سجل سعر النيكل ارتفاعاً قياسياً على خلفية المخاوف حيال الإنتاج الروسي، فيما تحدث الحرب في أوكرانيا هزة في أسواق السلع الأساس. وجرى تداول طن النيكل المستخدم في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات المركبات الكهربائية عند 101.365 دولار لمدة وجيزة الثلاثاء، أي ما يعادل تقريباً ضعف السعر الذي سجله في ذروة ارتفاعه العام 2007، وتراجع لاحقاً إلى 82.195 دولار.
بورصة لندن
ودفع ارتفاع سعر النيكل "بورصة لندن للمعادن" إلى وقف تداوله، وأفادت البورصة في بيان مقتضب "بعد الارتفاعات الإضافية غير المسبوقة ليلاً في سعر النيكل خلال ثلاثة أشهر، قررت بورصة لندن للمعادن وقف تداوله على الأقل لبقية اليوم". وأحدث الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الغربية التي فرضت على موسكو اضطرابات في الأسواق مما أدى إلى ارتفاع الأسعار من النفط إلى الغاز وصولاً إلى الألمنيوم والقمح، بينما تراجعت الأسهم.
روسيا ثالث منتج للعالم
وأفاد المحلل لدى "أو إف آي" لإدارة الأصول بنجامن لوفيه إلى أن روسيا ثالث أكبر منتج للنيكل في العالم. وأضاف، "بالنسبة إلى الوقت الحالي لم تطل العقوبات المنتجين الرئيسين للمعادن في البلاد، لكن العديد من شركات القطاع تدار من قبل أوليغارش (شخصيات ثرية ونافذة) مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وأكد، "قد يكون تأثير عقوبات من هذا النوع كبيراً، إذ تذهب 37 في المئة من الصادرات الروسية إلى هولندا و16 في المئة إلى ألمانيا".
صعود الأسهم الأوربية
وفي الأسواق ارتفعت الأسهم الأوروبية مع تعافي القطاع المصرفي من أزمة استمرت لأسابيع، لكن المعنويات في السوق كانت منخفضة بعد أن حذرت موسكو من قطع إمدادات الغاز عن القارة. وارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.8 في المئة مع صعود أسهم البنوك 3.6 في المئة بعد أن سجلت أدنى مستوى لها خلال عام في الجلسة السابقة، وتقدم قطاع الخدمات 3.2 في المئة. وأدت مخاوف من حدوث أزمة حادة في المعروض إلى ارتفاع أسعار النفط الخام إلى 127 دولاراً للبرميل، وأججت القلق في شأن التضخم الذي يخنق النمو الاقتصادي.
وانخفض المؤشر "ستوكس 600" بنسبة 14 في المئة تقريباً منذ بداية العام، متراجعاً عن المستويات المرتفعة القياسية التي سجلها خلال يناير (كانون الثاني)، إذ تهدد الأزمة الأوكرانية عرقلة التعافي الاقتصادي.
تهديد روسي
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك "إن بلاده قد تقطع إمدادات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم1" إلى ألمانيا، لكنها لم تتخذ مثل هذا القرار بعد. وصعدت أسهم بنوك "رايفايزن" و "سوسيتيه جنرال" و"يوني كريديت" ما بين 6.8 في المئة و10.1 في المئة بعد تضررها خلال الأسابيع الماضية بسبب مخاوف في شأن انكشافها على روسيا، إضافة إلى تراجع توقعات رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة. وصعد سهم مجموعة الأغذية الفرنسية (دانون) 0.8 في المئة بعد الكشف عن تدابير لزيادة نمو الإيرادات.
اليورو يقترب من أدنى مستوياته
وجرى تداول اليورو بالقرب من أدنى مستوياته في 22 شهراً، إذ أدت الحرب في أوكرانيا إلى توقعات اقتصادية متشائمة لأوروبا، في حين توقفت العملات التي صعدت بفعل الزيادة الكبيرة في أسعار الطاقة بعد ارتفاع استمر لأسابيع. وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى زيادة الطلب على الأصول التي ينظر إليها على أنها أكثر أماناً، إذ ارتفع الدولار، عملة الاحتياطات العالمية، بنحو ثلاثة في المئة على مدى أسبوعين تقريباً مع تفاقم حدة الأزمة. واستعاد اليورو قوته خلال اليوم بعد تراجع لخمس جلسات، لكنه لا يزال بالقرب من قاع 1.08060 دولار الذي سجله أمس الإثنين، وهو أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2020 عندما عصفت جائحة "كوفيد-19" بأوروبا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأدت الأزمة إلى ارتفاع شديد في أسعار الطاقة ومخاوف حيال التضخم وإمكان تضرر الانتعاش الاقتصادي العالمي.وقال محللو العملات في مجموعة "ميتسوبيشي يو إف جيه" المالية في مذكرة، "يبدو أن حركة السعر تعكس مخاوف متزايدة في شأن تباطؤ أو ركود أكثر حدة للاقتصاد العالمي على خلفية صدمة أسعار الطاقة". وأضافوا، "توقعات النمو الضعيفة لاقتصاد منطقة اليورو تنعكس بالفعل من خلال ضعف اليورو". وكان مؤشر الدولار مستقراً إلى حد بعيد خلال اليوم عند 99.146، بينما صعد اليورو 0.2 في المئة إلى 1.08795 دولار. وصعد الجنيه الاسترليني 0.2 إلى 1.31270 دولار بعد أن هبط إلى مستوى متدن جديد هو الأدنى في 16 شهراً عند 1.30830 دولار في وقت سابق من جلسة التداول، وتراجع الين قليلاً إلى 115.57 للدولار. وانخفض الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي عن أعلى مستوياتهما خلال أربعة أشهر المسجلة أمس الإثنين.
المؤشر الياباني يغلق في تراجع
وأغلق مؤشر "نيكي" الياباني عند أدنى مستوى له خلال 16 شهراً اليوم الثلاثاء وسط قلق المستثمرين من أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط والسلع الأساس الأخرى إلى الإضرار بأرباح الشركات وإبطاء النمو الاقتصادي. وهبط مؤشر "نيكي" 1.71 في المئة إلى 24790.95، وهو أدنى مستوى إغلاق منذ السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
المؤشرات الصناعية
وتراجعت جميع المؤشرات الفرعية الصناعية البالغ عددها 33 في بورصة طوكيو للأوراق المالية، وقادت شركات التكرير الانخفاضات بتراجع 6.31 في المئة، وجاءت بعدها شركات صناعة الصلب بانخفاض 6.21 في المئة. وتقدمت أسهم التكنولوجيا إذ ارتفع سهم شركة تصنيع أجهزة تكييف الهواء "دايكن إندستريز" 1.76 في المئة، وسهم شركة صناعة أجهزة الروبوت "فانوك" 1.14 في المئة.