كشفت دراسة جديدة أن أكثر من خُمس أصناف الزواحف المعروفة مهددة بالانقراض ودعت إلى بذل جهود لحفظها وتجنب نفوقها.
وأجرت الدراسة - التي نُشرت في مجلة "نايتشور" Nature يوم الأربعاء - تقييماً لما يفوق العشرة آلاف صنف، ووجدت بأن الزواحف بما في ذلك كثير من أصناف التماسيح والسلاحف تواجه خطر الانقراض.
وفي حين تتوفر دراسات تحليلية شاملة متعلقة بالطيور والثدييات، يشير الباحثون بمن فيهم بروس يونغ من منظمة "نايتشور سيرف" Nature Serve غير الربحية في الولايات المتحدة بأن هذه التقديرات غائبة بشكل شبه تام في ما يتعلق بالزواحف.
وفي هذا السياق، كتب العلماء في منشور على المدونة أنه "في حين جرى تقييم الطيور - وهي أقرب الأصناف الحية إلى الزواحف – لتحديد القائمة الحمراء فيها [للحيوانات المهددة بالانقراض] سبع مرات على الأقل، يُعد هذا التقييم الأول الذي يتناول الزواحف".
ويشير العلماء إلى أن الاستراتيجيات الحالية للحفاظ على الزواحف اعتمدت حتى اليوم بشكل كبير على معايير القائمة الحمراء التي وضعها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) وتوزيعات الحيوانات الأخرى تبعاً لسياسة الإبلاغ وتحديد الأولويات.
وفي الدراسة الجديدة، طبق الباحثون معيار القائمة الحمراء التي وضعها الاتحاد لأنواع الزواحف بهدف تقييم مخاطر الانقراض على الزواحف بشكل عام.
ووجد الباحثون أن 1829 صنفاً على الأقل (21 في المئة) من أصل 10196 صنف مهددة بالانقراض، وصنفت على أنها ضعيفة أو مهددة بالانقراض أو مهددة بالانقراض بشكل خطير.
وكتب الباحثون: "وجدنا أن 1829 صنفاً من أصل أصناف الزواحف البالغ عددها 10196 (21 في المئة) مهددة بالانقراض مقارنةً مع نسبة 41 في المئة من البرمائيات و25 في المئة من الثدييات و14 في المئة من الطيور".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتُعد التماسيح والسلاحف من الأصناف الأكثر عرضة للانقراض في تقييم الحيوانات المهددة بالخطر بنسبة 58 و50 في المئة على التوالي بحسب ما أفاده العلماء.
وأفادت الدراسة أيضاً بأن جنوب شرق آسيا والهند وغرب أفريقيا وجزر الكاريبي تشكل 15 في المئة من أبرز المناطق التي تشهد فقداناً في التنوع البيئي للزواحف وتضم أعداداً مرتفعة من الأنواع المهددة والمتميزة من حيث التطور البيولوجي.
وتشكل عديد من العوامل كالزراعة وقطع الأشجار والتطور العمراني والأصناف الحيوانية الغازية من أبرز العوامل التي تهدد هذه الزواحف بحسب العلماء الذين أشاروا إلى أن التهديد الذي يطرحه التغير المناخي "يلوح في الأفق بشكل كبير" ولكنه يبقى غير مؤكد في عملية الانقراض.
كما أشارت الدراسة بشكل خاص إلى التهديد الذي يطرحه الاحتباس الحراري على تراجع النسب الجنسية للذرية في الأنواع التي تعتمد في تحديد جنسها على درجة الحرارة على غرار السلاحف.
وكتب الباحثون في الدراسة بأن "الزراعة تهدد غالبية الأصناف، فيما يشكل قطع الأشجار التهديد الثاني أو الثالث، وتُعد الأصناف الغازية والأمراض العاملين الرابع أو الخامس اللذين يهددان الزواحف بالانقراض".
وعلى الرغم من أن دراسات سابقة أظهرت بأن الزواحف كانت الأصناف الأكثر عرضة للخطر في البيئات الجافة، حيث تكون بغاية التنوع، وجدت الدراسة الجديدة بأن الأصناف التي تعيش في الغابات هي الأكثر عرضة للانقراض.
ويضيف العلماء في هذا الإطار أن مرد ذلك يعود إلى احتمال تعرض الكائنات ذات الدم البارد لتهديدات معينة في بيئات الغابات.
وتشير الدراسة إلى أن عديداً من مخاطر الانقراض التي تواجهها الزواحف مشابهة لتلك التي تعيشها مجموعات حيوانية أخرى.
ويفترض الباحثون بأن جهود الحفاظ على هذه الأصناف المنتمية إلى تلك المجموعات الأخرى، التي تشمل تأهيل المساكن ومراقبة الأصناف الغازية قد تعود بالفائدة أيضاً على الزواحف.
بيد أنهم أضافوا بأن بعض الزواحف تتطلب جهوداً طارئة للحفاظ عليها وتجنب انقراضها.
© The Independent