معلوم أن الـ"هليوسفير" heliosphere أو الغلاف الشمسي يشكل مساحة ضخمة تمتد حول الشمس بما يفوق ضعف المسافة من الكوكب السيار "بلوتو"، ولكن النبأ الجديد بشأنه أنه يتخذ شكل فطيرة "كرواسون" فرنسية (على شاكلة هلال).
والآن، تنظم وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" مجموعة من البحوث بقيمة 12 مليون دولار، سعياً إلى معرفة الدور الذي يؤديه شكل الـ"كرواسون" تحديداً.
وفق مجلة "فوربس"، أعلنت "ناسا" تقديمها منحة جديدة مدتها خمس سنوات بقيمة 12 مليون دولار لمساعدة العلماء على مواصلة بحوثهم الرائدة لمعرفة كيف تؤثر الشمس في النظام الشمسي وتشكله.
وستُقسم الأموال المرصودة للمنحة بين تسعة معاهد علمية جديدة متخصصة ببحوث الغلاف الشمسي، تتوزع على جامعات عدة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
ولما كانت المعلومات المتوفرة بشأن الفقاعة المحيطة بالشمس ضئيلة، لا شك أننا في هذه الحال إزاء بحث رائد في هذا المجال.
والغلاف الشمسي غامض، ويعرف علماء الفلك القليل عنه. ولكن ما يعرفونه مفاده أن في داخله عاصفة متواصلة من الجسيمات الساخنة والمشحونة المنبعثة من الشمس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومعلوم أيضاً أن الغلاف الشمسي يخلق مجالاً من القوة المغناطيسية الذي يعمل على حرف مسار الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس، ومنعها تالياً من الدخول إلى النظام الشمسي. تذكيراً، حدوث زيادة كبيرة في الأشعة الكونية التي تدخل هذا النظام يغير حجم الأشعة الكونية العالية الطاقة التي تصل إلى سطح الأرض. وفي النتيجة، تتعرض الدرع الهشة التي تحمي كوكبنا، أي طبقة الأوزون لتلف، وتدمر الأشعة الكونية الحمض النووي من نوع "دي أن أي" DNA أو تؤدي إلى طفرات فيه، علماً أن الأخير موجود داخل خلايا كل الكائنات الحية وكثير من الفيروسات، ويحتوي على المعلومات الوراثية التي تسمح بعمل وتكاثر وتطور هذه الكائنات.
توصل فريق البحاثة إلى فرضية هيئة فطيرة "الكرواسون" للغلاف الشمسي عبر نموذج تنبئي يسمى "شيلد" SHIELD، اختصاراً لعبارة "الرياح الشمسية مع تبادل أيونات الهيدروجين وديناميكيات واسعة النطاق"، وضعه 40 عالماً متخصصاً بعلم الفلك بقيادة ميراف أوفير، كبير العلماء في مركز "شيلد درايف للعلوم"، وبروفيسور في علم الفلك في "جامعة بوسطن".
في سياق متصل، نقلت "فوربس" عن أوفر قوله إنه وزملاءه يدركون "أكثر فأكثر الأهمية التي يكتسيها الغلاف الشمسي بالنسبة إلى الحياة على سطح الأرض، وللحال التي كان عليها مناخ هذا الكوكب أيضاً".
ولكن في الوقت الحالي، وفق أوفر، "نفهم من خلال الغلاف الشمسي، أن ثمة مصدراً للطاقة مفقود، ونجهل ماهيته. وذلك مفاده، أن شيئاً ما داخل الغلاف الشمسي ينتج الطاقة".
اللافت أن البحث الجديد الممول من "ناسا" سيساعد فريق "شيلد" في إنشاء "توأم رقمي" إلكتروني للغلاف الشمسي.
هكذا، سيكون في مستطاع الفريق المساعدة في عملية الاستكشاف المستقبلي للنظام الشمسي، والمساهمة في البحث عن أشكال حياة خارج كوكب الأرض في مجرة "درب التبانة"، وإسهامات أخرى غيرها.
يبقى أن بحوثاً سابقة صورت الغلاف الشمسي بوصفه جسماً فضائياً أشبه بمذنب، يبدأ بحافة أمامية مستديرة وينتهي بذيل طويل.