أمرت حركة "طالبان" شركات الطيران في أفغانستان بمنع صعود نساء على متن الطائرات في حال لم يكن برفقة رجل من عائلتهن، بينما ذكر مصدر لوكالة "رويترز"، إن وزارة الآداب العامة التابعة لإدارة الحركة، سيرت خلال يوم الاثنين 28 مارس (آذار) الحالي، دوريات في مداخل المكاتب الحكومية للتأكد من إطلاق الموظفين لحاهم والتزامهم الزي الرسمي.
وأفادت ثلاثة مصادر أن ممثلين لـ"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التابعة لـ"طالبان" أمروا جميع الموظفين الحكوميين بعدم حلاقة لحاهم وارتداء لباس محلي مكون من قميص طويل فضفاض، وسروال وعمامة. وأضافت المصادر أنه تم إبلاغ الموظفين بأنهم من الآن فصاعداً لن يتمكنوا من دخول المكاتب وسيتم فصلهم من وظائفهم في نهاية الأمر إذا لم يلتزموا الزي الرسمي.
منع إصدار تذاكر سفر
من جهة أخرى، قال مسؤولان في شركتَي "أريانا أفغان إيرلاينز" و"كام إير"، مساء الأحد 27 مارس، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنهما تلقيا أمراً من جانب طالبان يمنع إصدار تذاكر سفر للنساء الأفغانيات في حال لم يكن برفقة رجل من عائلتهن أثناء الرحلة.
وتؤكد رسالة بعثها مسؤول كبير في شركة "أريانا أفغان إيرلاينز" للموظفين، هذه التدابير الجديدة التي ستُطبق على كافة الرحلات. وجاء في الرسالة أنه "لن يُسمح لأي امرأة بالسفر على متن رحلات داخلية أو دولية من دون قريب ذكر".
وأكد وكيلا سفر أيضاً لوكالة الصحافة الفرنسية، أنهما توقفا عن إصدار تذاكر سفر للنساء اللواتي يعتزمن السفر بمفردهن. وقالت إحدى المسافرات إن بعض النساء "اللواتي كن سيسافرن من دون قريب ذكَر لم يُسمح لهن بالصعود على متن رحلة كام إير المتوجهة من كابول إلى إسلام أباد الجمعة".
ويُفترض أن هذا التدبير الجديد لا يعني النساء الأجنبيات، على الرغم من أن وسائل إعلام محلية أفادت عن أفغانية تحمل الجنسية الأميركية مُنعت من السفر الأسبوع الماضي.
وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، منعت الحركة المتشددة النساء الأفغانيات من السفر لأبعد من 72 كيلومتراً داخل البلاد في حال لم يكن برفقة قريب ذكر من العائلة.
يأتي هذا الإجراء الجديد بعد أيام من اتخاذ "طالبان" قرار إغلاق المدارس الثانوية للفتيات، بعد ساعات من إعادة فتحها.
تنظيم تظاهرات
وأعلنت جمعيات الدفاع عن حقوق النساء في أفغانستان الأحد، نيتها تنظيم تظاهرات إذا لم تُعد "طالبان" فتح المدارس هذا الأسبوع.
وكتبت الموفدة الأميركية الخاصة إلى أفغانستان رينا أميري في تغريدة، أن قمع النساء والفتيات الأفغانيات ليس "بديلاً عن الحوكمة". وقالت متوجهة إلى قادة "طالبان" "اخلقوا ثقافة أمل بدل ثقافة الخوف".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الفصل في الحدائق العامة
وأعلنت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي حلت مكان وزارة شؤون النساء التابعة للحكومة السابقة، الأحد، تدبيراً جديداً يقضي بالفصل بين النساء والرجال في الحدائق العامة في كابول.
وأوضحت أنه بإمكان النساء الذهاب إلى الحدائق أيام الأحد والاثنين والثلاثاء، على أن يذهب الرجال في الأيام الأخرى.
وأكد المسؤول في الوزارة محمد يحيى عارف لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه "ليس أمراً من الإمارة الإسلامية، ولكنه أمر من الله، ألا يلتقي رجال ونساء غرباء في المكان نفسه".
ووصفت المديرة المساعدة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" لشؤون حقوق النساء هيذر بار، هذه القيود بأنها "مخيفة". وقالت كل يوم نشهد تضييقاً للخناق على النساء والفتيات". وأضافت "لقد تخلوا، أقله حتى الآن، عن كل جهد للتوصل إلى اتفاق مع المجتمع الدولي".
ولم تعترف أي دولة بعد بالنظام الجديد في أفغانستان.
مراقبة الإعلام
ويبدو أن "طالبان" تراقب أيضاً وسائل الإعلام المحلية عن قرب، بعدما كانت هذه الأخيرة ازدهرت في ظل الأنظمة السابقة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة.
ودهمت استخبارات "طالبان" مقرات أربع إذاعات في إقليم قندهار (جنوب)، كانت تبث الموسيقى وأوقفت ستة صحافيين.
وأمرت الحركة الأحد القنوات التلفزيونية الأفغانية الشريكة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بوقف بث برامجها باللغات البشتونية والفارسية والأوزبكية.
وأوضح المتحدث باسم "طالبان" إنعام الله سمنكاني لوكالة الصحافة الفرنسية أنه "نظراً إلى أن القنوات التلفزيونية الأجنبية تبث من الخارج، فإن الإمارة الإسلامية ليس لديها حق مراقبة محتوياتها، خصوصاً في ما يتعلق بلباس الصحافيات". وأضاف "أحياناً، تبث (هذه القنوات) محتويات تتعارض مع قيمنا الدينية ومع الثقافة الأفغانية ومصالح الأمن القومي".
ونددت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان في تغريدة بالأمر، معتبرةً أنه "تطور جديد يثير الخوف... إجراء قمعي آخر ضد الشعب الأفغاني".