويات "ناترييوريتك بيبتايد تايب بي"، تعطي تشخيصاً أكثر دقّة لقصور القلب الذي يصيب حوالي 920 ألف شخص في المملكة المتحدة.
والتقط الفحص إشاراتٍ على قصور القلب قبل أن يُظهر المرضى عوارض خطيرة، ما يعني أنه يستطيع الحيلولة دون إلحاق ضرر طويل الأمد بالقلب.
وحاضراً، يجمع الخبراء عيّنات من المرضى في جميع أنحاء المملكة المتحدة وايرلندا وفرنسا واليونان والولايات المتحدة، بهدف التأكّد من نتائجهم.
وأشارت د. صونيا بابو-نارايان، المديرة الطبية المساعدة في "مؤسسة القلب البريطانية" إلى وجود "زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص الذين يدخلون إلى المستشفى جرّاء إصابتهم بقصور في القلب، إذ يتقدم السكان في السنّ كما يرتفع عدد الأشخاص المصابين بذلك المرض بعد نجاتهم من نوبة قلبيّة.
من المهم أن يُشخّص قصور القلب في وقت مبكر نظراً لوجود علاجات تستطيع تأخير تقدّمه وتعالج أعراضه... تكون تلك الأيام الأولى من المرض، ولكن إذا صُنعِت اختبارات دم جديدة تستطيع الكشف عن قصور القلب في وقت مبكر وبشكلٍ أكثر دقة، يضحي ممكناً للأشخاص الذين يعانون قصوراً في القلب أن يتلقّوا العلاج بشكل عاجل".
نُشرت تلك النتائج خلال مؤتمر"الجمعية البريطانية لأمراض القلب والأوعية الدمويّة" الذي استضافته مدينة "مانشستر" أخيراً.
وأشارت دراسة أخرى عُرضت في المؤتمر نفسه، إلى وجود تمييز عشوائي في حصول مرضى قصور القلب على الرعاية. كما وجدت أنّ خدمة محلية واحدة من أصل سبعة ليس لديها مستشار طبي أو طبيب رئيس متخصص في حالات قصور القلب.
© The Independent