في تراجع غير منتظر عن إعلان سابق، سحب مجلس السياحة الإسباني في لندن وعده باستقبال زائرين من بريطانيا غير مطعمين باللقاح المضاد لـ"كورونا".
وكان مجلس السياحة قد أكد صباح الأربعاء أن إسبانيا فتحت أبوابها أمام جميع المسافرين في المملكة المتحدة بشكل فوري، قائلاً إن الزائرين غير الملقحين سيكون في إمكانهم دخول البلاد إذا كانت في حوزتهم نتيجة اختبار سلبية تثبت عدم إصابتهم بعدوى "كوفيد" قبل المغادرة.
لكن، بعد نحو ثماني ساعات تم إبلاغ المسافرين أن الإعلان لم يكن صحيحاً وقد نجم عن خطأ في تفسير البيان الحكومي الرسمي.
وبناءً على هذا التصحيح، ما زال يتعين على المسافرين من المملكة المتحدة إلى إسبانيا الذين تبلغ أعمارهم اثني عشر عاماً أو أكثر، أن يقدموا دليلاً على تلقيهم تطعيماً كاملاً أو شهادة تعافٍ من الإصابة بعدوى "كوفيد" (يعود تاريخها إلى ما لا يزيد على مئة وثمانين يوماً).
بيدرو ميدينا، نائب مدير مكتب السياحة الإسباني في المملكة المتحدة، قال: "نعتذر بلا تحفظ عن سوء التواصل الذي حدث في وقت سابق اليوم، والناجم عن سوء فهم للإجراءات الجديدة للدخول إلى إسبانيا".
لكن الاستثناء الوحيد يبقى بالنسبة إلى الأفراد الذين تتفاوت أعمارهم ما بين اثني عشر وسبعة عشر عاماً (ضمناً) والذين يمكنهم إظهار اختبار "كوفيد" بنتيجة سلبية ("بي سي آر" أو ما شابه)، تم إجراؤه في غضون اثنتين وسبعين ساعةً قبل الوصول إلى إسبانيا.
أما بالنسبة إلى المسافرين الذين تم تطعيمهم، فقال مكتب السياحة الإسباني إنه "إذا مر أكثر من مئتين وسبعين يوماً على الجرعة النهائية، يتعين عليهم أيضاً تقديم شهادة تلقيهم الجرعة المعززة، باستثناء المراهقين الذين تتفاوت أعمارهم ما بين اثني عشر وسبعة عشر عاماً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في المقابل، تم تأكيد تغيير واحد هو أقل أهمية، إذ لم يعد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن اثني عشر عاماً والذين يسافرون إلى إسبانيا ببطاقة تلقيح "كوفيد" صادرة عن هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (أن أتش أس) NHS Covid، بحاجة إلى إكمال نموذج المراقبة الصحية الإسباني قبل الوصول.
وللاستفادة من خيار الإصابة بالعدوى في وقت سابق، يجب أن تكون في حوزة المسافر شهادة تعافٍ من المرض "صادرة عن السلطات الرسمية". ويتعين أن يكون الاختبار قد "تم إجراؤه بواسطة موظفين مؤهلين" - وبناءً عليه لن تكون نتيجة الاختبار الذاتي صالحة. وتعد الشهادات الرسمية صالحة إذا تم استصدارها في فترة ما بين أحد عشر ومئة وثمانين يوماً بعد صدور نتيجة أول اختبار تشخيصي إيجابي بالمرض.
تجدر الإشارة إلى أن إسبانيا هي الوجهة الأكثر استقطاباً للمسافرين البريطانيين. وقد استقبلت الدولة في عام 2019، ثمانية عشر مليوناً ومئة ألف زائر من المملكة المتحدة - بمعدل 50 ألف زائر في اليوم.
لكن أعداد المسافرين تراجعت خلال تفشي وباء "كورونا". وكانت السلطات الإسبانية تفرض شروطاً صارمة في مطلع عام 2022، من خلال إصرارها على أن يكون جميع الوافدين الذين يبلغون من العمر اثني عشر عاماً وما فوق، تلقوا تطعيماً كاملاً. وقد جعل إجراء من هذا النوع قضاء عطلة منتصف الفصل الدراسي بالنسبة إلى آلاف العائلات البريطانية، أمراً مستحيلاً.
جوليا لو بو سعيد الرئيسة التنفيذية لمجموعة "أدفانتج ترافيل بارتنرشيب" Advantage Travel Partnership وصفت عزوف إسبانيا عن قرارها بأنه "خطأ فادح".
وما زالت الإجراءات التي تعتزم شركات الطيران والسياحة اعتمادها غير واضحة تجاه الأشخاص غير المطعمين الذين حجزوا رحلات إلى إسبانيا في ضوء الإعلان الخاطئ. وقد حاولت "اندبندنت" استيضاح شركات طيران هي: "بريتيش إيرويز" British Airways و"إيزي جيت" easyJet و"جيت 2" Jet2 و"رايان إير" Ryanair و"توي" Tui، عما إذا كانت ستسمح للعملاء بإلغاء حجوزاتهم أو تبديلها.
يشار أخيراً إلى أن فرنسا - وهي ثاني أكثر الدول جذباً للسياح البريطانيين - أعلنت الأسبوع الماضي عن إلغاء قيود السفر بالنسبة إلى الوافدين من المملكة المتحدة الذين لم يتلقوا تلقيحاتهم.
© The Independent