استعداداً للمشاركة ضمن دورة الألعاب الخليجية الثالثة المقامة في الكويت، التي تستمر حتى نهاية مايو (أيار)، وتشهد مشاركة نسائية للمرة الأولى في تاريخها، تخوض لاعبات المنتخب السعودي لكرة السلة معسكراً خارجياً في البوسنة تراه اللاعبات فرصة للارتقاء بمستواهن قبل انطلاق البطولة.
اللاعبة السعودية العنود القحطاني، التي خاضت تجربة المعسكر الداخلي مرتين، تنتظر نتائج مختلفة وبعيدة الأفق من وراء معسكر البوسنة. تقول، "نعيش مرحلة بالغة الأهمية، بناءً عليها يتشكل كثير من العواطف، مع مزيج من الإثارة في مسار لعب الفريق، ما يرفع سقف المتعة ويجدده".
وحول بطولة الكويت وهل ستكون مجرد تجربة، أجابت القحطاني، "مطلقاً، إذ نتطلع لإحراز الفوز، بما لدينا من إمكانات وكنتيجة طبيعية لجهود مُضنية بذلناها".
وبخصوص أجواء التدريب في المعسكر، قالت "كلما تضاعفت التمارين زادت نسبة الحصول على الفوز، والمعسكرات فرصة جيدة لتحقيق الاندماج والتأقلم في الفريق، إضافة لتعلم حيل جديدة في اللعبة، فبناءً على ما يتلقاه اللاعب من تدريبات متنوعة، ترتفع مقدرته على اتخاذ قراراته أثناء المباراة".
وأضافت، "بمجرد إسدال ستار معسكر الرياض، انطلقنا نحو المعسكر الدولي، ومقره البوسنة، في تجربة فريدة تشكل مصدر إلهام بالنسبة لنا، فكلتا التجربتين بنوعيهما، عبارة عن مراحل تدريب وتطوير، ستظهر نتائجها على أرض الواقع أثناء البطولة، وتتجسد مشاركتنا بلعبة ثلاثة ضد ثلاثة، وهي لعبه سريعة، تتطلب لياقة عالية، وسرعة في اتخاذ القرارات بالفكر، لا بحركة الجسم، لكونها لعبة أجزاء من الثانية، وعليها يتعين الفوز أو الخسارة في غمضة عين".
خاضت القحطاني تجارب فاقت من خلالها نظرائها، فيما لم يكن لبداياتها مشجع سوى المصادفة. تقول: "على مقاعد الدراسة الجامعية، اعتقدت أنني أمارس اللعبة لقضاء وقت ممتع، فتبين لاحقاً أنها وقتي بأكمله".
وفي عمق تجربتها، خاضت خريجة إدارة الأعمال بطولتين رسميتين تحت مظلة المنتخب السعودي لكرة السلة داخلياً، وشاركت خارجياً ضمن الدورة السادسة لسيدات كرة السلة في الكويت، كذلك ضمن الدوري البحريني للسيدات، والذي حصدت من خلاله الذهبية، ولقب اللاعبة الأفضل".
كيف تفوز في كرة السلة؟
تقول العنود، "لا تستطيع الفوز إلا إذا كان لديك الثبات العاطفي الذي يمكنك من الدخول فيها، والبقاء على المدى الطويل، بمجرد أن تدرك ذلك، يمكنك المشي بهدوء وثقة، أعني بذلك، يجب أن يكون لديك سيطرة على عقلك، من دون أن تدع مجالاً لأن تكون أنت سبب خسارة نفسك، وتلعب بثقة".
أخذتها كرة السلة بعيداً من غير خطط مسبقة، ووجدتها تعيد بلورة شخصيتها على نحو أفضل. توضح قائلة، "بمعنى حرفي، زادت من تطوري، وعززت من روحي الاجتماعية، وهي لعبة تتطلب سيطرة جماعية تبرز على هيئة طاقة جاذبة للفوز، لقد أثرت على قراراتي المصيرية، على رأسها مساري الدراسي، فتخليت عن المجال الطبي حين لعبته".
وتصف العنود كرة السلة بـ"اللعبة الأكثر حماساً". وتضيف، "هي معلم قدير، تمنحك مشاعر الفوز الحقيقية في وقتها، وتحفزك للفوز بعد كل خسارة، إضافة لكونها جديدة في كل مرحلة". وتابعت، "المراوغة صفة أساسية، إن كنت مخادعاً في لعبة كرة السلة فأنت اللاعب الأفضل، وذلك بخلاف ما يجب أن تكون عليه في الحياة الطبيعية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحول حلمها بالوصول للعالمية، تراهن القحطاني على إمكاناتها، مستدركة بأن "الوصول للعالمية يتطلب جهوداً مُضنية ودعماً حكومياً، وجهات متخصصة في صقل الموهبة وتنميتها، وخوض تجارب متكررة في المعسكرات، ودعماً من الأهل، والمجتمع، وتوفر المدربين الأكفاء، ولا يبدو ذلك مستحيلاً، وأنا جاهزة ومستعدة لتحقيق أحلامي والمشاركة مستقبلاً في الأولمبياد وتمثيل الأخضر، واستقبال الفرص".
ماذا قال عنها مدربها؟
المدرب السعودي عبد الله النفيسة، المشرف على تدريب تيتانيوم، الفريق الحائز المركز الثاني في أول دوري سعودي للسيدات، يشير إلى موهبة العنود القحطاني، باعتبارها أول محترفة تلعب خارج السعودية، "مثلت السعودية بما يليق، وحققت الدوري مع فريق البحرين، وفازت بالذهبية وبلقب أفضل لاعبة".
ويضيف، "على اللاعب أن يتحلى بالروح المعنوية العالية، والذكاء المرتفع، يصاحب ذلك موهبة في المراوغة والتحايل على الخصم أثناء اللعب، فإذا تحوّل اللاعب إلى مّخادع، فلن يجد له خصمه سبيلاً على أرض الملعب، وهذه مهارات يتقنها القلة، ضمنهن العنود القحطاني".