حال من الـ "نوستالجيا" تعيشها أجيال الثمانينيات والتسعينيات في مصر، بمشاهدتهم الحلقات المسلسلة لكرتون "فلاش" المستوحى من السلسلة الشهيرة التي لاقت رواجاً كبيراً في تلك الحقبة، وتعرض الآن على إحدى المنصات خلال هذا الموسم الرمضاني.
سلسلة فلاش كان ظهورها الأول في مصر العام 1990، وجمعت بين القصص المصورة أو "الكوميكس" والتسالي والألغاز، إضافة إلى بعض المعلومات الثقافية، وحققت نجاحاً مدوياً وقتها، وكانت من علامات هذا الجيل الذي اعتبرها جزءاً من ذكرياته.
الجيل الأول الذي عاصر "فلاش" في نسخته المقروءة أصبحت أعمارهم الآن حول حدود الـ 35 عاماً، وستجمعهم مشاهدة المسلسل الكرتوني مع أبنائهم وعائلاتهم، إذ حرص القائمون عليه أن يكون عملاً عائلياً يجذب جميع أفراد الأسرة.
وعن فكرة تحويل القصص المصورة إلى عمل كرتوني، يقول مبتكر شخصيات "فلاش" خالد الصفتي لـ "اندبندنت عربية"، "لما يزيد على 30 سنة كانت شخصيات (فلاش) ذات تأثير على أجيال من الشباب المصري، وحققت السلسلة نجاحاً كبيراً منذ انطلاقها في حقبة التسعينيات، إلا أن العصر تغير وكل شيء أصبح مختلفاً، لذلك كان لا بد من التطوير وأن تواكب شخصيات فلاش اللغة الجديدة التي يفضلها هذا الجيل، ومن هنا جاءت فكرة تحويل (فلاش) لمسلسل كارتوني بالشخصيات نفسها التي أحبها الناس لعشرات السنوات كقصص مصورة".
ويضيف، "(فلاش) ليس عملاً موجهاً للأطفال، بل إن نقطة القوة فيه كونه موجهاً لكل أفراد الأسرة، وستمثل مشاهدة هذه الحلقات قيمة وأهمية لدى الجيل الذي عاصر انطلاق النسخة المقروءة وكان ينتظرها، على اعتبار أنه سيرى الشخصيات التي أحبها وارتبط خارج إطار الكتاب في صورة جديدة".
شخصيات ارتبط بها الناس
وعن أبرز شخصيات "فلاش" التي اعتمد عليها الكرتون يقول الصفتي، "هي الشخصيات ذاتها التي عرفها الناس وارتبطوا بها وحققت شهرة كبيرة في القصص المصورة، مع إضافة شخصية واحدة جديدة في إطار السياق الدرامي المختلف للنسخة التلفزيونية، وهي شخصية العالم عزيز الذي ترتبط كل اختراعاته بالشر، وهو نقيض الشخصية الأخرى المعروفة تحت اسم العالم مفهوم، فهذه الشخصيات يميزها أنها تشبهنا وتعكس واقعنا ولهذا فهي قريبة من الناس".
ويضيف، "أحرص على أن تعكس بعض الشخصيات سمات معينة يعانيها المجتمع بشكل عام، مثل شخصية علام الذي لا يعترف أبداً بأنه مخطئ ويتمسك برأيه ومن ثم يستمر في الخطأ ويغلفه الغرور والنرجسية، فهذا النموذج موجود في مجتمعنا ويسبب كثيراً من المشكلات، وكذلك من الشخصيات التي حققت نجاحاً كبيراً شخصية المواطن مطحون، فهو صالح لكل وقت ويمثل فئة موجودة بالفعل في حياتنا".
أعمال مستوحاة من ثقافتنا
تواجه مصر والمنطقة العربية بشكل عام نقصاً كبيراً في إنتاج مثل هذه النوعية من الأعمال الكرتونية المستوحاة من ثقافتنا وواقعنا، وفق الصفتي الذي أشار إلى أن "كرتون (فلاش) هو أول كارتون مستوحي من سلسلة (كوميكس) مصرية"، منوهاً بأن إنتاج أعمال الرسوم المتحركة بشكل عام يحتاج إلى شكل مبهر لتقديمه حتى يتقبله الناس ويكون قادراً على المنافسة وسط أعمال عالمية على مستوى عال من الحرفية، مستدركاً "بالفعل خرج (فلاش) في صورة مميزة ولقي نجاحاً أكبر من المتوقع وأصبح من الأكثر مشاهدة على المنصة التي يعرض عليها".
ويضيف، "نسعى ونخطط لإنتاج مواسم أخرى من المسلسل الكرتوني بالمستوى نفسه، وهدفنا أن يكون له بعد عربي وليس مصرياً فقط، ففي الموسم المقبل سندخل أسرة خليجية في الأحداث".