أصبح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بداية من اليوم السبت، رئيساً لدولة الإمارات، خلفاً لشقيقه الأكبر الشيخ خليفة، الذي وافته المنية أمس الجمعة، ليكون ثالث رئيس في تاريخ البلاد، بعدما انتخب من قبل المجلس الأعلى للاتحاد الذي يضم سبع إمارات أشهرها أبوظبي ودبي والشارقة، بالإجماع، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية في الدولة.
وعلى الرغم من تسنمه المنصب للتو "رئيساً لدولة الإمارات"، إلا أن دوره كان بارزاً وبصماته واضحة في قيادتها لسنوات عدة، إذ كان القوة المحركة وراء الكواليس في أبوظبي، عاصمة الإمارات، طوال السنوات الماضية، منذ إصابة الشيخ خليفة بن زايد بجلطة دماغية في 2014... فما هي بصمات محمد بن زايد؟
قائد عسكري
وفقا لسيرته المنشورة في الموقع الرسمي لديوان ولي العهد الإماراتي، فإن صاحب السيرة "يمتلك خلفية عسكرية"، إذ تخرج عام 1979 من أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية في المملكة المتحدة حيث تلقى تدريبه هناك على سلاح المدرعات والطيران العمودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية، ومن ثم انضم إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة.
وشغل مناصب عدة في القوات المسلحة الإماراتية، من ضابط في الحرس الأميري (قوات النخبة الإماراتية) إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج إلى عدة مناصب عليا حيث تولى منصبي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة، وذلك قبل أن يصبح رئيساً لأركان القوات المسلحة في عام 1993، ومن ثم تقلد رتبة الفريق بعد سنة من تاريخه.
وفي عام 2005 تولى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، كما تم ترفيعه إلى رتبة فريق أول.
سياسة أبوظبي
إلى جانب الشق العسكري في حياته المهنية شغل محمد بن زايد عدداً من المناصب السياسية، والتشريعية والاقتصادية للدولة. ويعرف عنه وفق ما يقول عنه ديوانه "بذله الكثير من الجهود لتعزيز المعايير التعليمية في إمارة أبوظبي للوصول بها إلى أفضل المستويات والمعايير الدولية"، مشيراً إلى أنه منذ تولى رئاسة مجلس أبوظبي للتعليم، أقام شراكات مع المؤسسات التعليمية والمراكز الفكرية العالمية، خلصت إلى استضافة عدد منها أو عقد الإمارة برامج مشتركة معها.
في الجانب الاقتصادي، عمل الرئيس الإماراتي الجديد في وقت سابق عضواً في عدد من المجالس من بينها المجلس الأعلى للبترول، الذي يشرف على السياسات المرتبطة بمسائل النفط والطاقة في إمارة أبوظبي، وهي الأغنى بين إمارات الاتحاد بالذهب الأسود.
وينظر إليه المراقبون على نطاق واسع منذ تعيينه ولياً لعهد إمارة أبوظبي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، على أنه القوة الموجهة وراء المبادرات العديدة التي أسهمت في تطوير الإمارة، التي شهدت تحولاً اقتصادياً واجتماعياً متسارعاً.
التعايش بين الأديان
على الصعيد الدولي، سجلت الإمارات في وقت إدارته إياها بعد مرض سلفه عدداً من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، اعتبرت إيجابية في سياق نشر "التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صد أمام أفكار التطرف والتشدد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهكذا حاول تقديم الإمارات على أنّها مكان للتسامح بين الأديان المختلفة تسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس، ففي عام 2017، أعلن إطلاق اسم "مريم أم عيسى" على مسجد يحمل اسمه في منطقة المشرف في أبوظبي "ترسيخاً لأواصر الإنسانية بين أتباع الديانات".
ودعا البابا فرنسيس لزيارة بلاده عام 2019، وكانت أول زيارة له إلى شبه الجزيرة العربية، وأقام قداساً هناك.
اتفاقيات مع إسرائيل
من أبرز المبادرات التي محط اهتمام، عقده ما عرف بـ "اتفاق إبراهيم" مع إسرائيل، 15 سبتمبر (أيلول) عام 2020، وبذلك كانت بلاده أول دولة خليجية تدخل في علاقات كاملة مع إسرائيل، وتلى ذلك خطوات أخرى قامت بها كل من البحرين والمغرب والسودان. لكن قبل ذلك كانت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية قد وقعت بشكل منسق اتفاقات تعاون وسلام مع إسرائيل في فترات متعاقبة.
ويعتبر محمد بن زايد وراء قرار بلاده في عام 2015 إرسال قوات عسكرية إلى اليمن، في إطار "التحالف العربي" لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية.
وتعود بداية سيرته الذاتية في مدينة العين التي ولد فيها يوم 11 مارس (آذار) عام 1961، وهو الابن الثالث لوالده مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووالدته الشيخة فاطمة بنت مبارك.
وعند بلوغه الثامنة عشر من عمره، أتم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سنواته الدراسية بين مدينتي العين وأبوظبي، حيث تدرج في المراحل الدراسية بمدارس الدولة والمملكة المتحدة.
أما هوايته فهي كرة القدم، إذ يترأس نادياً محلياً في مدينة العين التي يتحدّر منها والده، كما أنه يهتم بالشعر ويحب الصيد.
الإمارات السبع
ويضم الاتحاد الفيدرالي المكون لدولة الإمارات العربية المتحدة سبع إمارات، هي أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القوين ورأس الخيمة والفجيرة، اتحدت جميعها عام 1971 على يد الشيخ زايد، لتصبح الإمارات عضواً مؤسساً في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالإضافة إلى عضويتها في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة "أوبك" ومنظمة التجارة العالمية.
