نددت الحكومة التركية، مساء السبت، بهدم ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران النصب التذكاري التركي في العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة الميليشيا.
وأصدرت الخارجية التركية بياناً رفضت فيه ما وصفته بـ "الاعتداء الغادر" الذي نفذه الحوثيون على النصب التذكاري لمقبرة الشهداء الأتراك في العاصمة اليمنية.
أمر غير مقبول
وأكد البيان أن "الإرث التركي في اليمن يعد رمزاً للتاريخ المشترك والعلاقات المتجذرة معه، وعدم احترامه أمر غير مقبول".
وأضاف "ننتظر إصلاح الأضرار التي لحقت بمقبرة شهدائنا ومعاقبة الجناة في أسرع وقت ممكن".
وأفاد البيان أنه "لا شك في أن الاعتداء الغادر سيُدان أيضاً من قبل الشعب اليمني الصديق والشقيق".
هدم وشتم
سكان محليون في صنعاء، أكدوا أن ميليشيا الحوثي، هدمت التذكار التركي، الكائن في محيط وزارة الدفاع، بين شارع التحرير وسور صنعاء القديمة، وسط العاصمة.
وتداول ناشطون صوراً وفيديوهات لآليات ومعدات ثقيلة، وهي تقوم بهدم النصب التذكاري بحضور مسلحين حوثيين ينتشرون للإشراف على العملية.
وسُمعت خلال الفيديوهات المتداولة إساءات وشتائم من مسلحين حوثيين للرئيس التركي، تنديداً باستقباله الرئيس الإسرائيلي في أنقرة، وهي الحجة ذاتها التي كررها موالون للحوثي في مواقع التواصل الاجتماعي.
إصلاح الإساءة
في المقابل، عبر الرئيس التركي السابق عبدالله غول، عن أسفه وحزنه لمشهد التخريب المتعمد الذي طال النصب التذكاري لجنود بلاده في صنعاء، الذي افتتحه معية الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكتب غول عبر حسابه في "تويتر" "أحزنني بشدة مشهد تخريب النصب التذكاري للشهداء الأتراك في صنعاء على يد المتمردين، الذي حضرت افتتاحه عام 2011 أثناء زيارتي لليمن لتخليد ذكرى الآلاف من شهدائنا الذين تركناهم في صحاري اليمن".
وأضاف "أنا واثق من أن الشعب اليمني سيُصلح هذه الإساءة".
اختلالات فنية
وفي تعليقها على الحادثة، أقرت الميليشيا الحوثية بالواقعة، وأرجعت سبب هدمها التذكار إلى وجود "اختلالات فنية" لم يتنبه لها المهندسون لحظة البناء.
وقال نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء حسين العزي في تغريدة على "تويتر" "بخصوص النصب التذكاري التركي، أعتقد أنه كان عملاً فردياً بحتاً، والأعمال الفردية تحدث بشكل اعتيادي في جميع البلدان وفي كل زمان ومكان، وهناك أيضاً اختلالات فنية لم يتنبه لها المهندسون لحظة البناء".
وأضاف "العلاقات دائماً وأبداً لا تقاس بحجر هنا أو هناك، وتركيا في الواقع تاريخ عريق وشعب جميل ومحبوب لدينا".
يستفز مشاعر الأسر اليمنية
وفي تغريدة أخرى، أقر المسؤول الحوثي بتبني الواقعة، وهذه المرة قال إنه "لا ينبغي لأحد أن يستاء من هدم هذا النصب، لأنه في الواقع غير ضروري ويذكّر بالجانب السلبي من تاريخ الشعبين الشقيقين، وهو جانب الدم والحروب والأوجاع الكبيرة".
وذكر المسؤول الحوثي أن النصب "يستفز مشاعر الأسر اليمنية التي ضحت من أجل بلدها في تلك الحقبة من التاريخ، لذلك أقترح بدائل أجمل".
يشار إلى أن التذكار أقيم في المنطقة التي تضم الإرث التركي والثكنات العثمانية السابقة، تخليداً لذكرى الجنود الذين فقدوا حياتهم في اليمن على مدى 400 عام من حقبة العهد العثماني.
وحين دشن التذكار عبر الرئيس التركي خلال زيارته، عن سعادته بافتتاح النصب، الذي عده تخليداً لذكرى الجنود الأتراك الذين قتلوا على تراب اليمن، مؤكداً أنه سيسهم في ترسيخ العلاقات المتميزة بين البلدين، كما وضع إكليلاً من الزهور على ضريح القتلى الأتراك، وعزفت موسيقى السلام الوطني للجمهورية التركية.
وسبق أن اعتبر الملحق العسكري في السفارة التركية في صنعاء المشهد، تأكيداً على حرص اليمن وتركيا على الارتقاء بعلاقاتهما التاريخية، إلى مستوى أرحب من التعاون في مختلف المجالات.