تحوّل شارٍ محظوظ لتذكرة يانصيب إلى فرد أكثر ثراء حتى من لاعبَي كرة القدم الشهيرين هاري كاين وبول بوغبا [في الدوري الإنجليزي الممتاز]، وذلك بعد فوزه بالجائزة الكبرى في اليانصيب الأوروبي "يورو مليونز" EuroMillions البالغة قيمتها 184 مليون جنيه استرليني (نحو 227 مليون دولار أميركي).
يُشار إلى أنه قبل مطالبة الرابح بالحصول على الثروة المستحدثة، يتعيّن عليه أن يخضع أولاً لعملية تحقق، قبل أن يقرر ما إذا كان ينوي أن يظهر هذا الفوز للعلن، أو يفضل عدم الكشف عن هويته.
وبحسب ما ذكرت منظمة "كاميلوت" Camelot التي تدير اليانصيب الوطني في المملكة المتحدة، فإن نحو 80 في المئة من الفائزين بالجوائز الكبرى في اليانصيب في بريطانيا يفضلون البقاء مجهولين. ومع ذلك، قرر الرابحان السابقان للجائزة الكبرى الإعلان عن اسميهما.
وعام 2011، كشف عن فوز الزوج والزوجة الاسكتلنديين كولين وكريس وير، من بلدة لارغز في أيرشير، بجائزة قيمتها 161 مليون جنيه استرليني (نحو 199 مليون دولار).
الزوجان اللذان مضى على زواجهما 30 عاماً ولديهما ولدان، ارتقيا إلى المركز 430 في قائمة صحيفة "صانداي تايمز" للأثرياء في ذلك العام، في مرتبة لم تكُن بعيدة من الزوجين فيكتوريا وديفيد بيكهام.
ولدى فوز الزوجين الاسكتلنديين، قال السيد وير الذي كان يبلغ من العمر 64 سنة آنذاك، "عندما أدركنا للمرة الأولى أننا ربحنا، بدا الأمر وكأنه حلم، وبات كل شيء يسير ببطء شديد، لكن ساورنا شعور جيّد آنذاك، وأدركنا أننا يجب أن نحتفل بهذا الخبر السعيد مع ولدينا عوض أن نستسلم للقلق والخوف".
وأضاف "قبل ذلك، كنّا نعيش حياتنا في حدود إمكاناتنا وكنّا نشعر بالراحة. نحن ممتنّون للغاية لأن هذه الأموال منحتنا وأسرتنا حياة جديدة بالكامل. فقد أصبح لدينا الآن كثير من الفرص الجديدة التي نودّ استكشافها، لكننا لن نتسرّع في ذلك. وبالنسبة إلينا، سنمضي قدماً ونتعامل مع التغيير بشكل تدريجي، في ظل الخيارات التي يتعيّن أن نأخذها".
خطّط الزوجان لإنفاق ما كسباه من أموال على شراء منازل جديدة وسيارات والاستمتاع بالسفر. لكن كولين وير وافته المنية بعد نحو 8 أعوام، نتيجة إصابته بالإنتان (تعفّن الدم) وبعطل في الكلى، وحصل ذلك بعد وقت قصير من طلاقه من زوجته، لكن ليس قبل أن ينفق نصف حصته من الجائزة، البالغة 80 مليون جنيه استرليني (نحو 98 مليون دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكما خطط وير، استثمر أموالاً في محفظة عقارات متنوعة، بما فيها عقار بقيمة 3.5 مليون جنيه استرليني (نحو 4.3 ألف دولار) في جزيرة "مان".
واشترى في يونيو (حزيران) عام 2018، عقاراً على الواجهة البحرية لمنطقة آير بقيمة مليون و100 ألف جنيه استرليني (نحو 1.35 مليون دولار)، وهو المنزل الثاني الذي اشتراه، بعد توقيعه ملكية قصر بقيمة 3 ملايين و500 ألف جنيه استرليني (نحو 4 ملايين و500 ألف دولار) بالقرب من بلدة ترون جنوب أيرشير، لمصلحة زوجته السابقة.
وكانت لدى السيد وير عند وفاته، حصة بقيمة 10 آلاف جنيه استرليني (نحو 12 ألف دولار) في شركة المشروبات الغازية "أيرن برو" Irn-Bru، وأكثر من 20 ألف جنيه استرليني (نحو 24 ألف دولار) مستثمرة في سلسلة المخابز البريطانية "غريغز" Greggs.
