نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع "تل الفرما"، المعروف أثرياً باسم "بيلوزيوم" بمنطقة آثار شمال سيناء، في الكشف عن بقايا معبد "زيوس كاسيوس"، وذلك خلال أعمال الحفائر ضمن المشروع القومي لتنمية سيناء، الذي أطلقته الحكومة المصرية العام الماضي.
مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قال في تصريحات صحافية، إن المعبد المكتشف يقع على بعد 200 متر من قلعة بيلوزيوم من ناحية الغرب، كما يبعد عن الكنيسة التذكارية الموجودة بالموقع بمسافة 100 متر من ناحية الجنوب.
بوابة ضخمة تقود للكشف
وأضاف أنه جرى تحديد مكان المعبد المكتشف من خلال العثور على شواهد لبوابة ضخمة على سطح الأرض انهارت قديماً بسبب الزلازل المتكررة التي ضربت المدينة، لافتا إلى أن البوابة تتكون من عمودين من الجرانيت الوردي يبلغ طول كل عمود حوالي ثمانية أمتار تقريبا وسمك يتجاوز المتر الواحد، إضافة إلى وجود كميات كبيرة من العتب العلوي من الجرانيت كان مثبتا أعلى البوابة.
من جانبه، قال أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن البعثة نجحت في الكشف للمرة الأولى عن بقايا المعبد، وهو مشيد من الطوب اللبن على منصة مرتفعة من الرديم، وكسر الحجارة، ويحمل سقفه أعمدة الجرانيت الوردي، بينما يقع مدخل المعبد اتجاه الشرق، مشيراً إلى أن الصعود للمعبد كان يجري على طريق سلم صاعد مكسو بالرخام.
وأشار عشماوي إلى أن عالم الآثار الفرنسي جان كليدا عثر عام 1910 ميلادية على نقوش يونانية متأخرة منفذة على العتب، تشير إلى وجود معبد "زيوس كاسيوس" بتلك المنطقة، لكن جهود البحث لم تنجح في الوصول إلى مكان المعبد.
استغلال المعبد كمحجر
وقالت نادية خضر، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، إنه جرى الكشف عن العديد من الكتل الحجرية الضخمة من الجرانيت الوردي ملقاة في الشوارع المحيطة بموقع المعبد، الأمر الذي يرجح أن هذا الموقع جرى استغلال فيما بعد كمحجر، نقلت بعض أجزائه لإعادة استخدامها في بناء الكنائس بتل الفرما ومنها التيجان الكورنثية لمعبد زيوس كاسيوس، التي أعيد استخدامها بالكنيسة التذكارية الواقعة شمال المعبد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفاد هشام حسين، مدير عام آثار شبه جزيرة سيناء، أنه يجري دراسة الكتل المكتشفة وتوثيقها وتصويرها بتقنية الفوتوجرامتري لإعادة تركيبها باستخدام البرامج والتقنيات الحديثة، مما يسهم في الوصول إلى التصميم المعماري الأقرب لمعبد "زيوس كاسيوس".