اتهم الطامح إلى تولّي رئاسة حزب المحافظين، روري ستيوارت، منافسيه ومن بينهم بوريس جونسون، بـ "تضليل" الناخبين حول إمكان التفاوض لإبرام اتفاق جديد ينظم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بريكست.
وقال وزير التنمية الدولية إن غيره من المشاركين في السباق إلى التربع محل تيريزا ماي لا يفصحون "بصدق" عن خططهم التي اعتبر أنها تقضي بالانسحاب من دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر (تشرين الأول).
وحذّر من عواقب ستؤدي إلى "انهيار البلاد" والاضطرار إلى انتخابات عامة "كارثية" في حال اختار حزب المحافظين رئيساً جديداً له يزعم أنه قادر على تأمين اتفاق جديد بحلول المهلة النهائية التي تصادف في عيد هالوين.
ويدعو السيد ستيوارت إلى تشكيل مجلس من المواطنين للتشاور والتوصل إلى إجماع يدعم الاتفاق الذي أبرمته ماي مع بروكسيل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وفي معرض حوار أجراه مع المذيعة إيما بارنيت ضمن برنامج لايف على إذاعة" بي بي سي الخامسة" قال ستيوارت "أمامنا خيار واحد فقط- وهو خيار لا يعرب عنه الآخرون بصدق. يتعذّر حمل مجلس العموم على التصديق على قرار الانفصال عن الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، كما لا يمكن إبرام اتفاق جديد مع أوروبا. بين أيدينا هذا الاتفاق فحسب. وحصدنا حتى الساعة 270 صوتاً مؤيداً له والمطلوب الآن هو ضمان أصوات 45 نائباً إضافياً لصالحه".
وأضاف: "للحفاظ على ترابط الحزب والبلاد علينا أن نبدأ بتوخي الحذر وأن نكون في غاية الدقة والصراحة وألا نعد بالتالي بما نعجز عن تلبيته".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"فالسبيل الوحيد إلى تفادي حصول انتخابات كارثية أو دفع هذه البلاد إلى الانهيار هو في أن يكفّ السياسيون عن الادعاء بأنهم سيحصلون على اتفاق أفضل من جانب بروكسيل، لأنهم لن يحصلوا عليه، وأن نتجنب السياسيين الذين يدعون بأنهم سيحصلون على اتفاق جديد بحلول أكتوبر، وهذا ما ليس في متناولهم، وأن يتوقفوا عن الادعاء بأنهم يستطيعون النجاح في تمرير خطة الخروج من دون اتفاق، لأنهم عاجزون عن ذلك".
وتابع قائلاً إنّ المرشحين لمنصب رئاسة الحزب من أمثال جونسون الذين يدّعون بأنهم قادرون على إعادة التفاوض حول شروط اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي من اليوم إلى أكتوبر يُظهرون في الواقع مدى "انفصالهم عن الواقع" و"يضلّلون أنفسهم والآخرين" مضيفاً أنّ "عواقب هذا التصرف كارثية".
وقال ستيوارت "خير مثل على ذلك المرشح بوريس جونسون الذي يصرّح بأنه سيذهب إلى أوروبا ويفاوض بشأن اتفاق جديد بحلول 31 أكتوبر، ويلوِّح بأنه إذا لم يحصد اتفاقاً جديداً في هذا الموعد فسيتجه إلى خيار الانسحاب من دون اتفاق".
"أيّ شخص لديه أدنى إلمام بأوروبا يستطيع أن يؤكد لك أن لا أمل في انتزاع اتفاق جديد من أوروبا بحلول 31 أكتوبر، لا بل إن الأمل منعدم تماماً".
"وإذا كان أيّ مرشّح للمنصب القيادي يدّعي بأنه سيذهب إلى بروكسيل ويضمن اتفاقاً آخر فهو ببساطة لا يفقه شيئاً عن أوروبا ولم يكن يتابع الأخبار ولا يعي ما يحدث هناك ولا يفهم أيضاً أنّ الموقف الأوروبي في غاية الوضوح".
"وكل من هذا مشروعه لا يعرض بالحقيقة سوى الانسحاب من دون اتفاق ويسعى فعلياً إلى إنجاز ذلك بحلول أكتوبر، لأنّ لا اتفاقاً جديداً في الأفق".
© The Independent