وشملت استثماراته الأخرى حصصاً في شركة "مايكروسوفت" بقيمة 20368 جنيهاً استرلينياً (نحو 25.1 ألف دولار)، وفي مؤسسة "موي هيينيسي لوي فويتون" بقيمة 19230 جنيهاً استرلينياً (نحو 23.5 ألف دولار)، وفي علامة "إيستي لودر" لمواد التجميل بقيمة 19813 جنيهاً استرلينياً (نحو 24.1 ألف دولار)، وفي متاجر "تيسكو" بقيمة 19562 جنيهاً استرلينياً (نحو 24 ألف دولار)، وفي شركة "إي جي بار" مبتكرة مشروبات "أيرن برو" بقيمة 10040 جنيهاً استرلينياً (نحو 12250 دولاراً)، وفي سلسلة "غريغز" بقيمة 22950 جنيهاً استرلينياً (نحو 28 ألف دولار).
وعُرف عن كولين وير أنه من الداعمين الدائمين لـ "نادي بارتيك ثيسل لكرة القدم" Partick Thistle Football Club، وقد اشترى نحو 55 في المئة من حصة النادي قبل شهر من وفاته. وساعد استثماره في إنشاء "أكاديمية ثيسل وير للشباب" Thistle Weir Youth Academy، وتمت تسمية قسم من "ملعب فيرهيل" Firhill Stadium على اسمه.
وقدّم أيضاً في عام 2014، ملايين الجنيهات إلى "الحزب القومي الاسكتلندي" SNP دعماً له في حملته المؤيدة لاستقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة.
وأظهرت وصيته أن لديه مفروشات ومجوهرات وأعمالاً فنية تُقدّر بنحو 212 ألف جنيه استرليني (نحو 259 ألف دولار)، إضافة إلى 4 سيارات تقلّ قيمتها قليلاً عن 100 ألف جنيه استرليني (نحو 122 ألف دولار). كما كانت لديه أيضاً حصة بقيمة 400 ألف جنيه استرليني (نحو 488 ألف دولار) في برنامج Enterprise Investment Schemes للاستثمار المؤسسي ذات الامتيازات الضريبية، الذي يمكّن الأفراد من شراء حصص في شركات صغيرة ومتوسطة للحصول على إعفاء ضريبي سخي.
ووزّع وير نحو 40 مليون جنيه استرليني (نحو 50 مليون دولار) على أصدقائه وأفراد عائلته، إضافة إلى تبرّعه لأعمال خيرية. وأنفق هو وزوجته السابقة نحو 5 ملايين جنيه استرليني (نحو 6.1 ملايين دولار) على شراء منازل لأصدقاء مقربين منهما، إضافة إلى تقديم منح مالية لشباب موهوبين، وذلك في السنة الأولى التي ربحا فيها الجائزة الكبرى.
أما السيدة وير، فاشترت هي الأخرى عقاراً لجميع أشقائها الخمسة، إضافة إلى امتلاكها منزلاً مستقلاً مؤلّفاً من 4 غرف نوم بقيمة 850 ألف جنيه استرليني (نحو 1.1 مليون دولار)، معه 23 فداناً من الغابات في ضواحي بلدة لارغز الاسكتلندية.
وأنشأ الزوجان معاً "صندوق وير الخيري" Weir Charitable Trust لدعم مشاريع من شأنها تعزيز الصحة ورعاية الحيوان والمشاركة العامة في الرياضة. وقدّما 102000 جنيه استرليني (نحو 125 ألف دولار) لـ"المركز الوطني للتدريب الرياضي" National Sports Training Centre في إنفيركلايد.
ومنح الزوجان مبلغاً مقطوعاً من خمسة أرقام [تحت 100 ألف جنيه استرليني]، لتركيب ساقٍ اصطناعية جديدة للطفل كيران ماكسويل البالغ من العمر 13 سنة من مقاطعة دورهام، الذي كان فقد جزءاً من ساقه بسبب نوع نادر من السرطان.
إشارة أخيراً إلى أن وصية كولين وير كشفت عن أن ممتلكاته المتبقية الأخرى المقدّرة بنحو 40 مليوناً و800 ألف جنيه استرليني (نحو 50 مليون دولار)، سيتولى إدارتها "صندوق ائتماني تقديري" Discretionary Trust [يتيح للأمناء بحسب تقديرهم، التحكّم بأفضل السبل لاستخدام الأصول لمصلحة المستفيدين].
نشرت اندبندنت هذا المقال في 15 مايو 2022
© The Independent