قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، إن النص النهائي المتعلق بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية "جاهز بشكل أساسي، وعلى الطاولة"، لكن هناك حاجة إلى وقفة في المحادثات بسبب "عوامل خارجية".
وكتب بوريل، على حسابه على "تويتر"، "بصفتي منسقاً سأستمر مع فريقي في التواصل مع جميع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة والولايات المتحدة، للتغلب على الوضع الحالي والانتهاء من الاتفاق".
عوامل خارجية
من جانبها، أكدت إيران، على لسان متحدث خارجيتها، أنها لن تدع أي "عامل خارجي" يؤثر في رغبتها بإنجاح المباحثات مع القوى الكبرى، لإحياء الاتفاق النووي، وذلك بعيد إعلان الاتحاد الأوروبي الجمعة عن "توقف" في مفاوضات فيينا.
وكتب متحدث الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، عبر "تويتر"، "لن يؤثر أي عامل خارجي في رغبتنا المشتركة بالمضي قدماً من أجل اتفاق جماعي"، معتبراً أن توقف المباحثات "قد يشكل دافعاً لحل أي مسألة متبقية وتحقيق العودة النهائية" إلى اتفاق عام 2015، الذي انسحبت الولايات المتحدة أحادياً منه في 2018.
وأمس الخميس، تحدثت طهران عن تقديم واشنطن "طلبات جديدة" خلال مباحثات فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي، متهمة إياها بـ"تعقيد" إنجاز التفاهم، وذلك بعد مخاوف غربية من أن يطول أمد التفاوض جراء طلبات روسية مرتبطة بالأزمة الأوكرانية.
ورداً على ذلك، قال المبعوث الروسي إلى المحادثات النووية الإيرانية، اليوم الجمعة، إن اختتام المفاوضات لا يعتمد فقط على موسكو، وإن الأطراف الأخرى لديها مخاوف إضافية.
وقال المبعوث ميخائيل أوليانوف للصحافيين عقب اجتماعه مع منسق الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، إن "إبرام الاتفاق لا يتوقف على روسيا وحدها. هناك أطراف أخرى تحتاج إلى وقت إضافي، ولديها مخاوف أخرى تجري مناقشتها".
وجاء ذلك في يوم شدد المرشد الأعلى علي خامنئي، على أن طهران لن تساوم على عناصر "القدرة الوطنية"، بما يشمل التقدم النووي والنفوذ الإقليمي والدفاع.
وتجري إيران وقوى كبرى (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مباحثات في فيينا لإحياء اتفاق عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي. وتشارك الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق بشكل أحادي في عام 2018، في المباحثات بشكل غير مباشر.
نقاط الخلاف
وبلغت المفاوضات مرحلة متقدمة تعد "نهائية"، لكن نقاط تباين لا تزال قائمة بين الأطراف. ورأى معنيون بالمباحثات، أبرزهم منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، أن نقاط الخلاف المتبقية تتطلب "قرارات سياسية"، في حين تدعو دول غربية منذ أسابيع إلى الإسراع في إنجاز التفاهم.
ومساء الخميس، سجل اتصال بين وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان ونظيره الأوروبي جوزيب بوريل. ونقل بيان للخارجية الإيرانية عن أمير عبد اللهيان قوله، "لا يوجد أي تبرير منطقي لبعض من الطلبات الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة".
ومن دون تحديد تفاصيل هذه المطالب، رأى أمير عبد اللهيان أنها "تناقض" الموقف الأميركي "الداعي لإبرام اتفاق سريعاً"، معتبراً أن واشنطن "لا يمكنها أن تبعث إلينا يومياً رسالة جديدة ومختلفة عبر المنسق".
من جهته، حض بوريل "الولايات المتحدة وإيران على إبداء مرونة أكبر في تبادل الرسائل" لإنجاز التفاوض سريعاً، وفق ما نقل عنه البيان الإيراني. وأتى الاتصال بعد ساعات من اتهام أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني واشنطن بـ"تعقيد" التفاوض وتقديم "اقتراحات غير مقبولة".
وكتب عبر "تويتر" "مفاوضات فيينا تزداد تعقيداً كل ساعة في غياب قرار سياسي من الولايات المتحدة"، معتبراً أن "مقاربة الولايات المتحدة لمطالب إيران المبدئية، وتقديم اقتراحات غير مقبولة (...) يظهر أن الولايات المتحدة ليس لديها إرادة" للتوصل إلى تفاهم مقبول يعيد إحياء اتفاق 2015.
وقال وزير الخارجية الإيراني في تغريدة على "تويتر" الخميس، إن التوصل إلى اتفاق نووي "جيد ودائم" مع القوى العالمية أصبح في المتناول "إذا تصرفت الولايات المتحدة بواقعية وباتساق".
وقال أمير عبد اللهيان في تغريدة، "المساعي الرامية للتوصل إلى اتفاق جيد ودائم لا تزال مستمرة، إنه في المتناول إذا تصرفت الولايات المتحدة بواقعية وباتساق". وأضاف "لا يستطيع أي طرف بمفرده أن يحدد النتيجة النهائية، ونحتاج لسعي مشترك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نهاية المفاوضات صعبة
وقال البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة ستواصل إجراء محادثات دبلوماسية مع إيران بشأن التوصل لاتفاق نووي.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي "وجهة نظرنا أننا قريبون. لقد اقتربنا منذ بعض الوقت". وأضافت "نهاية المفاوضات تكون دائماً هكذا عندما تُبحث عادة الأجزاء الصعبة".
في المقابل، وبعد صدور سلسلة مؤشرات، الأسبوع الماضي من فيينا، أوحت باقتراب التوصل إلى اتفاق بين المتحاورين بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، علي شمخاني، إن الولايات المتحدة ليست لديها الإرادة للتوصل إلى اتفاق بشأن إحياء الاتفاق النووي خلال محادثات فيينا، إذ تصر على "مقترحات غير مقبولة".
وفي حين بدا إحياء اتفاق عام 2015، الذي رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، وشيكاً، عقب 11 شهراً من المفاوضات، ظهرت عقبة جديدة متمثلة في مطالب روسيا بضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بأن العقوبات الغربية التي تستهدف موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا لن تؤثر على تجارتها مع إيران.
وقال شمخاني على "تويتر"، إنه في ظل تأخر واشنطن في اتخاذ القرار السياسي ستصبح المحادثات "أكثر تعقيداً كل ساعة".
وذكر أن الولايات المتحدة "ليس لديها إرادة للتوصل إلى اتفاق مُحكم"، مضيفاً أنها تقدم "مقترحات غير مقبولة وتصر على اتفاق سريع بذرائع كاذبة"، من دون أن يخوض في تفاصيل المقترحات الأميركية.
الخطوط الحمراء
في سياق متصل، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن طهران لن تتراجع عن أي من خطوطها الحمراء في محادثات فيينا. وأضاف في تغريدة على "تويتر"، "تسعى الحكومة بقوة لرفع العقوبات في محادثات فيينا".
وتقول إيران أيضاً، إنها تريد ضمانات بعدم تخلي أي رئيس أميركي في المستقبل مجدداً عن الاتفاق النووي.
ونقلت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية للأنباء عن مصدر لم تسمه، أن المفاوضين في فيينا ما زالوا يحاولون معالجة بعض القضايا الرئيسة.
واتهمت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند روسيا، الثلاثاء الماضي، بالسعي إلى جني مكاسب إضافية من مشاركتها في جهود إحياء الاتفاق النووي.