أشارت "بريتيش بتروليوم" و"شل" إلى أنهما ملتزمتان استثمار المليارات في الطاقة المتجددة ببريطانيا على الرغم من الدعوات المطالبة بفرض ضريبة غير متوقعة على أرباحهما الكبيرة – ما أضعف مزاعم الحكومة بأن فرض ضريبة من شأنه أن يردع التمويل في المستقبل.
وبعدما أعلنت "شل" تحقيق أرباح بما يقرب من 7.3 مليار جنيه استرليني (8.64 مليار دولار) في الفصل الأول من العام، قال الرئيس التنفيذي بن فان بيردن إن الشركة "لديها التزام قوي للغاية" بالاستثمار في المملكة المتحدة إذا كان "منطقياً من الناحية الاقتصادية".
وقال إد ميليباند، وزير تغيّر المناخ في حكومة الظل العمالية، إن الإعلان يثبت أن الحجج التي ساقتها الحكومة ضد الضريبة غير المتوقعة "هراء كامل".
وأضاف: "الحقيقة هي أن ما حدث على مدى الأشهر القليلة الماضية يتلخص في أن الحكومة قدمت العذر تلو العذر، وأن كل عذر تعرض لتفنيد شامل".
وتأتي تعليقات السيد فان بيردن بعدما قال الرئيس التنفيذي لـ"بريتيش بتروليوم" برنارد لوني إن شركته ستواصل خططها للاستثمار في بريطانيا بما يصل إلى 18 مليار جنيه خلال هذا العقد حتى لو فرضت الحكومة ضريبة لمرة واحدة.
وأعلنت الحكومة أن ضريبة غير متوقعة يمكن أن تردع استثمارات تُقدّر بالمليارات، ما يهدد أمن إمداداتنا من الطاقة، إضافة إلى حوالى 200 ألف وظيفة تعتمد على القطاع.
"تخضع شركات النفط والغاز في بحر الشمال بالفعل لمعدل ضريبي على أرباحها يفوق ضعف ذلك الذي تدفعه شركات أخرى. وحتى الآن، أسهم القطاع بأكثر من 375 مليار جنيه في الضرائب على الإنتاج"، وفق ناطق باسم وزارة المالية.
ورداً على سؤال حول سبب استمرار الحكومة في الزعم بأن فرض ضريبة غير متوقعة من شأنه أن يردع الاستثمار على الرغم من تعليقات رئيسَي الشركتين، رفض الناطق باسم وزارة المالية التعليق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واعتبر السيد ميليباند أن موقف "بريتيش بتروليوم" كان دليلاً على أن الحجة التي ساقتها الحكومة لم تصمد، وأشار إلى أن الشركة قالت إنها ستكافئ المستثمرين بخطة لإعادة شراء الأسهم بفضل الأرباح المحققة.
وصرّحت النائبة عن حزب الخضر كارولين لوكاس بأنها لم "تصدق" الحجة القائلة إن فرض ضريبة غير متوقعة قد يعني أن الاستثمار لن يحدث، ذلك لأن خطط الاستثمار هذه خطط بعيدة الأجل ولا يمكن أن تعتمد على النزوات القريبة الأجل في السوق التي تحقق الآن هذه الأرباح غير المتوقعة.
وقالت "بريتيش بتروليوم" إنها تعتزم استثمار ما يصل إلى 18 مليار جنيه في نظام الطاقة في المملكة المتحدة بحلول نهاية عام 2030، الأمر الذي يدل على "التزام قوي" من قبل الشركة بالمملكة المتحدة وبمساعدة البلاد في تحقيق "طموحاتها الجريئة" لتعزيز أمن الطاقة والوصول إلى الصفر الصافي على صعيد الانبعاثات الكربونية.
كذلك أعلنت "شل" أنها تهدف إلى استثمار ما يصل إلى 25 مليار جنيه في نظام الطاقة في المملكة المتحدة، وسيستهدف أكثر من 75 في المئة من الاستثمار المنتجات والخدمات المنخفضة الكربون والمتجددة، بما في ذلك طاقة الرياح البحرية والهيدروجين ووسائل النقل الكهربائية.
لكن السيدة لوكاس قالت إن كمية الطاقة المتجددة المولدة غير مهمة من منظور المناخ، إذا استمرت الشركات في الوقت ذاته باستكشاف مزيد من احتياطيات النفط والغاز الجديدة.
وأضافت: "لا بد من أن تحل الطاقة المتجددة محل الوقود الأحفوري. فالوقود الأحفوري هو الذي يحرك حالة الطوارئ المناخية، وسيستمر ذلك ما دام استكشاف مزيد ومزيد من النفط والغاز أمراً وارداً".
وفي خريطة الطريق التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة للوصول إلى نظام الصفر الصافي في مجال الطاقة بحلول عام 2050، أشارت إلى ضرورة عدم وجود حقول نفط وغاز جديدة بعد عام 2021.
وتتفق جماعات خضراء عدة مع وجهات نظر مشرّعي المعارضة.
"لقد حاولت الحكومة صد الدعوات إلى فرض ضريبة غير متوقعة بهذه الفكرة الزائفة القائلة بأن الضريبة ستقتل الاستثمار. هي لن تفعل"، وفق تيسا خان، مديرة مؤسسة "أبليفت" الخيرية، وهي مجموعة تشن حملات من أجل "مملكة متحدة عادلة وخالية من الوقود الأحفوري". "تسلّم شركات النفط والغاز هذه الأرباح الفائضة إلى المساهمين – وهذه ليست نقوداً كانت ستُستَثمر، إنها أموال نقدية احتياطية".
© The Independent