أثارت تغريدة لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عن اليد العاملة الأجنبية في لبنان موجة انتقادات وغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، من اللبنانيين والسعوديين بشكل خاص.
وجاء في تغريدة باسيل إنه "من الطبيعي أن ندافع عن اليد العاملة اللبنانية بوجه أي يد عاملة أخرى أكانت سورية، فلسطينية، فرنسية، سعودية، إيرانية أو أميركية، فاللبناني قبل الكل".
الإساءة إلى السعوديين
إحدى الردود الساخرة، كانت للأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد، الذي غرّد قائلاً "مشكلة العمالة السعودية السائبة في لبنان كبيرة ولا يلام معالي الوزير العبقري على تصريحه ولا أرى فيه أي عنصرية، بل هو تصريح حكيم وفي محله. فالسعوديون زاحموا اللبنانيين على أعمالهم واللبنانيون أولى ببلادهم سيما أن عدد العمالة السعودية في لبنان يقارب الـ 200 ألف".
أمّا سلطان بن بندر، فكتب في صحيفة "عكاظ" السعودية، متّهماً "صهر الريّس عون" (باسيل هو صهر رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون) بـ"الجهل الديبلوماسي" والإساءة إلى السعوديين. ورأى أن وزير الخارجية اللبناني تناسى أن "السعودية احتضنت العديد من الأيدي العاملة اللبنانية"، مشبّهاً ما أتى في تصريح باسيل بالمثل اللبناني "أكل البيضة وقشرتها وبيقول ما شفت شي".
وعبّر بعض السعوديين كذلك عن استيائهم من كلام باسيل، داعين إلى استبدال اللبنانيين العاملين في بلادهم بالسعوديين، تطبيقاً لمبدأ المعاملة بالمثل.
لا يوجد سعوديون موظفين في لبنان فهم لن يتركوا دول العالم المتقدم ليتوظفوا لديكم وشكرا سعادة الوزير لان اللبنانيون المقيمين في #الرياض فقط يفوق الـ 200 الف لبناني كما نشرت صحيفة الاقتصادية السعودية لذلك يستوجب منا التخلص منهم وتوظيف السعوديين فهم ابناء البلد وقبل الكل
— فهد (@8_fahads) June 9, 2019
مطالبات بالاستقالة
ولم تقف الردود الساخرة عند السعوديين بطبيعة الحال، بل ترافقت مع موجة ردود لبنانية، اعتبر فيها البعض أن باسيل لا يمثّل اللبنانيين، فضلاً عن تهكّمهم على ذكره العمالة الفرنسية والأميركية في لبنان، وصولاً إلى مطالبة بعضهم باستقالة باسيل.
لبنانيون يطالبون بإقالة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بعد تغريدته التي شكلت افتراءً على المملكة العربية السعودية بعد أن تجاهل معاليه أن المملكة تستقبل أكثر من ٢٠٠ الف لبناني يعملون على أراضيها بينما هو يدعي أن سعوديين يعملون في لبنان وهذا غير صحيح بتاتاً. #جيري_ماهر
— Jerry Maher (@jerrymahers) June 9, 2019
فقد طالب السياسي والصحافي اللبناني نوفل ضو "النواب السياديين القلائل" استجواب الوزير جبران باسيل وطرح الثقة به "بسبب مواقفه المسيئة إلى اللبنانيين في الداخل والخارج وإلى علاقات لبنان العربية والدولية".
وتوجّه إلى الحكومة سائلاً "هل ما يقوله باسيل يعبّر عن سياسة لبنان الخارجية التي يرسمها مجلس الوزراء مجتمعاً؟".
ودعا مواطن لبناني وزير الخارجية إلى الاعتذار، مشيراً إلى غضب اللبنانيين في السعودية إزاء تصريحاته.
معالي الوزير اذا خانك التعبير فالاعتذار واجب و فورا .
— Rabih El-Amine (@RabihElAmine1) June 9, 2019
اللبنانيون في السعودية مستاؤون و غاضبون#جبران_اعتذر
تبرير بالتحريف
الضجّة التي أثارتها هذه التغريدة، استدعت من وزير الخارجية اللبناني رداً يوضح مقصده من الكلام. فاعتبر باسيل أن ما حصل "تحريف" لكلامه من قبل "محترفي تخريب العلاقات وأصحاب النوايا السيئة"، وأن "واجب كل دولة إعطاء الأولوية لشعبها بفرص العمل".
وأضاف "اللبنانيون يعملون في الخارج وفقاً لحاجات الدول وهم يحترمون قوانين هذه الدول وكلّ من يخالف نحن ندعو إلى تطبيق القانون بحقه وعلى رأس هذه الدول المملكة العربية السعودية، حيث لدينا جالية من الواجب الحفاظ على مصالحها لكن واجب الجالية وواجبنا أن نحترم الدولة التي نعمل فيها ونحترم قوانينها".