أكدت روسيا أن الطراد الصاروخي موسكفا، السفينة الحربية الرئيسة لأسطولها في البحر الأسود، غرق لدى سحبه إلى الميناء بعد أن قالت إن حريقاً نشب إثر انفجار ذخيرته.
وتقول أوكرانيا، "إن موسكفا أصيب في ضربة صاروخية شنتها قواتها من الساحل شقت جسم السفينة التي تعود للعهد السوفياتي". ولم تؤكد وزارة الدفاع الروسية تلك الرواية، ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من رواية أي من الجانبين.
كذلك، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة 15 أبريل (نيسان)، إن الطراد موسكفا أغرق بصاروخين أوكرانيين مؤكداً أنها "ضربة قاسية" لروسيا.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه لمجموعة من الصحافيين "نعتقد أنهم ضربوها بصاروخَي نبتون"، نافيا بالتالي رواية موسكو التي تؤكد أن بارجتها الرئيسية في أسطول البحر الأسود "تضررت بشدة" جراء حريق.
لكن المسؤول الأميركي لم يؤكد صحة معلومات أشارت إلى أن الجيش الأوكراني أربك دفاعات موسكفا بطائرة مسيّرة من جهة فيما ضربها من الأخرى بصواريخ نبتون.
قدرات "موسكفا"
لدى روسيا أنظمة دفاع جوي قوية منتشر في شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا في 2014. لكن موسكفا كان قادراً على توفير حماية جوية متنقلة بعيدة المدى لكامل أسطول البحر الأسود، وكان مركز قيادة وسيطرة عائماً. وقد تترك خسارة موسكفا الأسطول الروسي هناك أكثر انكشافاً، بخاصة في ما يتعلق بالمهام الأبعد مدى إلى الغرب من القرم.
كان على متن موسكفا طاقم مؤلف من نحو 500 بحار تقول روسيا إنها تمكنت من إجلائهم كلهم بنجاح إلى سفن أخرى قبل أن يعودوا لمينائهم الأصلي سيفاستوبول في القرم اليوم الجمعة، في المقابل لمحت أوكرانيا إلى أن الواقعة أدت على الأرجح لسقوط قتلى، لكن روسيا لم تذكر شيئاً عن الأمر بعد.
مسار الصراع الأوكراني
ترجح التوقعات إلى الإجابة بالنفي، لكن وزارة الدفاع البريطانية قالت إن خسارته ستدفع روسيا على الأرجح إلى مراجعة تمركزها في البحر الأسود. وعلى الرغم من أن الأمر يشكل ضربة كبيرة لمعنويات الجيش الروسي، إلا أن البحرية الروسية لم تلعب حتى الآن دوراً كبيراً في ما تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مسؤول أميركي، "إن روسيا استخدمت سفنها الحربية بشكل محدود فقط، لشن ضربات بين الحين والآخر وإعادة إمداد القوات في الجنوب. وتملك موسكو هيمنة بحرية في المنطقة المحاذية مباشرة، وموسكفا كان مجهزاً بالأساس لتدمير سفن العدو في البحر، لكن لم يتبق الكثير أصلاً من البحرية الأوكرانية".
هل كان للسفينة دور في الصراع القائم؟
ليس واضحاً بعد، لكن بعض المحللين يقولون إنها ربما كانت ستساعد في دعم إنزال برمائي روسي محتمل في ميناء أوديسا الأوكراني، وهو ما لم يحدث بعد بسبب مقاومة القوات الأوكرانية. غرق السفينة قد يُنظر إليه في بعض الأوساط الأوكرانية على أنه يقلل فرص مثل هذا الهجوم ويسمح لأوكرانيا بإعادة نشر بعض قواتها في أماكن أخرى.
ولا يمكن لروسيا أن تعوض قدرات موسكفا، لكنها تملك سفينتين أخريين من الفئة نفسها، وهما المارشال أوستينوف وفارياج، وتخدمان مع أسطول روسيا الشمالي وأسطول المحيط الهادي على الترتيب. ولن تسمح تركيا، التي تسيطر على المرور إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، لهما بالعبور وقت الحرب.
ولم تكن موسكفا مزودة بأسلحة فريدة، بل كان بها صواريخ مضادة للسفن وأخرى "أرض-جو"، لكنها لم تكن مجهزة بأحدث جيل من صواريخ "كروز" من طراز "كاليبر" أو صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت خمس مرات (هايبرسونيك).
سفينة موسكفا لم تكن حديثة تماماً، تم تصميمها في السبعينيات من القرن الماضي في عهد الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، وكان الهدف منها تدمير حاملات الطائرات الأميركية، وظلت في الخدمة لما يقرب من أربعة عقود. وخضعت لعملية تجديد واسعة النطاق، ووفقاً لوزارة الدفاع البريطانية، لم تعد إلى وضع التشغيل إلا في عام 2021. وعلى الرغم من أعمال التجديد، ظلت بعض أجهزتها قديمة.
غرق السفينة أضر بكبرياء العسكرية الروسية، فهي خسارة مريرة للجيش الروسي لأن السفينة، على الرغم من كونها قديمة، كانت رمزاً لأسطول البحر الأسود المتمركز في القرم وللفخر العسكري الروسي. إذا كان قد تم إغراقها بصواريخ أوكرانية مضادة للسفن، فستكون أكبر سفينة حربية تخسرها روسيا خلال عمليات منذ عام 1941، عندما دمرت قاذفات ألمانية السفينة الحربية السوفياتية "مارات" في ميناء كرونشتات. ويتوقع دبلوماسيون وخبراء غربيون أن يفقد ضباط كبار في أسطول البحر الأسود وظائفهم بسبب غرق السفينة.