تواجه المرأة اليمنية قيوداً متوالية في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، إذ أصدرت جماعة الحوثي أخيراً توجيهات إلى شركات النقل البري في مناطق سيطرتها تفرض عليها موافقة ولي الأمر على سفر النساء اليمنيات من العاصمة صنعاء إلى أي محافظة أخرى سواء الخاضعة لسيطرتها أو تلك الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وأكّد مصدر خاص بإحدى شركات النقل الجماعي بين صنعاء والمحافظات اليمنية الأخرى لـ"اندبندنت عربية" صدور هذه التوجيهات الحوثية لمكاتب النقل، مؤكداً أنها "تشترط موافقة ولي أمر المرأة من أجل السماح لها بالسفر بمفردها".
وقال المصدر، إن الجماعة عممت عليهم نموذج استمارة بيانات، وتشترط تعبئتها من قبل أي امرأة يمنية تريد السفر داخلياً، وتضم بنداً لموافقة ولي أمرها على السفر. مضيفاً أن الإجراءات تمنع سفر أي امرأة تحت أي ظرف ما لم تأت بوثيقة موافقة معتمدة.
وعلى الرغم من عدم تعليق الحوثي على الخبر، سواءً لـ"اندبندنت عربية" أو أي وسيلة إعلامية أخرى، إلا أنه أثار غضب اليمنيين، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي سيلاً من الانتقادات لنشطاء يمنيين وناشطات من داخل وخارج اليمن، انتقدوا فيها النهج الحوثي المتشدد ضد المرأة.
وتسعى "اندبندنت عربية" للحصول على تعليق من الكيان السياسي للميليشيات حول هذا التنظيم المثير للجدل، ولم تفلح المحاولات حتى الآن، وسيتم نشره فور وروده.
نهج قمعي
الناشطة اليمنية زعفران زايد، اعتبرت القرار الحوثي الجديد "استمراراً لنهج القمع وتضييق الحريات وفرض القيود على النساء في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي"، مؤكدة أن المضايقات الحوثية بحق النساء شملت جميع مناحي حياة المرأة.
واستعرضت الناشطة زايد، بعضاً من المضايقات والقيود التي فرضتها جماعة الحوثيين على النساء في أوقات سابقة ومنها منعهن من العمل، وحرمانهن من مصادر الدخل وسبل العيش بحجج عقائدية متطرفة، وإلزامهن بطقوس معيّنة تناسب عقائد الجماعة.
وأضافت "الجماعة لم تكتف بذلك بل طاردت المرأة في صور الدعاية الملصقة بأغلفة المنتجات والسلع، وفي الإعلانات على واجهات محال بيع الملابس النسائية، وشنت حملات أمنية لتفتيش محلات بيع العبايات وصادرت البالطوهات والعبايات التي بها أكسسوار أو خيوط تشد به المرأة وسطها بحجج أنها أدوات للرذيلة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت زعفران زايد "المضايقات الحوثية وصلت حد وضع حاجز من الطوب في قاعة جامعة صنعاء لتجعلها أشبه بإسطبل بحجة منع اختلاط الذكور والإناث أثناء المحاضرات".
وقبلها كانت قد ألزمت طالبات الجامعة بنوع معين من اللباس، وهددت بخلع ملابس أي فتاة مخالفة للأوامر الحوثية، على حد تعبيرها.
هدف استخباراتي
وحول قانونية التوجيهات الحوثية الأخيرة أكدت الحقوقية أنه "لا صلة لها بالقانون ولا بالأعراف والتقاليد اليمنية المتوارثة جيلاً بعد جيل، ولا بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف". موضحة أنها تأتي ضمن الأفكار والمعتقدات التي تحملها الجماعة ومساعيها لإذلال المرأة ومنعها من التحرك في هامش الحرب المدمّرة التي تخوضها ضد اليمنيين سنوات".
وفقاً لزعفران زايد، أن هذه الخطوة تأتي "ضمن المساعي الحوثية لخنق المجتمع اليمني، وكذا تتبع الخصوم السياسيين والمجتمعيين ومحاولة جمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية عنهم".
نساء في الأسر
وحول وضع المرأة حالياً في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قالت الناشطة اليمنية صباح العراسي، إن المرأة في تلك المناطق أشبه بـ"الأسيرة التي تستغل من قبل سجانيها جسدياً ونفسياً بأساليب وحشية لا يقرها دين أو عرف أو معتقد"، وهو ما أكدته تقارير أممية رصدت الحالة الإنسانية.
من جانبها، تقول الناشطة سقطرى البقماء، إن المرأة هي أكثر الشرائح اليمنية تضرراً من الحرب وبالأخص النساء اللواتي يعشن تحت سلطة الحوثيين، فهن لا يحظين بأي تقدير وحقوقها شبه منعدمة.
وأكدت البقماء، في حديثها أن الحوثيين "سلبوا النساء أغلب حقوقهن العامة بما فيها التعليم، وتدخلوا في حياتهن الخاصة".