عقب فترة من الهدوء النسبي الذي شهدته المحافظات اليمنية الجنوبية، تطل الحوادث الأمنية مجدداً لتستهدف، هذه المرة، عمق الجدار العسكري بمقتل ضابطين أمنيين رفيعين مع عدد من الجنود وإصابة آخرين، في هجوم شنّه مسلحون، مساء الجمعة، يُعتقد انتماؤهم لتنظيم "القاعدة" على مقر "قوات الحزام الأمني" الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة الضالع مركز المحافظة التي تحمل ذات الاسم (جنوبي البلاد).
وأكد مصدر إعلامي في المجلس الانتقالي الجنوبي أن سبعة مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة تسللوا على متن سيارة إلى مركز أمن المديرية قبل أن يهاجموا معسكراً تابعاً لقوات الحزام الأمني أعقبه اشتباك عنيف بجوار بوابة المعسكر ومداخله من مسافة قريبة أسفر عن مقتل قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة الضالع وليد الضامي، وقائد قوات مكافحة الإرهاب بالمحافظة، قائد "اللواء السادس مقاومة"، محمد الشوبجي.
وأضاف أن الهجوم نتج عنه إصابة 7 آخرين فيما تم قتل أفراد الخلية المهاجمة بمن فيهم القياديان في تنظيم القاعدة، سليم المسن وشقيقه صالح المسن.
الحادثة الأولى
وأفاد بأن العناصر المهاجمة استخدمت "أسلحة خفيفة ومتوسطة وقنابل يدوية في هذا الهجوم غير المسبوق في المحافظة التي تشكل حائط صد متماسك في وجه الحوثي و(القاعدة) نتج عنه بسقوط عدد من الجرحى من أفراد الحراسة الأمنية".
وقال إن الحادثة تؤكد عملياً حالة التخادم المشترك بين ميليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة وغيرها من الفصائل الإرهابية لضرب حالة الاستقرار الذي تشهده عدن أخيراً.
اختراق جديد
وقوات الحزام الأمني ووحدة مكافحة الإرهاب في محافظة الضالع، قوتان أمنيتان تتبعان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على معظم مناطق المحافظات الجنوبية ويتبنى خيار فصل جنوب اليمن عن شماله إلى ما قبل حدود عام 1990.
ومع تشكيل مجلس قيادة رئاسي في السابع من أبريل (نيسان) الماضي، شهدت العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، حالة من الهدوء والاستقرار النسبي عقب موجات عنف وتوترات أمنية تتخللها بين حين وآخر عمليات اغتيال طاولت قادة سياسيين وعسكريين وقضاة وغيرهم، من قبل مجهولين، فيما تتهم الحكومة الشرعية، ميليشيات الحوثي بالوقوف خلفها في مسعى "لخلق حالة من الفوضى في المناطق المحررة خدمة لمشروعها الإيراني في اليمن".
وتُعد محافظة الضالع المعقل الرئيس للمجلس الانتقالي الجنوبي، وينتمي إليها معظم قادته، وأبرزهم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي المشكل أخيراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبين حين وآخر، تبرز أنشطة مسلحة لتنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش" في عديد من مناطق اليمن في استغلال لحالة التمزق التي خلفتها الحرب المستمرة منذ سنوات بين الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد الحكومة الشرعية.
ونهاية مارس (آذار) الماضي اغتال مسلحون مجهولون، في عدن، العقيد كرم المشرقي، قائد القطاع الثامن بقوات الحزام الأمني، سبقه بأيام اغتيال اللواء الركن ثابت مثنى جواس، قائد محور العند قائد اللواء 131 مشاة على يد مجهولين.
ويسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي منذ أغسطس (آب) 2019 على عدن التي تشهد بين حين وآخر اشتباكات بين قوات متصارعة تابعة له.
وفي السابع من أبريل الحالي تشكل مجلس القيادة الرئاسي بقرار من الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، ويضم في تشكيلته ثمانية أعضاء بينهم رئيس المجلس رشاد العليمي، وعضوية قيادات المكونات السياسية والعسكرية اليمنية الفاعلة في المشهد اليمني خلال السنوات الماضية.
مسن في بئر مياه
من ناحية أخرى، عثر مدنيون على جثة رجل مسن يدعى "حزام القشيري" مقتولاً في بئر مياه قديمة بمديرية القفلة في محافظة عمران (شمال اليمن) بعد يومين من الإفراج عنه من سجون الحوثي تحت ضغط مجتمعي بعد أن اختطف قبل نحو شهر بسبب رفضه تركيب شاشات تلفزيونية في مسجده للاستماع إلى خطب زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي.