مساء يوم الاثنين، قرر دونالد ترمب أن يعيث خراباً في السباق التمهيدي لاختيار مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات مجلس الشيوخ عن مقعد أريزونا. وتعتبر ولاية غراند كانيون في صلب الكذبة الكبيرة التي أطلقها الرئيس السابق بشأن تزوير الانتخابات الرئاسية عام 2020. في الوقت الذي قد يربط فيه القاطنون خارج هذه الولاية أريزونا بمواقف جون ماكين "المتمردة" أو السلوك الليبرالي المحافظ لباري غولدووتر - مرشح الحزب الجمهوري عام 1964 وأبو الحركة المحافظة المعاصرة - باتت الولاية الآن موطناً لنسخة ترمبية من التشدد المعادي للهجرة والرافض لنتيجة الانتخابات.
أصبحت كيلي وورد، التي واجهت ماكين من أجل انتزاع ترشيح الحزب لمقعد مجلس الشيوخ في عام 2016، رئيسة فرع الحزب الجمهوري في أريزونا، فيما لعب عضوا الكونغرس آندي بيغز وبول غوسار دوراً مركزياً في الترويج لفكرة تزوير الانتخابات. وتحولت مقاطعة ماريكوبا إلى نقطة ارتكاز فعلية للمؤمنين الحقيقيين بالموضوع، حيث أجرت المجموعة المؤيدة لنظريات المؤامرة المناصرة لترمب، سايبر نينجا Cyber Ninjas، تدقيقاً على نطاق المقاطعة أملت أن تكشف من خلاله عن حصول تزوير انتخابي واسع النطاق فيها (لم يتوصل التدقيق إلى أي نتيجة).
نسفت ادعاءات ترمب الكاذبة بحصول تزوير انتخابي آمال الجمهوريين باستعادة المقعد الذي احتله ماكين لعقود في مجلس الشيوخ. في عام 2020، أزاح الديمقراطي مارك كيلي، رائد الفضاء السابق وزوج النائبة السابقة غابرييل غيفوردز، السيناتورة مارثا ماك سالي عن هذا المنصب بعدما عُينت فيه إثر وفاة ماكين (بعد خسارتها الانتخابات في عام 2018 أمام كريستين سينيما). لكن هذه المرة، سعى قائد الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، بجد لإقناع المحافظ دوغ دوسي الذي شارفت ولايته على الانتهاء بالترشح ضد كيلي- لكن الرئيس السابق أوضح علناً بغضه لدوسي، ورفض الأخير أن يترشح.
والآن، تلاحق الكذبة الكبيرة ثاني شخص علق عليه جمهوريو أريزونا آمالهم في الانتخابات، وهو المدعي العام في الولاية مارك برنوفيتش. الأسبوع الماضي، أصدر برنوفيتش تقريراً مرحلياً عرض فيه نقاط قلقه بشأن وجود بعض المخالفات في انتخابات مقاطعة ماريكوبا في عام 2020، ولكنه لم يثبت وجود حالات تزوير انتخابي واسعة النطاق فيها. وهذا لم يكفِ ترمب الذي وجه سهامه نحو برنوفيتش واستفاض في مهاجمته كعادته.
واشتكى ترمب من أنه "يريد أن يتصرف بلياقة سياسية. وبسبب المدة الطويلة جداً التي استغرقها في إعداد التقرير، تتراجع شعبيته بسرعة. والآن يشعر الناس بالاستياء من أنه يعرض المشكلة ولا يبدو أنه يتصرف قيد أنملة لحلها- فهو لا يقدم إجابات".
قال ترمب إنه على وشك دعم مرشح لمقعد مجلس الشيوخ ومن غير المرجح أن يكون برنوفيتش هو المختار. الأسبوع الماضي، كشفت شركة أبحاث السوق "أو بريديكتيف إنسايتس" (OH Predictive Insights) عن استطلاع للآراء يظهر بأن المدعي العام سجل تقدماً طفيفاً على منافسيه، ولكن 44 في المئة من المقترعين في الانتخابات التمهيدية الجمهورية لم يحسموا أمرهم بعد. تعقد أريزونا انتخاباتها التمهيدية في فترة متأخرة نسبياً، بتاريخ الثاني من أغسطس (آب)، وقد يكون لتأييد ترمب لأحد المرشحين ثقل هائل.
في هذه الأثناء، يستطيع كيلي المُهدد أن يواصل بناء خزانة حربه الهائلة. إذ جمع مبلغ 11.35 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، ولديه الآن 23.2 مليون دولار في البنك.
© The Independent