في ظل توتر تشهده العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات واختلافات حيال الأزمة الأوكرانية والاتفاق النووي، قالت مصادر مطلعة إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اعتذر لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، عن تأخر الرد الأميركي في أعقاب هجمات الحوثيين، في يناير (كانون الثاني) التي أدت إلى مقتل ثلاثة عمال.
وذكر موقع "أكسيوس" أن الإماراتيين شعروا بخيبة أمل إزاء ما اعتبروه رداً أميركياً ضعيفاً وبطيئاً إزاء الهجمات الحوثية التي استهدفت أبو ظبي، مشيراً إلى أن بلينكن أقر خلال لقائه الشيخ محمد بن زايد في المغرب في مارس (آذار) الماضي، بأن إدارة بايدن تأخرت في الرد.
في غضون ذلك، رفض مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الكشف عن فحوى المحادثات، إلا أنه لم ينفِ هذه الرواية، وقال إن بلينكن شدد لولي عهد أبو ظبي على تقدير الولايات المتحدة شراكتها مع الإمارات، ومواصلة الوقوف إلى جانب شركاء واشنطن في مواجهة التهديدات المشتركة.
"مرحلة اختبار"
ومرت العلاقات الأميركية - الإماراتية بسلسلة من التحديات منذ تولي الرئيس بايدن منصبه، لكن التوتر زاد في الأسابيع الماضية، وسط تباين في المواقف حيال الحرب في أوكرانيا والاتفاق النووي، وهو ما تجسد في تصريح السفير الإماراتي في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، الذي قال، الشهر الماضي، إن "العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة تمر بمرحلة اختبار تحمل"، قبل أن يؤكد السفير بأن لقاء بلينكن بمحمد بن زايد ساعد على "إعادة العلاقة بين الإمارات والولايات المتحدة إلى المسار الصحيح".
وانعكس توتر العلاقة بين البلدين في رفض ولي عهد أبو ظبي لقاء قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال فرانك ماكنزي، في فبراير (شباط) الماضي، احتجاجاً على تأخر الزيارة 22 يوماً منذ الهجوم الحوثي، وفقاً لمصدر أميركي تحدث لموقع "أكسيوس".
وبرر مسؤول في إدارة بايدن تأخر زيارة ماكنزي بانشغاله في الإشراف وتقديم المشورة للرئيس بايدن بشأن العملية التي أدت إلى مقتل زعيم "داعش" أبو إبراهيم القرشي، مشيراً إلى أن المسؤولين الأميركيين تحدثوا مع نظرائهم الإماراتيين مرات عدة بعد الهجوم.
الأزمة الأوكرانية
ووسع امتناع الإمارات عن التصويت مع قرار مجلس الأمن الذي يدين روسيا الشهر الماضي الهوة بين البلدين، إذ نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر إماراتية بأن امتناع أبو ظبي عن التصويت كان هدفه "الإشارة إلى الإحباط من الولايات المتحدة"، في وقت تطالب فيه أبو ظبي إدارة بايدن بإعادة الميليشيا اليمنية إلى قائمة الإرهاب، لافتين إلى أن رد الولايات المتحدة ومساعيها للضغط لفرض مزيد من العقوبات على روسيا، كان أقوى بكثير وأسرع من ردها عندما تعرضت الإمارات للهجوم من قبل الحوثيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه، قال مسؤول في إدارة بايدن إنه "لم يكن واضحاً ما إذا كان تصويت الإمارات في مجلس الأمن مرتبطاً تماماً بشكواهم من سياسة الولايات المتحدة تجاه الحوثيين".
زيارة الأسد
وجاءت زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد للإمارات، الشهر الماضي، لتفاقم التوتر بين البلدين، وسط تقارير زعمت بأن وزارة الخارجية ومسؤولي البيت الأبيض علموا بزيارة الأسد التي كانت الأولى له إلى دولة عربية منذ اندلاع الحرب قبل 11 عاماً، عبر وسائل الإعلام.
وتلت الزيارة المثيرة للجدل تصريحات أميركية علنية تنتقد الخطوة الإماراتية، إذ قال متحدث الخارجية الأميركية، نيد برايس، "نشعر بخيبة أمل وقلق عميقين من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية على بشار الأسد"، لافتاً إلى أن مسؤولي إدارة بايدن أثاروا المسألة مع المسؤولين الإماراتيين، ونقلوا خيبة أملهم واحتجاجهم على الزيارة.
رفض التحدث لبايدن
وفي وقت سابق، أكد مسؤولون من الشرق الأوسط والولايات المتحدة، أن البيت الأبيض حاول من دون جدوى ترتيب مكالمات بين بايدن وزعماء سعوديين وإماراتيين، ضمن مساعٍ أميركية لحشد دعم دولي لأوكرانيا واحتواء ارتفاع أسعار النفط.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين قولهم، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد رفضا طلبات الولايات المتحدة للتحدث إلى بايدن، حيث أصبح المسؤولون السعوديون والإماراتيون أكثر صراحة في الأسابيع الأخيرة في انتقادهم السياسة الأميركية في الخليج.
وعمل البيت الأبيض خلال الأسابيع الماضية على إصلاح العلاقات مع السعودية والإمارات لمواجهة ارتفاع أسعار النفط، وأوفد منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة عاموس هوكستين، إلى الرياض وأبو ظبي لحثهما على زيادة إنتاج النفط، إلا أن تلك المساعي فشلت في تغيير سياسة الدولتين الخليجيتين.